أزمة "طائرة بيلاروسيا".. أوروبا تتوعد وتأييد أممي للتحقيق

انضمت الأمم المتحدة إلى مطالبات إجراء تحقيق دولي في واقعة تحويل بيلاروسيا مسار طائرة ركاب واعتقال معارض على متنها، وسط ثورة غضب أوروبية ضد مينسك.

وأمس الأحد، دفعت بيلاروسيا بطائرة مقاتلة وأطلقت ما تبين أنه إنذار كاذب بوجود قنبلة وذلك لإجبار طائرة تابعة لشركة "رايان إير" على الهبوط، ثم اعتقلت صحفيا معارضا كان على متنها، مما فجر إدانات من أوروبا والولايات المتحدة.

• ما علاقة "حماس" بأزمة طائرة بيلاروسيا "راين إير"؟
  

ومساء الإثنين، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن أنطونيو جوتيريس "يؤيد الدعوات إلى إجراء تحقيق شفاف ومستقل بالكامل حول هذا الحادث المقلق ويحض جميع الأطراف المعنيين على التعاون مع هذا التحقيق".

وقال ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام "قلق بشدة حيال ما يبدو أنه هبوط إلزامي لطائرة ركاب في بيلاروسيا وما أعقبه من اعتقال للصحفي رومان بروتاسيفيتش".

وبحسب مركز "فيسنا" لحقوق الإنسان، كان على متن الطائرة المدون بروتاسيفيتش ، المطلوب دوليا من قبل النظام البلاروسي، وتم اعتقاله في مينسك بمجرد هبوط الطائرة.

وجاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بالتزامن مع تعهد رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا  فو دير لاين، بـ"رد قوي" على تصرف بيلاروسيا.

وقال فو دير لاين في تصريحات صحفية إن "الرد سيكون قويا جدا، لأن السلوك كان مشينا. على لوكاشنكو ونظامه أن يفهما أن هذا الأمر ستكون له تداعيات"، مشيرة خصوصا إلى إمكانية فرض عقوبات على قطاع الطيران البيلاروسي.

ومن المقرر أن يجري زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماع غير رسمي، مساء اليوم، مشاورات حول عواقب هذه الواقعة.

بدورها، قالت المستشارة أنجيلا ميركل لدى وصولها إلى القمة الأوروبية غير الرسمية في بروكسل: "شهدنا هبوطا قسريا أدى إلى اعتقال معارض بيلاروسي هو رومان بروتاسيفيتش".

وتابع "يجب إطلاق سراحه فورا. كل التبريرات الأخرى لهبوط (طائرة) راين إير تفتقر تماما إلى المصداقية".

 وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الألمانية "من المتوقع أن يقرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بيلاروسيا"، مضيفة "على الطاولة، من بين تدابير أخرى، فرض عقوبات مستهدفة على الأشخاص المسؤولين عن الهبوط القسري للطائرة".

وفي وقت سابق اليوم، استدعى الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، سفير بيلاروس للتنديد بتحويل مسار طائرة "رايان إير"، كما اتخذت بلجيكا والتشيك وألمانيا وبريطانيا نفس الخطوة، بشكل منفصل.

كما وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرج واقعة إجبار الطائرة على الهبوط، بأنها "خطيرة"، مطالبا بإجراء تحقيق دولي.

في المقابل، قالت الخارجية الروسية في بيان: "ندعو شركاءنا الغربيين إلى الامتناع عن تطبيق "معايير مزدوجة" واتخاذ تدابير لتقييم الموقف برصانة ودون عاطفة على أساس جميع المواد المتاحة بالتعاون مع سلطات الطيران البيلاروسية، وإظهار الانفتاح والاستعداد للتعاون".

وتابعت أن "الدول الغربية والمنظمات الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كان لديهم رد فعل مختلف على الأحداث المماثلة التي وقعت في وقت سابق في دول أخرى".   

واستشهدت الوزارة بطائرة (موسكو- دمشق) التي أمرت المقاتلات التركية بهبوطها الاضطراري عام 2012، بعد تفتيشها ومصادرة حمولتها، ولم يعاقب الغرب مرتكبي هذه الواقعة، وفق البيان ذاته.