تنديد غربي بعد عرض بيلاروسيا اعترافات معارض: "عار"
استنكرت ألمانيا وبريطانيا عرض مقابلة مع صحفي بيلاروسي أوقف إثر إجبار طائرة ركاب على النزول في أراضيها، معتبرتين أن بث الاعترافات "عار"
في هذه المقابلة التي بثها التلفزيون العام البيلاروسي، مساء الخميس، قال المعارض رومان بروتاسيفيتش إنه دعا إلى مظاهرات العام الماضي، وأشاد بالرئيس ألكسندر لوكاشنكو.
وفي ختام المقابلة التي تواصلت لساعة ونصف ساعة، أجهش بروتاسيفيتش بالبكاء وغطى وجهه بيديه، وبدت آثار حمراء واضحة على معصميه، يحتمل أن تكون نتيجة لوضع الأصفاد.
وأوقف المعارض مع صديقته الروسية صوفيا سابيغا في 23 مايو/ آيار عندما اعترضت مقاتلة بيلاروسية طائرة "ريان إير" كانت متجهة من أثينا إلى فيلنيوس، ما أثار غضبا دوليا.
وكان رئيس التحرير السابق لشبكة "نكستا" اضطلع بدور مهم في حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد إعادة انتخاب لوكاشنكو في أغسطس/ آب 2020.
وأدانت ألمانيا المقابلة التي وصفها المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت بأنها "معيبة للغاية، وغير قابلة للتصديق"
وأضاف أن برلين "تدين بأشد العبارات" ثاني ظهور إعلامي إجباري على ما يبدو لبروتاسيفيتش منذ اعتقاله. واتّهم السلطات البيلاروسية بالضغط على الصحافي "نفسيا وربما جسديا" لإجباره على التحدّث أمام الكاميرا.
وقال إن ما جرى "عار على القناة لبثّها المقابلة، وعلى القيادة البيلاروسية التي تظهر مجددا ازدراءها للديموقراطية وللذات البشرية".
وقللت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا من أهمية التصريحات التي أدلى بها بروتاسيفيتش.
وقالت خلال زيارة لها في وارسو "تصوَّر جميع الفيديوهات من هذا النوع تحت الضغط. علينا عدم الالتفات إطلاقا لهذه الكلمات لأنها تُنتزع تحت التعذيب.. تتمثّل مهمة السجناء السياسيين بالبقاء على قيد الحياة".
وأضافت المعارضة التي نافست الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في انتخابات العام الماضي "يمكن من طريق العنف دفع أي شخص لقول أي شيء ترغب به".
وقال والد المعارض ديمتري بروتاسيفيتش، إن الفيديو كان نتيجة تعرّض نجله "لانتهاكات وتعذيب وتهديدات، أعرف ابني جيّدا جدا وأعتقد أنه ما كان قط ليقول أمورا كهذه، لقد كسروا شوكته وأجبروه على قول ما يريدونه"، معربا عن ألمه لمشاهدة المقابلة.
وردا على توقيف المعارض وصديقته، قررت وكالة سلامة الطيران الأوروبية الأربعاء منع الطائرات الأوروبية من دخول المجال الجوي البيلاروسي.
لكن الاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي يضم 290 شركة تمثل 82 % من حركة الطيران العالمية، شجب القرار الجمعة.
وأعرب الاتحاد في بيان عن أسفه للحظر الذي يرقى إلى مستوى "تسييس سلامة الطيران" ووصفه بأنه تطور "مخيب للآمال".
وشنت السلطات البيلاروسية حملة قمع لا هوادة فيها ضد المعارضين وناشطي المجتمع المدني واعتقلت الآلاف منهم، ودفعت قادة المعارضة إلى اللجوء للمنفى، وقتل عدد من الأشخاص خلال الاضطرابات.