برلمانيون مصريون: تصنيف أمريكا للإخوان "إرهابية" ضربة لقطر وتركيا
النواب أشادوا بالقرار المرتقب لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج الإخوان جماعة إرهابية، ما يساهم في تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
أشاد نواب في البرلمان المصري بالقرار المرتقب لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج جماعة الإخوان على القائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".
وشدد النواب -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- على أن الخطوة رغم تأخرها فإنها مهمة جدا، وستساهم في تجفيف منابع التمويل وملاحقة الدول التي تمول الإرهاب وفي مقدمتها قطر وتركيا وإيران.
- الخرباوي لـ"العين الإخبارية": "الإخوان" تحاول ابتلاع ثورة السودان
- محللون فرنسيون يدعون باريس لمقاطعة قطر وتجفيف منابع تمويل الإخوان
وطالب النواب إدارة ترامب بإعلان قرار حاسم ونهائي بشأن التنظيم الإرهابي، الذي مارس كل أشكال العنف والإرهاب على مدار السنوات الماضية، وحاول تنفيذ أجندة واضحة لتقسيم المنطقة العربية لصالح دول تتبنى الإرهاب وتموله لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال النائب طارق الخولي عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري إن "القرار الأمريكي بإدراج الجماعة ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية تأخر كثيرا، بسبب وقوف بعض الدول مثل قطر ضد تمريره".
وأضاف أن سجل جماعة الإخوان حافل بالجرائم الإرهابية التي ارتكبت منذ نشأتها عام ١٩٢٨، وزادت بشكل كبير بعد سقوطها المدوي في مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو/حزيران، مشيرا إلى أن التنظيمات المسلحة التي خرجت من عباءة الإخوان مثل "حسم" تبنت العمليات بشكل معلن، وبالتالي لا بد من تحرك دولي ضدها من دول العالم.
وتابع النائب المصري أنه زار ضمن وفد برلماني مجلس الشيوخ الأمريكي قبل أسابيع، واستعرض جهود مصر في ملف مكافحة الإرهاب، وسبل تعزيز التعاون المشترك، مؤكدا أن الجانب الأمريكي يقدر الجهود المصرية والعربية ويدعمها.
وأشار إلى أن مجلس النواب على تواصل دائم مع الكونجرس الأمريكي، لتوضيح الصورة الحقيقية لجماعة الإخوان الإرهابية، وتفنيد جرائمها.
وسيسمح القرار الأمريكي المرتقب بإدراج الجماعات على قائمة الإرهابي الأمريكية للمسؤولين في إدارة الرئيس ترامب بفرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها.
وكانت مصر صنفت الإخوان جماعة "الإرهابية" في عام 2013.
إدراجها ضرورة حتمية
وقال النائب علاء عابد عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري إن "قطر وتركيا أنفقتا مليارات الدولارات لتعطيل القرار الأمريكي بإدراج الإخوان جماعة إرهابية، لكنه أصبح ضرورة حتمية حاليا بعدما أصبح إرهاب الإخوان يهدد ليس مصر أو المنطقة العربية فقط، لكن العالم كله".
وأوضح عابد أن دولا أوروبية تنتظر القرار الأمريكي لإعلان الإخوان إرهابية أيضا لديها، لأن المجتمع الدولي يدرك جيدا أن الإخوان هي أصل جميع التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش".
وشدد على أن إدراج الإخوان ستتبعه إجراءات حاسمة من بينها تجفيف منابع التمويل، وملاحقة الدول التي تمول الإرهاب وفي مقدمتها قطر.
ومن جانبها، قالت النائبة داليا يوسف عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري إن القرار الأمريكي مؤجل منذ ٢٠١٤ بسبب التدخلات القطرية والتركية، ومحاولات الجماعة تقديم صورة عن نفسها لا تمت إلى الواقع بصلة.
ولفتت "يوسف" إلى أن البرلمان المصري كثف جهوده خلال السنوات الماضية لتوضيح حقيقة الأمور، وكشف جرائم التنظيم الإرهابي، وتقديم تقارير وملفات كاملة عن العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة في مصر.
وأوضحت أن الجهود المصرية والعربية نجحت في حصار الإرهاب خصوصا بعد مقاطعة الدول الممولة، مؤكدة أن المقاطعة العربية نجحت في تقليل منابع التمويل، مشيرة إلى أن مصر خاضت حربا شرسة ضد إرهاب الإخوان ونجحت فيها بنسبة كبيرة.
وقالت إن البرلمان المصري حريص على صياغة قوانين رادعة للإرهاب ومحاصرة أموال الجماعات الإرهابية، وسيقر عدة قوانين خلال دور الانعقاد الحالي لتغليظ عقوبة الإرهاب.
وترى النائبة المصرية غادة عجمي أن القرار مجرد تحصيل حاصل، وتتفق مع الآراء السابقة في أنه تأخر كثيرا، وإدارة الرئيس ترامب وضعت حركتي "حسم ولواء الثورة" التابعتين للإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية، بينما تجاهلت الجماعة الأم، وهذا الأمر يثير التساؤل.
وأكدت عجمي ضرورة توحيد الجهود الدولية لدحر الإرهاب الذي بات خطرا يهدد العالم كله.
تعقيد العلاقة بين أمريكا وتركيا
من جانبه، قال محمد أبوحامد عضو البرلمان المصري -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إن القرار الأمريكي في حال اتخاذه سيغير تماما من شكل العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، وسيحمل تأثيرات سلبية على الجانب التركي.
وأضاف أبوحامد أن "القرار سيؤدي إلى تعقيد علاقة واشنطن بأنقرة، حليفتها في حلف الناتو"، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن أعضاء في لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي أبلغوا وفدا برلمانيا مصريا في وقت سابق، أنه من ضمن صعوبات اتخاذ قرار حظر الجماعة بأمريكا ضرورة عدم تعامل واشنطن مع أي نظام يضم عناصر إخوانية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمثل جزءا من التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية.
وشدد البرلماني المصري على أن نظام أردوغان يمثل "قوة شر في العالم"، وكل إجراء يترتب على تحييد وحصار هذا النظام هو أمر إيجابي؛ للحيلولة دون ارتكاب جرائم جديدة في المنطقة أو العالم.
ونوه بأن قرار أمريكا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية من شأنه أيضاً الاستجابة للحكومات الغربية، كما ستحذو دول أخرى حذوها في هذا الصدد.
ومن الآثار المترتبة على القرار -يضيف أبوحامد- فرض عقوبات على الكيانات الاقتصادية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في العالم كله، والتضييق على تحركات قيادات التنظيم الدولي، كما ستخضع الكيانات الإعلامية التابعة للجماعة لإجراءات صارمة، وسيسمح للمسؤولين الأمريكيين بفرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها.
أما السفير محمد العرابي النائب البرلماني ووزير الخارجية المصرية الأسبق فقال إن القرار سيمثل "ضربة قوية" لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث سيتم وضعها في خانة جديدة تماما بعيدا عن العمل السياسي في أي دولة.
وأشار العرابي إلى أن مصر نادت منذ فترة طويلة بإدراج الإخوان ضمن الجماعة الإرهابية، وتابع مستدركا: "لكن لديّ كثير من الشكوك في اتخاذ القرار الأمريكي؛ لعدم ترحيب دول بهذا القرار ترتبط واشنطن بمصالح وعلاقات معها".