بومبيو في الرياض تزامنا مع فضح تمويل قطر للإرهاب
أدمن نظام الحمدين على دعم الإرهاب فلم يمتثل لمطالب دول الرباعي العربي ولا الإدارة الأمريكية لوقف تمويله
في الوقت الذي يزور فيه، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الرياض، السبت، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا حول الصفقة المشبوهة التي تم من خلالها تحرير الرهائن القطريين الذين تم اختطافهم في العراق، والتي دفع فيها تنظيم الحمدين مليارات الدولارات لدعم التنظيمات الإرهابية.
ويمثل بومبيو، الذي بدأ جولته الخارجية بزيارة المملكة العربية السعودية، السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكدت في وقت سابق أن الدوحة لديها تاريخ طويل في تمويل ودعم وإيواء الجماعات الإرهابية، وأن الوقت قد حان لإنهاء تمويلها لتلك الجماعات، في اتساق مع موقف دول الرباعي العربي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي أعلنت مقاطعة الدوحة؛ بسبب دعمها وتمويلها وإيوائها للإرهاب.
ويبدو أن نظام الحمدين أدمن على دعم الإرهاب فلم يمتثل لمطالب الإدارة الأمريكية، التي شددت على أنها "لا تتسامح مع الأشخاص الذين يمولون ويدعمون الإرهاب"، ولم يمتثل لمحيطه العربي، الذي قرر مقاطعته فيصر على دعم وتمويل الإرهاب، فبعد اجتماع جمع ترامب مع تميم بن حمد، في البيت الأبيض في 11 أبريل/نيسان، هدد فيه الرئيس الأمريكي بفضح ومحاسبة كل الدول الداعمة للإرهاب، زعم تميم أن قطر، التي تعد مأوى إرهابيي العالم "لن تتسامح مع تمويل الإرهاب"، لكن نظام الحمدين لم يستطع أن ينتظر أكثر من يومين، قبل أن يبعث برئيس وزرائه لحضور حفل زفاف نجل عبدالرحمن النعيمي، المموّل الدولي للإرهاب، والذي بحسب آخر إحصائيات لوزارة الخزانة الأمريكية "أشرف على نقل مليوني دولار شهريًا" إلى القاعدة في العراق. كأكبر دليل على الدعم المنتظم لنظام الحمدين للإرهابيين.
نظام الحمدين.. فضائح لا تنقطع
في الصومال، لم ينتظر نظام الحمدين، أي فرصة لتنفيذ أهدافه التخريبية التي تدعم العنف وتوسيع دائرته، فبمجرد إعلان دولة الإمارات - التي لم تأل جهدا في مساعدة هذا البلد للخروج من كبواته- إنهاء مهمة قواتها التدريبية في الصومال لبناء جيش البلد الأخير، عادت قطر إلى الواجهة، لتصطاد في الماء العكر من خلال دعم حركة الشباب الإرهابية بهدف تأسيس تنظيم مسلح جديد في مقديشو، كما عطلت الاتفاق الموقع بين "موانئ دبي العالمية" مع حكومة أرض الصومال لتطوير مشروع منطقة اقتصادية حرة، واستخدمت جنودها في الحكومة الصومالية، لاحتجاز وتفتيش طائرة مدنية خاصة مسجلة في دولة الإمارات. هذه المحاولات لم تخف على الرأي العام العالمي، الذي أكد أن قطر تستغل القارة الأفريقية بدبلوماسية المحفظة النقدية لمعاداة جيرانها.
وفي اليمن، كشف مسؤولون ووثائق من عدة جهات، تآمر قطر على المملكة العربية السعودية، ودول التحالف للإضرار بأمنها وسلامتها وزعزعة استقرار المنطقة، عن طريق تحالف سري مع إيران وأذيالها في المنطقة في علاقة ممتدة منذ 17 بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وبدرالدين الحوثي والد حسين وعبدالملك الحوثي.
ولم تبخل قطر في دعم مليشيا الحوثي ذراع إيران الذي يخرب اليمن، ويعتدي على دول الجوار، فقد كشف وكيل وزارة الإعلام اليمنية صالح الحميدي، في تصريحات سابقة، أن موجهي الإعلام الحوثي، وطاقم العمل الذي يدير قنوات الانقلابيين في اليمن، هم خبراء إيرانيون وإعلاميون تابعون لمليشيا حزب الله اللبناني، وأن قناة الجزيرة القطرية هي من تقود هذه العملية عبر التمويل والتوجيه الفني، بعد أن وضعت إمكانياتها في العاصمة صنعاء، تحت تصرف الحوثيين.
وفي مصر، دعمت قطر جماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من الجماعات الإرهابية، كما استضافت قياداتها الهاربة وقدمت لهم الدعم المباشر وغير المباشر وهم في تركيا أو غيرها، ولا يزال عدد كبير من إخوان في الدوحة وضيوف بشكل دائم على وسائل الإعلام القطرية أو التي تمولها قطر، ويروجون لأفكارهم التي تراها بقية دول الخليج تشكل خطورة على أمنها واستقرارها.
"واشنطن بوست".. إرهاب الحمدين يمتد للعراق
لم يكتفِ نظام الحمدين بمد أذرع الخيانة ودعم الجماعات الإرهابية في الدول السابقة، لكنه امتد إلى العراق، وبحسب رسائل نصية مسربة، كشفتها الصحيفة الأمريكية، فقد دفعت قطر مئات الملايين كفدية مقابل تحرير الرهائن القطريين، كما كشفت الرسائل أن 6 من المليشيات والحكومات الأجنبية تحركت للضغط على قطر؛ بهدف الحصول على المال من الدوحة.
وتعد الرسائل النصية جزءا من مجموعة من الاتصالات الخاصة حول الرهائن، والتي تم تسجيلها من قبل حكومة أجنبية وتم تزويد الجهات التي قامت بتسريبها للصحيفة بها.
تتضمن الاتصالات التي تم اعتراضها أيضًا محادثات الهاتف المحمول ورسائل البريد الصوتي والتي تم جمعها من رسائل البريد لأغراض التوثيق.
وأظهرت الرسائل أن زايد بن سعيد الخيارين، سفير قطر في العراق وكبير المفاوضين في قضية تحرير الرهائن قال في إحدى الرسائل: "إن السوريين، وحزب الله بلبنان، وكتائب حزب الله في العراق، جميعهم يريدون المال".
كما كشفت رسالة نصية عن أن المسؤولين القطريين يوافقون على دفع مبالغ تصل إلى 275 مليون دولار على الأقل لتحرير الرهائن.
كما كشفت الرسائل السرية عن أن خطة الدفع خصصت مبلغًا إضافيًا قيمته 150 مليون دولار نقدًا للأفراد والجماعات الذين يعملون كوسطاء، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين ينظرون إليهم منذ فترة طويلة على أنهم من رعاة الإرهاب الدولي.
وبحسب واشنطن بوست فإن هذه المبالغ تعد جزءا من صفقة أكبر تشمل الحكومات الإيرانية والعراقية والتركية، فضلًا عن مليشيات حزب الله اللبنانية ومجموعتي معارضة سوريتين على الأقل، بما في ذلك جبهة النصرة، وفصيل المتمردين المرتبط بتنظيم القاعدة.
كما تشمل الاتصالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني و"كتائب حزب الله"، وهي جماعة عراقية شبه عسكرية ترتبط بهجمات مميتة عديدة على القوات الأمريكية إبان حرب العراق.
وأكدت الصحيفة أن المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن في بعض الأحيان ارتفع إلى مليار دولار، إلا أن الوثائق لم تكشف بعد عن المبلغ النهائي الذي تم التوصل إليه في نهاية المفاوضات.
كما تشير المحادثات والرسائل النصية، التي حصلت عليها الصحيفة تشير إلى أن كبار الدبلوماسيين القطريين وقعوا على سلسلة من الدفعات الجانبية تتراوح بين 5 و50 مليون دولار للمسؤولين الإيرانيين والعراقيين وزعماء القوات شبه العسكرية، مع تخصيص 25 مليون دولار لرئيس كتائب حزب الله، و50 مليون دولار مخصصة إلى قاسم سليماني، قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني والمشارك رئيسي في صفقة الرهائن.
وتظهر الرسائل كذلك أن سفير قطر في بغداد قال لوزير الخارجية القطري: إن المسلحين طلبوا في وقت لاحق من خلال وسيط عراقي تقديم تنازلات أخرى منها انسحاب قطر الكامل من التحالف العربي في اليمن، ووعد بإطلاق سراح الجنود الإيرانيين الذين تحتجزهم الجماعات السنية المسلحة السورية المدعومة من قطر.
وبحلول أبريل/نيسان 2017، بعد اجتماعات إضافية مع الإيرانيين، تم وضع الخطوط العريضة لصفقة شاملة، حيث وصلت الحافلات إلى القرى السورية الأربع لتبدأ عمليات الإخلاء، ويتم أخذ الرهائن القطريين إلى بغداد وإطلاق سراحهم، وكان كبار المسؤولين القطريين حاضرين للمساعدة في الإشراف على الحدثين، حسب ما تظهر الوثائق.
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز