قطر اتخذت من قلب الحقائق والترويج لكل ما يسيء لهذه الدول وسيلة سعت من خلالها إلى إبعاد أية شبهات عن نفسها.
أن تكون سبباً رئيسياً في أذيّة نفسك رافضاً كل دعوة للخير وللإصلاح فذاك شأنك وحدك، لكن أن تجنِّد نفسك وقواك الظاهرة والخفية وكل إمكاناتك الفكرية والعقلية والمادية وإمكانات أهلك وشعبك وحقوقهم وممتلكاتهم لتصل بنواياك الخبيثة لأمن جيرانك، واستقرار دول وشعوب المنطقة العربية كلها، ودفعها للمخاطر بكل أشكالها، وترويع الآمنين فيها، والعبث بكل مصادرها واستقرارها، فهنا يمكننا أن نقول وبكل قوة وحزم: عفواً الأمر تخطى المنطق والمعقول، ولم يعد مقبولاً أبداً ولا يمكن السكوت عن تجاوزاتك وتصرفاتك الصبيانية التي تهلك الحرث والنسل!
أقامت قطر الدنيا ولم تقعدها حينما اتخذت دول المقاطعة العربية موقفاً منها هدفه الجلي الحفاظ على أمنها وأمن شعوبها واستقرارها وعدم جر المنطقة لمنعطف لا يعلم عاقبته غير الله.
ها هي «واشنطن بوست» التي طالما صنفتها «قناة الجزيرة» في برامجها ونشراتها الإخبارية أنها الصحيفة التي يعتمد عليها في مصداقيتها وموضوعيتها ما دام ذلك كله في صالح قطر ودعم موقفها طبعاً، ها هي الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت تؤكد ضلوع قطر الكبير في دعم الإرهاب وتقويته.
قطر اتخذت من قلب الحقائق والترويج لكل ما يسيء لهذه الدول وسيلة سعت من خلالها لإبعاد أية شبهات عن نفسها ومحاولة تزيين صورتها وتبرئة نفسها من أية تهمة أمام الرأي العام العربي والعالمي، وللأسف فقد تجاوزت الحد في خصومتها وإساءتها، على الرغم من أن دول الرباعي ظلت تشير وتصرّح وتلمِّح في كل مناسبة إلى أن الطريق ما زال ممهداً أمام قطر للعودة إلى الصف والحضن الخليجي إذا توقفت عن دعم الإرهاب وتمويله وإشعال المنطقة بالحرائق.
وها هي «واشنطن بوست» التي طالما صنفتها «قناة الجزيرة» في برامجها ونشراتها الإخبارية أنها الصحيفة التي يعتمد عليها في مصداقيتها وموضوعيتها ما دام ذلك كله في صالح قطر ودعم موقفها طبعاً، ها هي الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت تؤكد ضلوع قطر الكبير في دعم الإرهاب وتقويته عبر تسريبات تنشرها موثقة بالأدلة المسموعة والأرقام والأسماء!!.
فهل يا ترى تظل «الجزيرة» على موقفها الثابت من أن «واشنطن بوست» هي الصحيفة الصادقة والموضوعية؟! ولِمَ تجاهلت أصلاً هذه التسريبات في بثها المتواصل أو حتى في شريطها الإخباري رغم حرصها على نقل الحقائق -كما تدعي-؟ أم أنها تأخذ ما تريد وما يتناسب وأهواء الدوحة فيما ترمي مراراً جاراتها بأخبار ملفقة!
كثيرون لم يكونوا في حاجة إلى مثل هذه التسريبات للتأكد من تورط قطر في دعم الإرهاب وتمويله، فالخيوط كانت كثيرة ومتشعبة للحد الذي لا يمكن معه إخفاء الحقيقة عبر الأحداث التي أشعلت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، وفي كل مرة كان تتبّع الخيط يوصلنا بصورة أو بأخرى لدور قطر في هذه اللعبة الدامية جداً للأسف، في مصر، وتونس، وليبيا، والصومال، وسوريا، والعراق، واليمن، والبحرين، والسعودية، والإمارات.
ومما عزز كل ذلك أيضاً الموقف الداخلي للكثير من القطريين الذين سمح لهم موقفهم القوي نسبياً من التحدث جَهْراً عن رفضهم لما يحدث في بلادهم، والظلم الذي يقع عليهم وعلى أسرهم ومستقبلهم جراء هذا التعنت والصلف في الإصرار على تشجيع الإرهاب، وكان لموقف المعارضة القطرية، خاصة أفراد الأسرة الحاكمة، دور يعزز ويثبت الطريق المخيف الذي تدير به حكومة «الحمدين» البلاد.
المفاجأة لم تكن في كل هذه الأدلة الموثقة التي تدين قطر في موقفها الإرهابي الفاضح إنما في حجم الأموال التي تهدر هنا وهناك لأجل دعم الجماعات المتطرفة التي تنشر الموت والدمار والدماء، هذه الأموال هي حق من حقوق الشعب القطري، والتي كان من الأجدى والأنفع بالحكومة القطرية أن تستثمرها لمصلحة المواطن القطري.
فالمليار دولار التي وزعت هدية للإرهابيين الذين قال عنهم السفير القطري في العراق -زايد الخيارين- متذمراً منهم في رسائله باعتبارهم مليشيات متطرفة تسعى إلى استنزاف أموال قطر: «كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم».
كما أوضحت المراسلات أن صفقة تحرير الرهائن ضمت أطرافاً وسيطة من الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله، إضافة إلى جماعات عسكرية متورطة في هجمات دامية ضد القوات الأمريكية في العراق. وقالت «واشنطن بوست» إن تلك الأموال لم تكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا ومليشيات حزب الله اللبنانية، وممثلين من المعارضة السورية وجبهة النصرة.. والأغرب اعتراف السفير القطري بأن المتعاونين معهم كلهم لصوص!!
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة