"سنصلي بالقدس".. صورة افتراضية بموقع المرشد تثير السخرية من إيران
على مدى 40 عاما لم تقدم إيران شيئا يذكر للقدس، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يسقط لها قتيل واحد بسبب القضية.
أثارت صورة افتراضية نشرت على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني، علي خامنئي، لصلاة العيد في القدس، موجة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها رواد تلك المواقع "استغلال جديد للقضية الفلسطينية والمقدسات الدينية والمتاجرة بها".
وتحت عنوان "سنصلي في القدس"، نشر الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي صورة افتراضية تشير إلى ما وصفهم الموقع بـ"القادة الذين سيحررون القدس المحتلة من إسرائيل".
وتصدر الموقع الرسمي لخامنئي باللغة الفارسية أول أيام عيد الفطر المبارك صورة افتراضية، تظهر أمين عام ميليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية حسن نصرالله واقفاً في مركزية الصورة بحرم المسجد الأقصى وهو يصلي، وإلى يساره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أما على يمين "نصر الله" فوقف رجل الدين الشيعي البحريني، عيسى قاسم.
وظهر في الصف الثاني من الصورة؛ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، إلى جانب زعيم الحركة الإسلامية الشيعية في نيجيريا إبراهيم زكزاكي، وبجواره قائد فيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني) إسماعيل قاآني، إلى جانب زعيم الانقلابيين الحوثيين عبدالملك الحوثي.
فيما بدا لافتا غياب أبرز حلفاء إيران في العراق، وهو نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس الذي قتل مع قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في ضربة أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.
لكن سليماني لم يغب عن الصورة حيث تم تجسيده على شكل "غيمة" تطفو في السماء إلى جانب قبة المسجد الأقصى.
وإلى جانب موجة السخرية التي طالت هذه الصورة، قال رواد موقع التواصل إنها تحمل رسائل عديدة بينها إعادة طهران لترتيب أهمية حلفائها المقربين لها في المنطقة، علاوة على أن الصورة تجسيد جديد لمحاولات إيران المستمرة في استغلال القضية الفلسطينية من أجل كسب العواطف وتجنيدها لصالح المشروع الإيراني التوسعي.
وأثارت الصورة الافتراضية انتقادات عديدة على موقع تويتر، وقال ماجد العطاوي مشارك، من السعودية عبر تويتر: "يجتمع في الصورة محور الخونة، وتجار القضية الفلسطينية".
وأضافت المخرجة وصانعة الأفلام الأردنية نسرين الصبيحي عبر حسابها الرسمي على تويتر: "صورة موقع خامنئي التخيلية لصلاة العيد في القدس، تضم كل من من حسن نصر الله وإسماعيل هنية وعبدالملك الحوثي وغيرهم، وهم ذاتهم أدوات إيران لتدمير اليمن وسوريا والعراق ولبنان"، وتابعت: "القدس فقط للمزايدات".
وفي تعقيبه، قال المحامي والناشط الحقوقي اليمني فيصل المجيدي عبر حسابه على موقع تويتر بسخرية: "يقول لكم خامنئي هؤلاء القتلة سيحرروا القدس، وبينهم حسن نصر الله والحوثي، في حين أن المؤكد أنهم في حال دخولهم المدينة المباركة فإن أول عمل سيقومون به هو تفجير المسجد الأقصى، كما فجروا مساجد باليمن وسوريا والعراق".
وأعادت صورة "سنصلي في القدس" للأذهان، صورة تخيلية سابقة للمرشد الإيراني في القدس، قام بنشرها الموقع الرسمي لخامنئي، الأمر الذي يؤكد أن النظام في طهران لا يجيد سوى استغلال المقدسات الدينية والمتاجرة بها.
كما نشر نفس الموقع صورة تعبيرية لـ"سليماني" عقب مقتله مباشرة لإظهاره بشكل أسطوري وخيالي يصل لمرتبة "مقدسة" رغم ضلوعه في العديد من أزمات دول المنطقة، حيث نشر الموقع صورة تعبيرية للإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهو يحتضن قائد فيلق القدس.
وعلى مدى 40 عاما منذ اندلاع ثورة الخميني، لم تقدم إيران شيئا يذكر للقدس، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يسقط لها قتيل واحد بسبب القضية.