النتيجة أنكم تبنون جداراً من المشاعر البغيضة بيننا وبينكم لم يكن موجوداً، فنحن شعوب محبة للسلام وللتعايش والتسامح.
في زمننا (الأغبر) روجت قوى اليسار الغربي لكل ما هو (ثوري) في عالمنا على أنه رغبة الشعوب العربية، زمن قبل فيه هذا «اليسار» الاستماع إلى المدعو ميثم السلمان متحدثاً باسم شعب البحرين شاكياً للاتحاد الأوروبي (القمع الديني) في البحريـن! أتابع أنا التي ستحدثون باسمي زوراً وبهتاناً- باستمتاع- لقاء تلفزيونياً لإبراهيم نونو البحريني حتى النخاع واليهودي الديانة، وهو يتحدث عن جمال البحرين وتسامح هذا الوطن الديني.
هذا (اليسار) الغربي يمضي بكل غباء في طريقه في الشـرق الأوسط، يتخبط بقيادة الجماعات الدينية والقومية وإرشــــادهم، يقودونه إلى الهاوية معهم، معرضين مصالح دولهم للخطر، ويزيدون من مساحة المشاعر البغيضة، ويستعْدون الشعوب ضدهم معرضين المنطقة كلها لخطر الاقتتال
اليهودي الذي ينشر هذه الصورة الجميلة عن وطنه هو بقية البحرينيين اليهود، حيثما ذهبوا وحيثما حلوا وحيثما سألوهم عن البحرين، أتساءل: ماذا يعرف عنا هؤلاء الذين يريدون أن يحددوا مصيرنا نيابة عنا؟
وأتابع بان كي مون الذي كان إلى وقت قريب قلقاً على التعددية والتسامح الديني في البحرين وهو يتغنى اليوم بالتسامح الديني فيها، بعد أن زارنا ورأى بنفسه مساحة الحريات الدينية والتعددية الدينية في هذه الرقعة الصغيرة، وأتساءل: أمَا كان أجدى أن تروا بأنفسكم قبل أن تحكموا، وقبل أن تسمحوا لمن يضللكم بأن يفرض قناعاته عليكم؟
وفي زمـن سـمحت صحيفة عريقة كالواشنطن بوسـت «للحوثي» بأن (يكتب) فيها منظــراً عن السلام، تضحك من أعماقك وأنت تتابع تصويراً لرجل سمين أشعث وهو يقود مجموعة من الأطفال للقتال، أو يطلق صاروخ كاتيوشا لاعناً اليهود وصارخاً الموت لأمريكا، وتتساءل: كيف سمح لهذا الإرهابي أن يكتب في الواشنطن بوست؟ هل تعرفون من هو وماذا فعل قبل أن تتركوه يتحدث باسم الشعب اليمني؟ أيدفعكم خلافكم مع رئيسكم إلى فعل أي حماقة بما فيها الترويج لإرهابي فقط لإغاظته؟
هذا (اليسار) الغربي يمضي بكل غباء في طريقه في الشرق الأوسط يتخبط بقيادة الجماعات الدينية والقومية وإرشادهم، يقودونه إلى الهاوية معهم، معرضين مصالح دولهم للخطر، ويزيدون من مساحة المشاعر البغيضة، ويستعْدون الشعوب ضدهم معرضين المنطقة كلها لخطــر الاقتتال الداخلي، مستعدّين لإشعال الأرض في بقية الدول العربية وحرقها؛ ظنا منهم أنهم يساعدون شعوبنا على (التحرر)، صدقوا بأن تلك الجماعات تمثلنا، وأن من يختلف معهم هم (السلطة) فقط، فقرروا وهم في مواقعهم أن يقدموا العون لفئات وأقليات زعماؤها يبحثون عن السلطة لتتقاتل مع الشعوب وتتحارب أهلياً ومحلياً.
حرقوا ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وينوون أن يحرقوا البقية، يبعدون عنا ملايين الأميال ويخططون ما يظنون أنه أفضل لنا، أغلبهم لم تطأ قدماه أرضنا، ولا يعرف عنا إلا ما قرأه عن علي بابا والسندباد وياسمينا!
أغلبهم قلق علينا كبان كي مون مكتفياً بالاستماع لمثل الحوثي وميثم السلمان المدعومين إيرانياً على أنهم دعاة سلام وصادقون في شكواهم، فإن جاء ورأى بنفسه تغيرت نظرته وفهمه وقناعاته إنما متى؟ بعد أن يغادر مقعده ويفقد صلاحياته.
يصرخ رجل في الكونجرس سنعاقب السعودية حتى يغير الشعب السعودي ولي العهد، فتعلو هتافات الحب والترحيب به أينما حل، ويصرخ عضو في البرلمان الأوروبي عاقبوا البحرين حتى يقبل الشعب البحريني الحوار مع الجماعات المدعومة من إيران، فيثور شعب البحرين رافضاً الجلوس معهم، أنتم لا تعلمون شيئاً عنا، تجهلون أبسط الأمور، ومع ذلك تملكون الجرأة لأن تقرروا الأصلح والأنسب نيابة عنا.
النتيجة أنكم تبنون جداراً من المشاعر البغيضة بيننا وبينكم لم يكن موجوداً، فنحن شعوب محبة للسلام وللتعايش والتسامح، فهل تدركون ما تفعلون؟
نقلا عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة