"محذرا من كارثة".. نصر الله يواصل تهديد محقق انفجار المرفأ
واصلت مليشيات حزب الله هجومها على قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، مطالباً بتغييره.
وقال الأمين العام للحزب الإرهابي، حسن نصر الله خلال كلمة تلفزيونية، مساء الإثنين، إن القاضي الحالي بتحقيقات مرفأ بيروت لم يستفد من أخطاء سلفه، بل ذهب إلى الاستنسابية والتسييس.
وتوجه نصر الله للقاضي بالقول إن الاستهداف واضح، وهو يتعاطى على أنه الحاكم بأمره في الملف، بينما الأصل أن يقول المحقق لعوائل الضحايا كيف أتت الباخرة؟ وباسم من أتت؟ وبموافقة من؟، محذرا من "كارثة كبيرة سيذهب إليها البلد إذا أكمل القاضي بهذه الطريقة".
وتوجّه نصر الله إلى أهالي ضحايا كارثة المرفأ قائلاً: "لن تصلوا إلى العدالة مع القاضي الذي يشتغل بالسياسة ويوظّف الدماء في خدمة استهدافات سياسية".
وكان تحقيق تلفزيوني محلي كشف عن اجتماع بين مسؤول جهاز الأمن والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، عبر خلاله صفا عن امتعاضه من أداء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.
ومنذ الكشف عن أسباب انفجار مرفأ بيروت الكارثي بفعل شحنة مخزنة لسنوات من "نترات الأمونيوم" حامت الشبهات حول دور حزب الله المحتمل في استخدام المادة شديدة الانفجار.
وفي سياق متصل، قررت محكمة التمييز المدنية، عدم قبول طلب رد القاضي طارق البيطار المقدم من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، لأن المحقق العدلي ليس من قضاة محكمة التمييز المنوطة الغرفة بالنظر بطلبات الرد المتعلقة بهم فحسب".
وجاء القرار بعد رفض محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي طلبات كف يد القاضي، مقدمة من النواب زعيتر وخليل بالإضافة إلى النائب نهاد المشنوق.
وكان البيطار طلب الثلاثاء استجواب خليل، والأربعاء استجواب زعيتر والمشنوق، إلا أن النواب المحوا إلى عدم الحضور والتمرد على قرار القاضي.
من جهته، رفض وزير الداخلية بسام المولوي إعطاء أذن بملاحقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وردّه شكلا بحجة عدم وجود أي معطيات موضوعية مختلفة عن الطلب المقدم في عهد الوزير محمد فهمي، والطلب الثاني.
وبهذا القرار لن يستطيع القاضي استجواب اللواء عباس إبراهيم وبالتالي الاستمرار بعرقلة التحقيقات.
وكان القاضي البيطار أكد في رسالة مكتوبة أمام المدعى العام التمييزي، أنه تلقى رسالة شفهية عبر أحد القضاة، من مسؤول الأمن والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، هدده فيها باقتلاعه من موقعه، إذا استمر بنفس النهج في التحقيق.
وفي 4 أغسطس/آب 2020، شهدت العاصمة بيروت تحركات ومسيرات شعبية، إحياء للذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ، بمشاركة شعبية واسعة من اللبنانيين.
وبعد عام على التفجير الذي دمّر العاصمة بيروت وأدى إلى سقوط آلاف الجرحى وأكثر من 200 قتيل، لم تصل التحقيقات إلى نتيجة حاسمة فيما يرفض معظم المسؤولين رفع الحصانات عن النواب والوزراء للمثول أمام القضاء.