دول مجلس التعاون المتحالفة لمكافحة الإرهاب اعتبرت "الإخوان" تنظيما إرهابيا واتخذت الكثير من الإجراءات لمكافحته وتحجيمه
أن تصل متأخراً أفضل بكثير من ألا تصل، والحديث هنا عن الخطوة الأمريكية باتخاذ إجراءات تصنيف تنظيم "الإخوان المسلمين" ضمن قوائم الجماعات الإرهابية، وأن هذا الأمر يسير حاليا على طريق الإجراءات الرسمية الداخلية.
إن دخول الولايات المتحدة الأمريكية كشريك مع الدول العربية المتحالفة لمكافحة الإرهاب على خط محاربة تنظيم "الإخوان" سوف يسهم بشكل كبير في محاصرة هذا التنظيم وأدواته في المنطقة تماما كما يجري الآن عبر مواجهة النظام الإيراني
ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الموضوع مع زعماء في العالم يشاطرونه المخاوف نفسها بشأن التنظيم الإرهابي، رغم التحفظات لدى بعض الدوائر الأمنية الأمريكية، خوفاً على العلاقات مع تركيا، باعتبارها معقلاً من معاقل التنظيم، وحينما نتحدث عن أكثر دول المنطقة تضرراً من تنظيم "الإخوان" ومن آلة الإرهاب التي استخدمها هذا التنظيم، وعن زعماء العالم الأكثر معرفة بقدر الإرهاب والإجرام المتأصلين فيه فإن الحديث يبدأ مع مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، الذي واجه بنفسه آلة الإرهاب الإخوانية بعد أن اقتلع الشعب المصري تنظيم "الإخوان" من الحكم في 30 يونيو 2013، ولذلك فإن التقارير الإعلامية تتحدث عن استجابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالنظر في تصنيف هذه الجماعة على قوائم الإرهاب، لما عانته جمهورية مصر العربية من أعنف الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين ورجال الأمن من خلال مختلف جماعات التنظيم وأصنافه والفرق المتفرعة منه وعنه، ولذلك فإن استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لهذا التوجه والبدء في اتخاذ الإجراءات الخاصة بوضع هذا التنظيم على قوائم الإرهاب، بما يمهد لفرض عقوبات عليه وعلى من يتعامل معه، سوف يكون مكسباً كبيراً لحفظ الأمن والسلام في المنطقة، ومنطلقاً لملاحقة هذا التنظيم في كل مكان.
وقد اعتبرت دول مجلس التعاون المتحالفة لمكافحة الإرهاب أيضاً تنظيم "الإخوان المسلمين" إرهابيا، واتخذت الكثير من الإجراءات لمكافحته وتحجيمه وتخليص المؤسسات الرسمية والأهلية منه، ووضع حد لأي نفوذ أو تغلغل لهذا التنظيم في المجتمع، وهذا الأمر بحد ذاته يؤكد أن الدول العربية سبقت الولايات المتحدة الأمريكية بكثير فيما يتصل بالتعامل مع تنظيم "الإخوان المسلمين" بالمستوى المطلوب، وبالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه التعامل معه، لكون هذا التنظيم يتقن بشكل كبير عملية التخفي والتواري خلف المؤسسات والأفراد، وهو متمرس في تفريخ العناصر وخلق طبقات من الصفوف واستغلال الأطفال والشباب وتكريس أولياء أمورهم في خدمة أهداف التنظيم ومراميه، وفي بث الرسائل والأفكار والمعتقدات التي تعمل على تهيئة أرضية قبول أفكار التنظيم وتأثيره في المجتمع.
إن دخول الولايات المتحدة الأمريكية كشريك مع الدول العربية المتحالفة لمكافحة الإرهاب على خط محاربة تنظيم "الإخوان" سوف يسهم بشكل كبير في محاصرة هذا التنظيم وأدواته في المنطقة تماماً، كما يجري الآن عبر مواجهة النظام الإيراني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة