أسلحة إسرائيلية أسيرة بمصر توثق انتصارات أكتوبر
متحف بانوراما حرب أكتوبر في القاهرة يوثق كثيراً من التفاصيل عن هذه المعركة وهزيمة جيش الاحتلال
46 عاما مضت على ذكرى حرب السادس من أكتوبر 1973، وفيها يحتفل المصريون باستعادة أرضهم من المحتل الإسرائيلي، بعد سيطرة كاملة على الضفة الشرقية لقناة السويس.
الدلائل الثابتة في التاريخ المصري فيما يتعلق بهذه الحرب، توثق كثيراً من التفاصيل عن معركة "6 أكتوبر"، ولعل أبرز هذه الشواهد متحف "بانوراما حرب أكتوبر" الذي يقع بحي مدينة نصر شرقي العاصمة القاهرة.
أسلحة إسرائيلية
ورغم ما تحتوي عليه البانوراما من أفلام توثق أحداث حرب أكتوبر وطرق عرض بأحدث التقنيات، فضلا عن الصحن البانورامي أو المسرح الدوار الذي يحتوي على لوحة زيتية ترسم كثيراً من تفاصيل المعركة، فإن كل ذلك لا يضاهي الساحة التي تحمل أسلحة شاركت في الحرب.
تقف قطع الأسلحة الإسرائيلية "الأسيرة" في الجانب الأيسر من ساحة الاستقبال بالبانوراما على اختلافها من دبابات ومدافع، وقطعة كبيرة لجناح طائرة سكاي هوك الإسرائيلية الأساسية في الحرب آنذاك.
وتبدو الأسلحة التي اغتنمها الجيش المصري كالمهزومة ومدافعها مائلة نحو الأرض، مطلية باللون الزيتي، وتُجرى لها الصيانة بين الحين والآخر حتى تظل باقية وشاهدة على هزيمة إسرائيل.
وعلى الجانب الأيمن، تقف الأسلحة المصرية ذات اللون "البيج" شامخة ومدافعها موجهة نحو السماء، سواء كانت دبابات أو مدافع أو طائرات شاركت فعليا في نصر أكتوبر 1973، وكأنها تحكي كل الخطوات التي قطعتها ومصدر فخر لكل عربي اعتز يوما بإعادة الأرض من يد المغتصب.
أكاذيب مستمرة
ورغم كل ما سبق، تواصل إسرائيل ترويج الأكاذيب حول عدم انتصار مصر في تلك الحرب، وهو ما يرد عليه اللواء المصري نبيل أبو النجا، أحد أبطال حرب أكتوبر، قائلا: "الجانب الإسرائيلي يتخذ من ثغرة بطول 3 أو 4 كيلومترات حُجة بأننا لم ننتصر".
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أضاف اللواء أبو النجا أنه رغم وقوع تلك الثغرة بالفعل، فإن الجيش المصري عبر بالفعل من بورسعيد إلى جنوب السويس بطول 191 كيلومترا".
وذكر: "وصلنا بعمق 25 كيلومترا شرق قناة السويس، وهو أقصى مدى لصواريخنا التي تحمينا من طائرات العدو، بينما مر الإسرائيليون من 3 إلى 4 كيلومترات فقط".
وبحسب اللواء أبو النجا، فإنه "عندما تكون هناك مباراة كرة قدم، ليس من المنطق في شيء أن يكون هناك فريق مهاجم طوال الـ90 دقيقة مدة المباراة، والآخر لا وجود له، فهذا الوضع طبيعي جدا لا يعني فشلا، فهو أمر منطقي جدًا في الحروب".
هل حققت الحرب أهدافها؟
عندما تشاهد قطع أسلحة العدو تقف بهيئة كاملة ليست مجرد قطع يتبادر إلى ذهنك سؤال رغم الادعاءات الإسرائيلية: هل حققت الحرب أهدافها؟
ورداً على ذلك، يقول اللواء أركان حرب حسان أبو علي، أحد أبطال حرب أكتوبر: "نعم حققت أهدافها؛ إذ استعدنا أرضنا بحرب عسكرية في أكتوبر 1973، ثم مفاوضات لا تقل ضراوة عن الحرب بدأت بمباحثات الكيلو 101، وصراع قانوني لاسترداد طابا على الشريط الحدودي".
واختتم اللواء أبو علي، حديثه بقوله: "حرب أكتوبر درس للعالم بأن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد، وكل هذا يشهد بأن جيشها انتصر ولم يفرط في ذرة رمل واحدة من أرض سيناء".
وفي 6 أكتوبر 1973، شنت مصر حربا على إسرائيل، بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء المصرية التي احتلتها تل أبيب عام 1967، وأفضت تلك المعركة في النهاية إلى استرداد الأراضي المغتصبة بعد اتفاق سلام بين البلدين في 1979.
و"بانوراما حرب أكتوبر" متحف أنشأ عام 1983 تخليدا لذكرى الانتصار في حرب أكتوبر، وهو أسطواني الشكل يحيط بجدرانه الداخلية لوحات وصور تمثل المعارك الهامة التي خاضتها مصر عبر التاريخ، وليس قفط معركة 1973.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز