واسيني الأعرج لـ«العين الإخبارية»: الإنسان العربي في حاجة ماسة لـ«نوابغ العرب» (حوار)
تقديراً لإسهاماته الأدبية الكبيرة، حصد البروفيسور الجزائري واسيني الأعرج جائزة "نوابغ العرب" عن فئة الأدب والفنون.
وبارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للبروفيسور واسيني الأعرج، وكتب عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): "نبارك للبروفيسور واسيني الأعرج فوزه بجائزة نوابغ العرب فئة الأدب والفنون تقديرًا لإسهاماته الأدبية الكبيرة، حيث قدم البروفيسور واسيني أكثر من 30 رواية ترتبط بالمجتمعات العربية وثقافتها وبيئتها، وتمّ ترجمة رواياته لأكثر من 20 لغة واعتماد دراستها في عدد من جامعات العالم".
وأضاف: "ويشغل البروفيسور منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، نبارك له فوزه ونثمن جهوده ونقدر ما قدمه للأدب العربي وللقارئ العالمي".
وسط الحفاوة بالأديب الجزائري، الذي سبق أن حاز العديد من الجوائز على مدار السنوات الماضية، منها جائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة الآداب لعام 2007، حاورت "العين الإخبارية" البروفيسور واسيني الأعرج، متحدثًا عن كواليس استقباله نبأ الفوز.
وإلى نص الحوار:
كيف استقبلت نبأ حصولك على جائزة نوابغ العرب؟
استقبلته بسعادة كبيرة، لأن الفوز بجائزة بهذا الحجم يدل على أن ما تكتبه يكون له أصداء بالنسبة للدوائر الثقافية والسياسية، وأنك لا تكتب داخل حلقة مغلقة، كما يدل على أن هذا الصوت الخافت، الذي هو صوت الكتابة، يصبح صوتًا معروفًا ومسموعًا به.
ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟
من الناحية الرمزية لها قيمة كبيرة، لأنه حينما قرأت قوانين منحها وجدت فيها كثيرًا من الجدية والصرامة، فهي تحمل في طياتها مشروعًا كبيرًا، يتمثل في منح الفرص للعقل العربي لكي ينتشر، فالإنسان العربي في حاجة ماسة لهذه الخدمة والمشروع الكبير.
ما سر تفرد واسيني الأعرج على صعيد الرواية؟
في الحقيقة لا أعلم، لكن الأعمال الروائية هي جهد خاص وكبير ومغامرة، لأننا لا نعرف سلفًا بأن ما نكتبه سينجح، مثلًا كتبت رواية "كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد" وهي جزائرية خاصة، الهدف منها الاعتراف بالجهد الخاص بالأمير عبدالقادر، لكن اكتشفت فيما بعد أنها فازت بجائزة "المكتبيين الجزائريين"، وجائزة الشيخ زايد للكتاب في فئة الآداب، فهذا يدل على أن قصة المقاومة تهم الجزائر والعالم العربي، كما تدل على أننا داخل ثقافة وتاريخ مشتركين، فما حدث للأمير ربما يكون حدث أيضًا لقادة عرب في القرن التاسع عشر.
في المجمل حينما نكتب، نكتب من منطلق إضافة شيء جديد وألا نكرر ما قيل سابقاً، ربما هذا سر التفرد، أي لا تقتنع بما هو موجود، بل بما يجب أن نضيف.
هل يعد التجديد في شكل كتابة الرواية سرًا لنجاح أي عمل أدبي؟
التجديد مهم ويتعلق بممارسة الكتابة الأدبية واستمراريتها، فحينما تتمتع بخبرة 40 عامًا في الكتابة سيكون من الغباء عدم التعلم، وبالتالي من الطبع أن نتعلم، صحيح ربما نكتب روايات لا تنجح كثيرًا رغم مراهنتنا عليها، لكن في أحيان أخرى نكتب روايات لا نراهن عليها ويجري استقبالها بشكل جيد من القراء.
نراك مهمومًا بقضايا المجتمعات العربية كافة وليس الجزائر فقط.. ألم تخش المجازفة بالخروج عن حدود المحلية؟
الخروج عن المحلية ليس مجازفة، فعندما أكون محليًا أكون داخل البُعد الإنساني، لأن هذه المحلية لا تنشأ في السماء أو الفضاء، مثلًا الفقر موجود في هذه المحلية وكذلك في العالمية، وكذلك المعضلات الإنسانية والجريمة والجوع والصراعات الطبقية.
وما بالنا عن العالم العربي، فالقضايا بيننا مشتركة بما يضفي على المحلية بُعدًا عربيًا، قبل أن يعطيها بُعدًا إنسانيًا، مثلًا كتبت رواية "ليالي إيزيس كوبيا" عن مأساة مي زيادة، وسألت في داخلي عن الكيفية التي سأنقل بها هذه المأساة، فهي لبنانية أو فلسطينية أو مصرية بحسب هويتها، لكن في النهاية نحن كلنا قرأنا مي زيادة واستمتعنا بنصوصها وبجانبها الإصلاحي وبجهودها، فكانت امرأة عظيمة.
كما أنني حينما كتبت رواية "عازفة البيكاديللي"، تحدثت عن مكان آيل للزوال وشهد تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، فكان مجالًا عظيمًا على الصعيدين الفكري والثقافي، هنا اهتممت بالعامل المشترك بيننا كعرب.
برأيك.. ما سر عدم خروج فيلم عن الأمير عبدالقادر إلى النور حتى الآن؟
هذه مشكلة كبيرة، ينطبق عليها المثل الفرنسي القائل: "من شدة رغبتنا في تقديم عمل عظيم لا نقدّم أي شيء"، يعني هناك رغبة كبيرة ليكون هذا الفيلم معبرًا على شخصية الأمير ويحظى بقيمة عالمية نخرج منها عن دوائر الإنتاج المحلي.
نحن نريد أن تكون شخصية الأمير، وهو جزائرية وعربية وإسلامية، أن تكون إنسانية كذلك، فهو مسلم دافع عن المسيحيين في دمشق ونزل للميدان في انتفاضة عام 1860 مع عائلته، ومنع أي اعتداء عليهم، وأخذ 15 ألف مسيحي إلى حي المغاربة. الفيلم يريد إبراز كل هذه الأمور، لكن أيضًا ما الوسائل الفنية المتاحة!، المال موجود، لكن في المقابل لا بد من إيجاد المخرج المناسب والسيناريست المناسب. كل المخرجين الكبار مشغولين لـ4 سنوات بموجب عقود.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز