خبراء لـ"العين الإخبارية": واشنطن تدعم الحلول الداخلية لأزمة السودان
خبراء يؤكدون أن الموقف الأمريكي خطوة إيجابية تعكس احترام واشنطن لمبادئ القانون الدولي وتدعم الحفاظ على الأمن والاستقرار في السودان.
اعتبر خبراء سياسيون، الثلاثاء، أن تعليق الإدارة الأمريكية بشأن الاحتجاجات الأخيرة في السودان وثقتها في أن تتمكن الحكومة السودانية من إيجاد حل سياسي للاحتجاجات، يعكس رغبة واشنطن في "الحلول الداخلية لأزمة السودان".
- مسؤول أمريكي: لن يتم فرض حلول من الخارج على السودان
- الحزب الحاكم بالسودان يرفض مبادرات تشكيل حكومة انتقالية
وفي الوقت الذي كانت تترقب فيه بعض الدوائر المحلية والإقليمية تدخل المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة السياسية الناجمة عن الاحتجاجات الشعبية بالسودان، قطع مساعد الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، سيريل سارتر، خلال زيارة للخرطوم، على رأس وفد رفيع، الطريق أمام فرض أي حلول خارجية على الخرطوم.
تصريحات مساعد الرئيس الأمريكي جاءت مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات والاستقطابات السياسية الحادة في السودان، واعتبرها خبراء ومهتمون بالشأن السياسي، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، خطوة إيجابية "تعكس احترام واشنطن لمبادئ القانون الدولي وتدعم مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد".
وشدد المسؤول الأمريكي على أهمية أن تحترم الحكومة السودانية حق المواطنين في التعبير السلمي عن أنفسهم، وطلب في الوقت ذاته من الجانب الآخر الالتزام بالسلمية ذاتها، مشيراً إلى أن الخرطوم تمر بتطورات ومرحلة انتقالية.
وأكد أنه ومع مزيد من الصبر ستتمكن الحكومة من إيجاد حل سياسي وأنه لن يتم فرض أي حلول من الخارج على السودان، لافتاً إلى أنه من خلال العمل المشترك سيجد البلدان طريقهما إلى شراكة قوية.
تعهدات مساعد الرئيس الأمريكي، التي وجدت احتفاء من جانب المسؤولين الحكوميين، لا تبدو إيجابية في حق حكومة الخرطوم من وجهة نظر المحلل السياسي إبراهيم علي الذي يعتقد أن "واشنطن حمّلت الحكومة والنخب السياسية في السودان مسؤولية كبيرة بتحقيق المصالحة والاستقرار بشكل عاجل".
وقال إبراهيم خلال حديث لـ"العين الإخبارية" إن "المسؤول الأمريكي أعطى رسائل مبطنة للحكومة كممسك بزمام المبادرة إلى الآن، بأن التراخي في إيجاد الحل الوطني الداخلي سيضطر المجتمع الدولي لممارسة ضغوط لاحتواء النزاع الدائر حالياً، وهو ما يجعل التحدي أكبر أمام الخرطوم".
وأشار إلى رغبة واشنطن في تحقيق انتقال سياسي آمن في السودان من خلال استراتيجية ما يعرف بـ"الهبوط الناعم" وهي خطة معلنة تستهدف التوصل إلى تسوية سياسية مرضية للأطراف بحلول 2020 ولكن الاحتجاجات الشعبية ربما تكون أربكت الحسابات كثيراً.
ولا يبدو الأمر مختلفاً كثيراً بالنسبة لمسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي السوداني، نادر السيوفي، الذي يرى أن الإدارة الأمريكية ألقت بعبء كبير على الحكومة السودانية في ضرورة إيجاد مخرج للأزمة السياسية الحالية، بعد أن تعهد بعدم فرض أي حلول خارجية على الخرطوم.
وقال السيوفي خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إن "تعهد مساعد الرئيس الأمريكي أمر جيد وإيجابي، لكنه بحاجة لأن تتفهمه الحكومة السودانية بالشكل الصحيح، فترك واشنطن الحلول بيد الخرطوم لا يعني منحها الضوء الأخضر لقمع الاحتجاجات أو فرض سياسة الأمر الواقع على المتظاهرين، لأن الموقف الأمريكي الرسمي سيصطدم عندها بالمجتمع وجماعات الضغط هناك".
وأضاف: "تفهم الحكومة السودانية للرسالة الأمريكية بصورة صحيحة، سيساعد على الانتقال السياسي الآمن وتحقيق الاستقرار الذي يرغبه المجتمع الدولي، ولكن أي محاولة من الخرطوم لاحتواء التظاهرات بالعنف، سيقود ذلك إلى عنف مضاد ويدخل البلاد في دوامة الصراع".
ترحيب رسمي سوداني برسائل واشنطن
بدا الجانب الرسمي في السودان أكثر تفاؤلاً برسائل واشنطن، واعتبرها إيجابية وتدعم مساعي الحكومة في تحقيق الأمن والاسقرار بالبلاد.
ووصف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في برلمان السودان متوكل محمود التجاني، تصريحات مساعد الرئيس الأمريكي التي تعكس موقف الإدارة الأمريكية بطبيعة الحال، بأنها إيجابية وتؤكد التزام واشنطن بقواعد ومبادئ القانون الدولي التي تمنع التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وقال التجاني خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إن "تعهد واشنطن بعدم فرض أي حلول خارجية على السودان، يعكس مدى التفاهمات التي حدثت بين البلدين خلال الفترة الماضية، ومن شأنه أن يعطي دفعة قوية لحكومة الخرطوم في تحقيق مزيد من الإصلاحات السياسية والوصول إلى الانتقال اللازم".
وأضاف: "الموقف الأمريكي الأخير يعكس مدى حرص واشنطن على استقرار السودان نسبة للدور الكبير الذي يقوم به في المنطقة من خلال مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والتهريب والإرهاب والتطرف، وهي قضايا تشكل أكبر هاجس للغرب، ومن هنا ينبع حرص المجتمع الدولي على إحداث انتقال سياسي آمن في البلاد".
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز