تحذير.. لا يوجد نظام غذائي ضد السرطان
خبراء بريطانيون من معهد أبحاث السرطان حذروا من الانسياق وراء الأنظمة الغذائية التي تنتشر على الإنترنت تحت دعوى منع أو علاج السرطان
حذر خبراء بريطانيون من معهد أبحاث السرطان من الانسياق وراء الأنظمة الغذائية التي تنتشر على الإنترنت تحت دعوى منع أو علاج السرطان.
وذكرت صحيفة الجارديان نقلاً عن الخبراء أن اتباع النصيحة الخاطئة قد يكون له نتائج كارثية وأنه لا يوجد نظام غذائي "ساحر" قادر على العلاج أو الوقاية من السرطان، موضحين السبل الصحيحة التي يمكن اتباعها لتحسين حياة مرضى السرطان.
وفي الحقيقة أن تعديل النظام الغذائي للمريض يمكن أن يساعده على الحفاظ على نوعية مقبولة من الحياة طالما هذا التعديل نابع من أشخاص مؤهلين طبياً وليس لديهم أي مصالح خاصة. وأشارت الصحيفة إلى قضية مرفوعة في المحاكم الأسترالية لمدونة روجت لكتابها الذي أكدت فيه شفاءها من سرطانات متعددة عن طريق تناول طعام سليم محققة مكاسب هائلة، لكن تبين فيما بعد أنه لم يسبق لها الإصابة بالسرطان. في المقابل، وضعت جامعة كورك الأيرلندية كتابا للطهي لمرضى السرطان الذين يعانون من فقدان الوزن وصعوبات في البلع، وجعلته متاحاً مجاناً رغم أنه نتاج مجهود مجموعة من كبار أخصائيي التغذية للأورام.
ومن هنا، أوضح الخبراء أن أخصائيي تغذية الأورام يقدمون المشورة المبنية على الأدلة الموثقة لمرضى السرطان للحفاظ على قوتهم ونوعية حياتهم. ويمكن للأخصائيين بالتالي وضع خطط باستخدام سوائل أو أنبوب التغذية للمساعدة في الحفاظ على الوزن وكتلة العضلات. كما يعالجون الآثار الجانبية التي تؤثر على قدرة المريض على تناول الطعام. وأشار الخبراء إلى أن هؤلاء الأخصائيين حاصلون على درجة علمية جامعية في التغذية البشرية أو علم التغذية، مع تدريبهم في المستشفى ٣ سنوات على الأقل.
وأعرب الخبراء عن بالغ حزنهم من انسياق الكثير من المرضى وراء المعلومات الخاطئة حول النظام الغذائي والسرطان من المقربين منهم ذوي النوايا الحسنة، إضافة إلى لجوء آخرين في كثير من الأحيان للإنترنت. وأكدوا أن المعلومات المتوفرة على الإنترنت لا نهاية لها لكن قد تكون المعلومات متضاربة وغير موثقة.
وأوضحوا أنه على سبيل المثال لا يوجد حالياً أي أدلة قوية على أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء يسبب السرطان كما يشاع وأن النظام الغذائي النباتي أفضل. لكن دراسات أخرى أكدت أن النظام النباتي يؤدي إلى نقص فيتامينات مهمة ومعادن.
وشدد الخبراء على ضرورة عدم وقف مجموعات غذائية في النظام الغذائي خلال علاج السرطان؛ لأن ذلك قد يتسبب في فقدان العضلات السريع. وهذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على تحمل العلاج، وعدم كفاية كمية المغذيات الدقيقة، خاصة الكالسيوم، ونقص الطاقة، وانخفاض المزاج والتعب.
ولكن في المقابل، شدد الخبراء على عدم الإكثار من تناول الدهون والأغذية السكرية. إلا أن ذلك لا يعنى منع المرضى من جميع السكريات والكربوهيدرات؛ لأن تقليل هذه المواد يضع المرضى في خطر متزايد من سوء التغذية.
ومن هنا، كشف الخبراء عن أن التغذية معقدة. وينبغي على المرضى طلب المشورة على احتياجاتهم الفردية من المؤهلين فقط. ولا ينصح بتناول المكملات الغذائية بدعوى أنها أعشاب أو نباتات طبيعية؛ لأنها قد تتفاعل مع أدوية أخرى، بما في ذلك العلاجات المضادة للسرطان، وجعلها أقل فعالية. ولذلك حذر الخبراء مجدداً من أن هناك تلاعباً كبيراً بمشاعر الناس عندما ينساق شخص وراء نظام غذائي مبتدع، على أمل أنه سوف يعالجه منها، لكنه يفشل فيما بعد؛ لأنه غير واقعي، أو لأن المريض ببساطة مريض جداً.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز