هوليوود تعادي اللحوم وتتجه للحفلات النباتية
كثيرون ينتقدون نفاق النجوم وغيرهم من العاملين في صناعة السينما الذين يسافرون حول العالم للمشاركة في مهرجانات كان والبندقية وتورنتو
رحب خبراء بجهود نجوم هوليوود الكثيرة للحدّ من أثار التلوث الناتجة عن حفلات توزيع الجوائز المهمة مثل جولدن جلوب وأوسكار وغيرهما، وذلك عبر تنظيم مآدب عشاء نباتية والاعتماد على ملابس سهرة مُعاد تدويرها.
وخلال 2020، طغت المأكولات النباتية على الحفلات في لوس أنجلوس، إذ عمد منظّمو جوائز جولدن جلوب وجمعية الممثلين الأمريكية "ساج" و"كريتكس تشويس" "جوائز النقاد" إلى تقديم قوائم طعام نباتية بدلاً من شرائح اللحم المعتادة، وهو ما سيحدث في حفل جوائز الأوسكار في 9 فبراير/ شباط، حيث ستقدّم أطباق مكونة بنسبة 70% من النباتات.
وأشاد النجم واكين فينيكس، وهو نباتي منذ فترة طويلة، بهذه المبادرة "الشجاعة"، مشيراً إلى أنه تمكّن للمرّة الأولى من تناول الطعام خلال حفل جولدن جلوب، وهو ما عبّر عنه أيضاً كلّ من ليوناردو دي كابريو ومارك روفالو النشطاء في مكافحة التغيّر المناخي.
ولم يشتكِ الكثير من الحضور من الأمر أو ربّما لم يتجرّأوا على ذلك، على عكس الكوميدي سيث مايرز الذي لم يتوان عن القول: "حسنا فعل منظّمو جوائز النقاد بعدم دعوة زملائهم نقّاد الطعام".
ورحب علماء المناخ والنشطاء البيئيون بهذه الخطوة، مثل بريندا إكورزيل من مجموعة "يونيون أوف كونسورند ساينتستس"، التي رأت بأن هذا القرار "مهم جدّاً ومثير للغايةً" لأي عالم مناخ، وأضافت أن "إقناع الناس بتغيير عاداتهم الغذائية هو إحدى أفضل الوسائل لخفض انبعاثات الكربون بشكل سريع".
وأشار زميلها بيتر كالموس إلى أن تقديم طعام نباتي لنحو 1500 مشارك في حفلة جولدن جلوب يؤدّي إلى خفض ما يوزاي إلى 10 أو 15 طناً من ثاني أكسيد الكربون.
إلا أن كالموس يرى أن التزام نجم واحد علنا بقضية التغير المناخي مهمّ جدّاً، خصوصاً أنه سيكون له "تأثير مشابه لكرة الثلج" أهم من ذلك على صعيد الرأي العام والسياسيين.
وينتقد كثيرون نفاق النجوم وغيرهم من العاملين في صناعة السينما الذين يسافرون حول العالم للمشاركة في مهرجانات كان والبندقية وتورنتو.
ويرى كالموس أن "من الصعب على الذين يسافرون في طائرات، خاصّة أن يلقوا الخطابات حول خطورة التغيرات المناخية لكن ثمة أشخاصا يشكلون قدوة ولهم تأثير كبير".
ويقدّر أن رحلتين جويتين ذهابا وإيابا في الدرجة الأولى، بين الولايات المتحدة وأستراليا في السنة تتسببان بانبعاث 12 إلى 24 طناً من ثاني أكسيد الكربون.
وتابع: "لا يتعلّق الأمر بالحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطائرات، وإنّما بإعطاء الأولوية لكوكب الأرض، حتى على حساب المهنة، هذه رسالة قوية بذاتها".