السلام الفلسطيني- الإسرائيلي.. واشنطن تُعبد الطريق بـ"بناء الثقة"
"بما أن الأجواء غير متوفرة حاليا لتقارب في الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن عملية السلام"، كما يرى مسؤولون غربيون، تسعى واشنطن للعمل على "بناء الثقة أولا".
فبعيدا عن الأضواء يُجري الدبلوماسي الأمريكي هادي عمرو، اتصالات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، لإعادة بناء الثقة المفقودة بين الطرفين.
وفور تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تسلم عمرو، المولود في العاصمة اللبنانية بيروت، منصبه نائبا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في مكتب شؤون الشرق الأدنى.
حلقة الوصل
ومنذ ذلك الحين، أجرى عمرو اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ورئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ.
ومثّلت هذه المكالمات، عودة للاتصالات السياسية الفلسطينية-الأمريكية، بعد أن كانت توقفت نهاية عام 2017، إثر قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكان العديد من المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين تعرفوا إلى عمرو في السنوات الماضية، خلال عمله في المؤسسات الأمريكية الرسمية والبحثية.
وللوقوف على دور واشنطن في هذه الأيام، كشف دبلوماسي أمريكي ومسؤول فلسطيني، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، عن "اتصال قريب" بين الرئيس بايدن ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
خطوات "الثقة"
ولتوضيح الدور الأمريكي، قال المسؤول الفلسطيني البارز الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "في المرحلة الأولى ستسعى الإدارة الجديدة إلى إعادة بناء الثقة مع القيادة الفلسطينية من خلال سلسلة خطوات".
مضيفا "ما سمعناه من الأمريكيين مباشرة هو أنه سيتم إعادة المساعدات التي أوقفتها الإدارة السابقة سواء لمشاريع البنى التحتية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أو مباشرة لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".
كما ستشمل الخطوات الأمريكية- بحسب المسؤول نفسه- إعادة تعيين قنصل عام أمريكي في القدس تكون مهمته الاتصال مع الفلسطينيين، وإعادة فتح القنصلية بالقدس، إلى جانب السماح بإعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن.
ومن جانب الفلسطينيين، طُلب من الإدارة الأمريكية الجديدة "العمل على إلغاء القانون الذي تبناه الكونجرس قبل سنوات طويلة والذي يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية". وفق المصدر نفسه.
حراك سياسي أكده دبلوماسي أمريكي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، بالقول إنه "جار العمل على تحديد المساعدات التي سيتم استئنافها للفلسطينيين وقيمتها، بما في ذلك المساعدات المقدمة لوكالة الأونروا".
وتوقع الدبلوماسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، أن يتم الإعلان عن هذه الخطوات مباشرة بعد الاتصال الهاتفي الذي سيجريه بايدن وعباس.
وتعتقد الإدارة الأمريكية الجديدة أن من الخطأ تعيين مبعوث أمريكي خاص لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذه المرحلة، سيما في ضوء انتخابات الكنيست المقررة في 23 مارس/آذار المقبل، ومشاورات تشكيل الحكومة التي ستتبعها، ولاحقا الانتخابات الفلسطينية التي ستنتهي أواخر أغسطس/آب.
لكن في المقابل، قال دبلوماسي غربي لـ"العين الإخبارية"، إن إدارة بايدن "تعتبر أن الانخراط بقوة في عملية سلام يتطلب تقاربا في المواقف الفلسطينية والإسرائيلية وهو الأمر غير المتوفر في هذه المرحلة".
وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "تعتقد الإدارة الأمريكية أن الفجوات ما بين المواقف متباعدة جدا ويصعب جسرها، ولذلك فإنه من الأفضل التركيز على خطوات بناء الثقة".
آمال وأولويات
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دعت في الأيام الأخيرة، الطرفين إلى الامتناع عن الخطوات الأحادية والتي حددتها في "النشاط الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، والتحريض، وصرف الرواتب لمعتقلين فلسطينيين بالسجون الإسرائيلية".
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن "من شأن هذه الخطوات زيادة التوترات وتقوض فرص حل الدولتين".
في هذه الأثناء، أطلع مسؤول فلسطيني كان على اتصال مع عمرو "العين الإخبارية" على سمعوه منه، قائلا إنه "يمكن البناء عليه خاصة تأكيد الالتزام بحل الدولتين، ورفض الاستيطان وهدم المنازل ومصادرة الأراضي".
وأعرب المسؤول عن أمله أن "تتطور هذه الخطوات مستقبلا خاصة وأننا نعلم أن هناك أولويات للإدارة الحالية أهمها الوضع الاقتصادي وكورونا في الولايات المتحدة الأمريكية، وملفات دولية مثل إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية".
وأمس الأربعاء، أعلن البيت الأبيض، عن إجراء اتصال بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدد خلاله بايدن "على أهمية العمل للدفع بعجلة السلام في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
يأتي ذلك كله في ظل أجواء إيجابية تشهدها المنطقة، منذ إعلان الإمارات العربية المتحدة عن معاهدة سلام مع إسرائيل، في أغسطس/آب الماضي.
معاهدة لاقت ترحيبا دوليا واسع النطاق، حيث أجمعت المواقف الدولية على أن الاتفاق خطوة تاريخية من شأنها إعادة إحياء مسار عملية السلام الشامل والعادل، وتعزيز السلم الإقليمي والعالمي.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg
جزيرة ام اند امز