استشعار الخطر الداهم من المشروعات الإقليمية هو الذي يجعل المشروع العربي مسألة حياة أو موت
دون تنظير أو فلسفة أعتقد أننا الآن في حاجة إلى التمسك «بالمشروع العربي» أكثر من أي وقت مضى.
كارثة الكوارث التي تمنعها عناية السماء حتى الآن، أن الثلاثة -جميعهم- بينهم من المشاكل ما يجعلهم لا يعقدون اتفاق «كماشة استراتيجي» للتآمر علينا.. الحمد لله!
ولكن قبل أن ندعو إلى التمسك به لدينا 3 أسئلة جوهرية:
1- لماذا؟
2- وكيف؟
3- والسؤال الأهم: «هو أساساً فيه مشروع عربي؟»
نحن نواجه الآن ثلاثة مشروعات إقليمية مضادة لمصالحنا، هادفة إلى القضاء علينا، وتسعى للسيطرة على قراراتنا ومواردنا وأراضينا، هذه المشروعات هي:
1- مشروع إسرائيلي صهيوني استيطاني.
2- مشروع تركي عثماني يسعى لإعادة الخلافة العثمانية بمشروع إسلام سياسي سني.
3- مشروع إيراني-فارسي يسعى لقيام دولة ولاية الفقيه من خلال مشروع إسلام سياسي شيعي.
وفي ظل هذه المشروعات الإقليمية يلعب الكبار (الأمريكان - الروس - الأوروبيون - الصين) أدوارهم في الابتزاز السياسي و«الشفط المالي» والإضعاف البنيوي لمشروع الدولة الوطنية.
جميعهم في المنطقة (التركي - الإسرائيلي - الإيراني) ضد مشروع أي دولة وطنية في العالم العربي.
يحلمون بسقوط العائلة المالكة في السعودية وتقسيم السعودية إلى دويلات (نجد - الحجاز - والمنطقة الشرقية) ويحلمون بتفكيك دولة الإمارات وسقوط النظام الاتحادي فيها، ويحلمون بدويلات فيها أقليات كردية وأمازيغية وبربرية ومسيحية ودرزية وشيعية وسريانية وقبلية ومناطقية ونوبية وقبطية في عالمنا العربي.
الفوضى تؤدي إلى التفتيت، والتفتيت طريق إلى التقسيم، والتقسيم هو جسر الدويلات، والدويلات هي أداة التمكين لتفوق وسيادة المشروعات الثلاثة (التركية - الإيرانية - الإسرائيلية).
هنا يبرز المنطق المطلق.. وهو أن المشروع العربي هو مسألة حياة أو موت، وهنا يأتي السؤال التالي: كيف؟
نحن في حاجة إلى مشروع لا يقوم على إلغاء الكل من أجل واحد، على غرار المشروعات القومجية والناصرية والبعثية السابقة التي ثبت فشلها وعدم جدواها.
نحن في حاجة إلى اتحاد مصالح يحافظ على خصوصية كل مجتمع، ونظام يحترم سيادة الثقافة الوطنية ونظام الحكم والموروث السياسي لكل دولة، مع وجود آلية عملية للتنسيق في شؤون الأمن القومي والمصالح التجارية وشؤون الدفاع وإجراءات لحرية انتقال الأفراد والبضائع والأموال.
هذا المشروع يقوم بين قوى متجانسة معتدلة، خالصة النوايا، يحترم كل منها سيادة وخصوصية الآخر.
استشعار الخطر الداهم من المشروعات الإقليمية هو الذي يجعل المشروع العربي مسألة حياة أو موت.
ذلك كله يوضح لنا أن التحدي الإقليمي المدعوم بتآمر دولي ضدنا يجعل هناك استحالة لقدرة دولة واحدة على مواجهة هذا الخطر منفردة.
ويأتي السؤال: هل يوجد مشروع عربي عملي قابل للتنفيذ؟
ما نراه الآن بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وبعض التنسيق مع الأردن والمغرب وتونس هو نواة وقاعدة راسخة لمثل هذا المشروع.
المناورات العسكرية المستمرة بين هذه الدول وآخرها مناورة «سيف العرب» مسألة بالغة الأهمية.
المواقف المنسقة تجاه واشنطن وموسكو ودول الاتحاد الأوروبى، وتجاه القضايا والملفات الإقليمية هي أمر حيوي.
الموقف من مشروعات تركيا وإيران وإسرائيل الآن هو بيت الداء.
أخطر ما في مشروعات هؤلاء هو أن المتضرر الأول الذي تدور خططهم على ساحات قتاله هو العالم العربي.
كارثة الكوارث التي تمنعها عناية السماء حتى الآن أن الثلاثة -جميعهم- بينهم من المشاكل ما يجعلهم لا يعقدون اتفاق «كماشة استراتيجي» للتآمر علينا.. الحمد لله!
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة