فشل حكومي يفسد سوق الدواء في إيران
خبير اقتصادي يرجع سبب غلاء وشح بعض الأدوية في إيران مؤخرا إلى احتكار واردات الدواء بواسطة عدد من الأشخاص
دفع الفشل الحكومي في إيران بسوق الدواء للسقوط في بئر الاحتكار، ما أدى لقفز أسعار الأدوية إلى مستويات فوق مستوى القدرة الشرائية للإيرانيين، وسط تجاهل رسمي تام للأزمة.
وأرجع خبير اقتصادي سبب غلاء وشح بعض الأدوية في إيران مؤخرا إلى احتكار واردات الدواء بواسطة عدد من الأشخاص، فضلا عن عدم كفاءة مسؤولي حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وأشار ميثم مهربور المتخصص في الاقتصاد خلال مقابلة مع منصة نود اقتصادي المحلية، الإثنين، إلى أن الاحتكار منع وجود تنافسية على سوق الدواء المستورد الذي تقدر حصته بنحو 4% في إيران.
ولفت مهربور إلى أن تقلبات العملات الأجنبية الناجمة عن سياسات مصرفية حكومية مثل توزيع حصص نقدية بالعملة الصعبة بقيمة 4200 تومان إيراني للدولار الأمريكي الواحد ألحقت أضرارا عديدة بسوق الأدوية في بلاده إحداها كانت رفع مخاطر توزيع الدواء محليا، وظهور سوق سوداء لتوزيع الأدوية الأساسية على سبيل المثال.
وأكد الخبير الاقتصادي الإيراني أن الاحتكار ساهم بشكل كبير في غلاء أسعار الدواء إضافة إلى تعطيش منتجين محليين للسوق أثناء فترات تقلبات العملات الأجنبية داخل البلاد.
وألقى مهربور باللائمة على ضعف الرقابة الحكومية إزاء احتكار الدواء في إيران، إلى جانب غياب الدعم للقطاع الدوائي الإيراني مقارنة بتخصيص حزم نقدية لواردات المواد الخام المستخدمة في الصناعات الأخرى.
وأثير موضوع تهريب واحتكار الدواء خلال السنوات الأخيرة من جانب خبراء حتى برلمانيين إيرانيين، لدرجة أن رئيس نقابة منتجي الأدوية في إيران فرامرز اختراعي قال في تصريحات قبل عامين: "إن شركتين إيرانيتين بعينهما (لم يذكر اسمهما) تحتكران وحدهما حصة توازي نحو 70% من سوق الدواء في إيران".
ولخصت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تصدر باللغة الفارسية من بريطانيا مشكلات سوق الدواء داخل إيران في احتكار الاستيراد والبيع والتوزيع بشكل يفتح الباب على مصراعيه أمام المضاربين.
إحدى أكبر المضاربين ضمن ما تعرف إعلاميا بمافيا الدواء داخل إيران في السنوات الأخيرة كانت شبنم نعمت زادة نجلة وزير الصناعة الإيراني الأسبق محمد رضا نعمت زادة التي ضاعفت ثروتها بسبب تعطيش السوق الدوائية محليا بغرض التربح من زيادة الأسعار.
في المقابل يصر مسؤولون حكوميون على تبرير فشلهم في تنظيم سوق الدواء محليا بوجود العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ مايو/أيار 2018، غير أن واشنطن نفت مرارا حظر استيراد الدواء والغذاء بالنسبة لإيران.
ونفى المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك يوليو/تموز الماضي ما وصفها بالادعاءات الإيرانية المتعلقة بزعم وجود محاذير إزاء واردات الغذاء والدواء ضمن العقوبات التي أعادت فرضها واشنطن على نظام طهران بسبب سياساته العدائية إقليميا ودوليا.
ويتهم إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي نظام طهران ومليشيا الحرس الثوري الإيراني بتخزين واحتكار الأدوية، بهدف رفع أسعارها والتربح من مبيعاتها.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز