شولتز في الخليج.. ألمانيا تسعى لتأمين احتياجاتها من الغاز
يرافق مسؤولون كبار بشركات ألمانية المستشار أولاف شولتز في جولته الخليجية التي بدأت اليوم السبت من السعودية.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية، تسعى هذه الشركات لتوقيع عقود طويلة المدى لاستيراد الغاز الطبيعي والهيدروجين.
وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الغاز الطبيعي ليس فقط كمصدر للتدفئة في البيوت، بل كمورد هام لطاقة المصانع حيث يعتمد إنتاج الكهرباء المستخدم في الكثير منها على الغاز الطبيعي.
وذكر مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الألمانية القول إن جولة شولتز , إلى منطقة الخليج وتشمل السعودية ودولة الإمارات وقطر، هي الأحدث في سلسلة تحركات الحكومة الألمانية لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات الروسية التي تقلصت بشدة منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا أواخر شباط/فبراير الماضي.
السوق الألماني
وألمحت العديد من الشركات الألمانية الكبرى لإمكانية مغادرتها للسوق الألماني في ظل صعوبة الحصول على موارد الطاقة، وأن هذا الأمر يؤثر على عملياتها الإنتاجية.
وكان عملاق السيارات الألماني فولكس فاجن قد رجح إمكانية نقل عملياتها الإنتاجية من ألمانيا وأوروبا الشرقية للخارج في حال استمرار نقص إمدادات الغاز الطبيعي.
ويأتي ترجيح الشركة في أحدث علامة على أن أزمة الطاقة التي أحدثتها الحرب الروسية في أوكرانيا تُهدّد بقلب المشهد الصناعي في أوروبا.
وقالت أكبر مُصنعة للسيارات في أوروبا، إن نقل الإنتاج هو أحد خياراتها المتاحة على المدى المتوسط إذا استمرّ نقص الغاز إلى ما بعد الشتاء القادم، حيث تمتلك فولكس مصانع كبرى في ألمانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، والتي تعدّ من بين الدول الأوروبية الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي بحسب وكالة بلومبرج.
وقال المسؤول الألماني إن برلين تجري "محادثات بناءة" مع السعودية بشأن عقود طويلة المدى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. ولم يقدم المسؤول أي تفاصيل إضافية بشأن العقود أو الشركات الألمانية التي ستكون طرفا في هذه العقود.
وفد كبير
وعن الوفد المرافق، قالت الحكومة في إفادتها لـ"العين الإخبارية": "سيرافق المستشار الاتحادي وفد أعمال رفيع المستوى يغطي مجموعة واسعة من الموضوعات".
وفي وقت لاحق، أصدرت الحكومة بيانا توضيحيا قالت فيه، "سيرافق المستشار الاتحادي العديد من ممثلي الأعمال الألمان من مختلف القطاعات، لأن دول الخليج شركاؤنا ليس فقط في مجال النفط والغاز المسال، ولكن أيضًا في الطاقة المتجددة، وفي الهيدروجين الأخضر".
ويؤكد الإعلان عن مرافقة وفقد من قطاع الأعمال شولتز في زيارته، ما قالته الحكومة الألمانية في إفادتها لـ"العين الإخبارية"، بأن برلين "نخطط لاستثمارات ضخمة لتحقيق التحول نحو الإنتاج المحايد مناخيًا وإنتاج الطاقة، ودول الخليج، التي تتمتع بقوة مالية كبيرة، تبحث أيضًا عن فرص استثمارية".
وتابعت الحكومة: "في هذا الصدد، من المؤكد أنها (الاستثمارات) ستلعب دورًا" في المحادثات أيضًا".
ويوم الأحد، أعلنت الحكومة الألمانية موافقتها على خطة بقيمة 65 مليار يورو لتخفيف الضغط على الأُسر وسط تراجع إمدادات الغاز الروسي وارتفاع فواتير الطاقة.
ووافقت الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحكومي، بقيادة المستشار أولاف شولتز، على التدابير، وقال شولتز في مؤتمر صحفي إن "هذه الحزمة هي الأكبر حتى الآن".
وتشمل الإجراءات دفع 300 يورو لمرة واحدة في الأول من ديسمبر كانون أول القادم، لملايين المتقاعدين من أجل مساعدتهم على تسديد فواتير الطاقة المرتفعة.
وستشمل الحكومة أيضا الطلاب بدفعات قدرها 200 يورو لمرة واحدة، كما ستغطي تكلفة التدفئة للأشخاص الذين يتلقون مساعدات إسكان.
ويسعى الائتلاف الحاكم لتخفيف العبء عن الأسر بشكل ملموس، لذا قرر مثلا زيادة الإعانة المالية للأطفال بشكل واضح.
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز