فستان زفاف بسعر رمزي.. مبادرة لتيسير زواج الفتيات باليمن
اضطرت الشابة اليمنية بدور البعداني إلى تأجيل موعد زفافها بسبب ظروف عائلتها التي منعتها من توفير ثمن فستان زفاف ليلة العمر.
تحكي بدور، القاطنة في مدينة صبر بمحافظة لحج، شمال محافظة عدن، (جنوب اليمن)، صعوبة حالتها المادية، مشيرةً إلى أن أسعار تأجير فساتين الزفاف مرتفعةً جدًا، ولا تستطيع أسرتها توفير مبلغ الإيجار.
"تأخرت في الزواج، وتجاوزت الـ30 من عمري بسبب حالة الفقر التي نعاني منها، وحين كتب الله لي الزواج، منعتنا التكاليف الباهظة من استكمال فرحتنا"، تقول بدور.
وتضيف: لـ"العين الإخبارية": "استمريت على هذه الحال 5 أشهر، حتى اتصلت بي إحدى صديقاتي وأخبرتني عن مبادرةٍ شبابية بمحافظة لحج، توفر فساتين زفاف للمقبلات على الزواج، وبأسعارٍ رمزية جدًا".
توجهت بدور صوب موقع مبادرة "السلام للأيدي الرحيمة" في مدينة الحوطة، بمحافظة لحج، والتقت بالقائمين عليها، الذين أطلعوها على مجموعة من فساتين الأعراس الحديثة، وبأسعارٍ في متناولها.
عادت بدور إلى أسرتها تحمل بين يديها فستان ليلة العمر، استعدادًا لتحقيق حلم حياتها، الذي طال طويلاً، وهاهو يتحقق أخيرًا.
إرهاق الشباب
وتُرهق تكاليف الزواج، الفتيات والشباب اليمنيين المقبلين على الارتباط، وعلى رأسها المهر، والولائم، واستئجار القاعات وفساتين الزفاف، وتحول المبالغ المكلفة دون تحقيق الشباب لأحلامهم.
وتتراوح تكاليف الزواج في اليمن ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف دولار، بحسب إحصائيات "منظمة الأسرة السعيدة للتنمية الاجتماعية"، والتي أشارت إلى أن أغلب تلك المبالغ تذهب في تكاليف يكتوي بنيرانها الشباب، والأسر المعدمة، خاصةً في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد.
وتصل تكلفة إيجار فستان الفرح في اليمن، إلى ما يعادل 200 دولار، وذلك لمدة 24 ساعة فقط، فيما يكون على من يرغب بشراء فستان جديد، دفع مبلغ يصل إلى أكثر من 500 دولار، رغم أن النوعية المتواجدة في السوق اليمنية ليست من الموديلات العالمية.
تخفيف العبء
تؤكد سهى حسن، رئيسة "مبادرة السلام"، أن مبادرتها تعمل على مساعدة الفتيات المقبلات على الزواج، وتعينهنَّ على تكاليف الزيجات المرهقة، والتي انتشرت كعادة سيئة وغريبة قي مجتمعاتنا.
وتضيف لـ"العين الإخبارية"، نقوم بنشر إعلاناتٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مشروع تأجير فساتين الأفراح بمقابل شبه مجاني، لتخفيف عبء تكاليف الزواج، سواء على الفتيات أو الشباب.
ودعت سهى الفتيات للاستفادة من مشروعها الذي تنفذه "مبادرة السلام الشبابية للأيادي الرحيمة"، في نطاقٍ جغرافي يشمل محافظتها لحج، ومحافظة عدن المجاورة.
تكاليف الزواج
وتقول صاحبة المشروع ورئيسة المبادرة، سهى حسن: "فكرة الترويج لفساتين الزفاف انطلقت بعد تفاقم الحاجة لدى كثير من الفتيات والشباب، الذين يصطدمون بواقعٍ قاسي، ترتفع فيه تكاليف الزواج، لدرجة تمنع معظمهم من مجرد التفكير فيه".
وتضيف: "تكاليف تأجير أو شراء فساتين الزفاف باهظة، ولا يقوى عليها الفتيات والشباب، ولا حتى أهاليهم؛ لذا سعينا إلى تقديم خدمة شبه مجانية، بمبالغ رمزية جدًا في تأجير فساتين ليلة العمر، وكان تركيزنا أكبر في تقديم هذه الخدمة للفئات والشرائح المعدمة".
أهداف مزدوجة
وأشارت رئيسة مبادرة السلام للأيدي الرحيمة إلى أن للمشروع عدة أهداف، منها تخفيف أعباء وتكاليف الحياة من على كاهل الشباب والأسر، وهناك هدف آخر خاص بالقائمين على المشروع يتمثل في تشجيع المبادرات الشبابية الذاتية على ولوج سوق العمل، والاعتماد على أنفسهم، وفتح مشاريع خاصة بهم.
على الموضة
كما تشير سهى إلى أن الفساتين المتوفرة والمعروضة، يقوم الشباب القائمون على المشروع بتجميعها من تبرعات فاعلي الخير، من الأهالي، ومن تجار وملاك محلات الفساتين، مؤكدةً أن أغلبها حديثة ومواكبة للموضة.
طموح
ولفتت إلى أن نطاق المشروع لا يتضمن محافظة لحج فقط، ولكن تسعى لتوسيع النطاق الجغرافي ليشمل كل المحافظات، حتى وإن بدأ بالمحافظات المجاورة، لكن غايتها مساعدة كل محتاج أينما كان.
وأكدت أن طموح المبادرة كبير، وتخطط لتطوير المشروع ليصل إلى كل أنحاء اليمن، ومساعدة كل عائلة في تكاليف زواج فتياتها، ومواجهة قسوة المجتمع وأعرافه التي بالغت في التكاليف، وأثرت على كثير من الشباب ومنعتهم من الفرح وتحقيق أحلامهم.