الكاتب الجزائري واسيني الأعرج يهدي فلسطين طبعة من "ليالي إيزيس كوبيا"
واسيني الأعرج يعد من أشهر وأكبر الروائيين الجزائريين الذين انتقلت شهرتهم إلى العالمية، ويعمل أستاذاً محاضراً في جامعتي الجزائر وباريس
يعقد الروائي والكاتب الجزائري واسيني الأعرج، 16 ديسمبر/كانون الأول، ندوة عن روايته الجديدة "مَيْ، واسيني وليلة من ليالي إيزِيس كُوبِيَا"، ضمن فعاليات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب.
- واسيني الأعرج يشارك بـ"أسرار البيت الأندلسي" في معرض بيروت للكتاب
- رواية "257".. رفيق طيبي يوثق مأساة الطائرة العسكرية في الجزائر
ورواية "مَيْ، واسيني وليلة من ليالي إيزِيس كُوبِيَا" من الأعمال الأدبية الأخيرة التي كتبها الروائي الجزائري، والصادرة عن دار الأهلية الأردنية للنشر، وخصص طبعتها لفلسطين.
ويعد الأعرج من أشهر وأكبر الروائيين الجزائريين الذين انتقلت شهرتهم إلى العالمية، ولد عام 1954 في منطقة "بوجنان" بمحافظة تلسمان (غرب الجزائر)، يعمل أستاذاً محاضراً في جامعتي الجزائر وباريس، وحصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية، أبرزها جائزة الرواية الجزائرية، جائزة معرض الجزائر الدولي للكتاب، جائزة الشيخ زايد للكتاب، جائزة الإبداع العربي، جائزة الصداقة بوردو الفرنسية، وجائزة كتارا للرواية العربية.
أول رواية عربية تغوص في حياة مي زيادة
"مَيْ، واسيني وليلة من ليالي إيزِيس كُوبِيَا" أول رواية عربية تكشف جانباً كبيراً ومظلماً من حياة الكاتبة والأديبة الفلسطينية-اللبنانية مي زيادة (1886 – 1941)، إذ غاص من خلالها الأعرج في لحظات الجحيم والمأساة الطويلة التي عاشتها في مستشفى "إيزيس كوبيا" للأمراض العقلية والنفسية في بيروت، التي استغرقت 300 ليلة.
"العصفورية" كما يسميها أهل لبنان وسوريا، شاهدة على حياة مي زيادة في الفترة الأخيرة، داخلها عاشت مجبرة ومكرهة، إذ اتهمها ابن عمتها جوزيف زيادة بالجنون، طمعاً في التخلص منها والاستيلاء على ثروتها المالية والعقارية.
ويقول واسيني الأعرج، في مستهل روايته، إنها تتحدث عن "مخطوطة ضائعة كتبتها مي في العصفورية اسمها (ليالي العصفورية)".
ويضيف أن "تلك المخطوطة مرت عبر كثير من الأماكن، إلى درجة باتت محط تنافس كبير بين أطراف كثيرة للحصول عليها لمصالح غامضة، موضحا: "كانت مليئة بالأسرار، ورحلة شاقة بين مختلف الأماكن: البيوت الواطئة وتلك المعلقة في الجبال والأديرة والمستشفيات والمصحات والمهاجر التي مرت عبرها هذه المخطوطة".
عن هذه المخطوطة، يقول الإعرج، إن مي زيادة "دونت فيها تاريخها الشخصي، وقسوة الأهل، والظلم الاجتماعي الذي تعرضت له، وتنكر أصدقائها لها"، لذا يشكل العثور عليها رهاناً كبيراً.
ويحاول الروائي الجزائري، من خلال روايته، الإجابة عن أجوبة لأسئلة طرحها من خلال شخوص جسدت أدواراً مفصلية في روايته، ومن بين الأسئلة: "هل سيجد ياسين الأبيض ومساعدته روز خليل المخطوطة؟ وهل سيتجاوزان المصاعب التي وضعت أمامهما في باريس والناصرة وبيروت والقاهرة؟".
لم يقف صاحب رواية "طوق الياسمين" عند خبايا حياة مي زيادة، بل استغل القصة للبحث عن تحليلات وإجابات لمشكلات خطرة بدأت في الانتشار مع بداية القرن الماضي ومستمرة حتى اليوم، خاصة ما تعلق منها بوضع المرأة في المجتمعات الشرقية، التي يصفها واسيني الأعرج بأنها "تعيد إنتاج أفكار العصور الوسطى".
إضافة إلى مشكلة "الذكورة" التي يرى بأنها "لم تعد مقتصرة على الأفراد، بل تحولت إلى نمط من التفكير الثنائي، ومعضلات الحداثة في مجتمع بين الحربين التي ظلت خطاباً فوقياً نخبوياً، ولم تتحول إلى فاعلية اجتماعية وحياتية، إذ اختار جيل ميادة الحداثة، لكنه رفض دفع ثمنها"، كما يقول في روايته.
قصة واسيني مع مي
كشف الأعرج، صاحب رواية "أشباح القدس"، عن سر كتابته هذه الرواية وسبب اهتمامه بقصة مي زيادة، موضحا أن ذلك يعود إلى كتاب "أمين الريحاني.. قصتي مع مي" للكاتب أمين الريحاني الذي كانت تربطه علاقة خاصة بزيادة، ويصف واسيني الكتاب بـ"الوثيقة الاستثنائية عن حياة مي ومعاناتها"، ويقول عنه أيضا "ما أثمن هذا الكتاب، وما أعظم أمين الريحاني".
ويتطرق الكتاب إلى "بعض التفاصيل الحميمية" التي دونها أمين الريحاني، التي يقول عنها الأعرج إنها كانت "موضوعية وحتى تلك التي كانت تدينه"، من بينها انجراره في البداية مع الرأي الذي كان يقول بجنون مي، ورغم اعتذاره منها فإنها رفضت اعتذاره واستقباله، لكنها شعرت بصدقه عند محاولته الثانية، خاصة وأنها كانت بحاجة إلى من يواسيها في فترة نقاهتها بالمستشفى الأمريكي، قبل أن يقف بجانبها حتى النهاية"، كما يذكر الروائي الجزائري.
توفيت الأديبة والكاتبة مي زيادة عام 1941 بمستشفى "المعادي" في العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر ناهز 55 عاماً، ولخصت مراسم دفنها حياة الوحدة التي عاشته ، إذ حضر جنازتها 3 أشخاص فقط، هم خليل مطران وأنطوان الجميل ولطفي السيد.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز