الوعاء العربي بات ممتلئاً بما يحشوه به الطرفان الإقليميان إيران وتركيا، حتى بلغ السيل الزبى
لا يتسع الوعاء لما يفيض عن حجمه وإمكانه، هي ليست حقيقة فيزيائية ملموسة فقط، بل حكمة تشير وتدل على ما هو حاصلٌ في العراق اليوم، وتحديداً بعد الضربة القاصمة التي وجّهها الرئيس الأمريكي منفرداً لإيران ونظام الملالي المتحكم بأمورها وأمور بلدان ومساحات عربية موزعة بين العراق، وسوريا، ولبنان، وغزة وبعض اليمن.
وهنا أقصد الوعاء العربي الذي بات ممتلئاً بما يحشوه به الطرفان الإقليميان إيران وتركيا، حتى بلغ السيل الزبى، وبات السكوت عن التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان، والتدخل التركي في ليبيا وشمال سوريا أمراً من الجنايات الكبرى بحق الأمة حاضراً ومستقبلاً، وبات الانسجام مع السياق التاريخي للأحداث أمراً حتمياً لا بد أنه حاصل.
نقول لإيران وتركيا إننا ما زلنا نمد يدنا للسلام وحسن الجوار، وما زلنا نلتزم سياسة قيادتنا الحكيمة في الدعوة إلى التهدئة والتفاوض السلمي لأجل سيادة العدالة والقانون الدوليين، شرط احترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
فإيران التي ورث نظامها الحالي أحلام أباطرة الفرس في السيطرة والغزو وبناء الإمبراطورية الفارسية، باتت اليوم تعاني من الانتفاضة العربية التي فرضت نفسها عنصراً مؤثراً في الأحداث الإقليمية، التي استلهمت من التاريخ درس انكسار شوكة الفرس بيد أبناء الشعب العراقي منذ معركة ذي قار إلى يومنا هذا. أما تركيا التي تحاول أيضاً استعادة أمجاد السلطنة العثمانية في التمدد إلى ليبيا بذريعة الحفاظ على حكومة السراج فيها، فهي أيضاً تعاني وستعاني حتماً من انتفاضة الشعب الليبي وأحفاد عمر المختار الذين لن يرضوا بالرضوخ والهوان أمام طيش أردوغان.
نقول لإيران وتركيا كفى، وموت قاسم سليماني في بغداد سيوازيه بالتأكيد مقتل كثير من كبار ضباط الجيش التركي الذين دفع بهم أردوغان إلى معاركه اليائسة لتأجيل سقوط طرابلس بيد الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.
نقول لإيران وتركيا إننا ما زلنا نمد يدنا للسلام وحسن الجوار، وما زلنا نلتزم سياسة قيادتنا الحكيمة في الدعوة إلى التهدئة والتفاوض السلمي لأجل سيادة العدالة والقانون الدوليين، شرط احترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورغم إدراكنا أن بعض قصار النظر والجهلة والمتعطشين للدم في القيادتين الإيرانية والتركية (وهنا لا نتحدث عن الحوثي ونصر الله والحشد الشعبي لأنهم أدوات لا تقوى على معارضة أوامر الأسياد)، سيعملون على تصعيد المواقف والإمعان في التآمر والعدوان بشتى الطرق، اعتقاداً منهم بأنّ سكوت المجتمع الدولي عن جرائمهم ومؤامراتهم ضد استقرار المنطقة وأمن وأمان شعوبها سيكون سمة المرحلة المقبلة بفعل الخوف من ردة فعلهم على ما أصابهم به الرئيس الأمريكي ترامب وهو المدرك جيداً أن استهدافه بالطيران موكب السيارات قرب مطار بغداد إنما هو استهداف لأعلى سلطة قرارا وشيطنة وعدوانا في إيران بلا منازع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة