ضوء أخضر بريطاني.. «التابوت المقدس» يستعد للعودة لإثيوبيا
كنيسة ويستمنستر البريطانية توافق من حيث المبدأ على إعادة تابوت مقدس إلى إثيوبيا، في رحلة إياب ستأتي بعد أكثر من قرن ونصف على اختفائه.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية أثارت الموافقة على عودة التابوت الخشبي إلى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، جدلاً حول الطلبات التي قدمتها الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، لاستعادة الآثار التي نهبتها القوات البريطانية.
والصندوق يوجد في الدير منذ أن أخذته القوات البريطانية في معركة جرت عام 1868.
ويوجد التابوت -قطعة خشب مسطحة سوداء عليها نقوش رمزية تمثل تابوت العهد والوصايا العشر للنبي موسى- في الدير منذ عودة القوات البريطانية معه من إحدى المعارك.
مناقشات
وقال متحدث باسم كنيسة وستمنستر: "ندرس حاليًا أفضل الطرق لإعادة التابوت، ونجري مناقشات مستمرة مع ممثلي كنيسة تيواهيدو الأرثوذكسية الإثيوبية. إنها مسألة معقدة وقد تستغرق بعض الوقت".
ويقع دير وستمنستر مباشرة تحت سلطة الملك، مما يعني أن الملك تشارلز (الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا) قد يضطر إلى منح مباركته لعودة التابوت.
ولم تؤكد وستمنستر آبي السبب الذي أدى إلى تغيير الموقف، لكنه جاء نتيجة للضغوط التي تعرضت لها جميع المؤسسات الأوروبية التي تحتفظ بمقتنيات تم الاستيلاء عليها خلال الحقبة الاستعمارية.
وستؤدي هذه الخطوة التي اتخذتها كنيسة وستمنستر إلى الضغط على المتحف البريطاني، الذي يضم بين مجموعته 11 تابوتًا غير معروضة ومتاحة لزيارتها من قبل الكهنة الأرثوذكس الإثيوبيين.
وقال متحدث باسم المتحف البريطاني: "تحكي مجموعة المتحف البريطاني قصة الإنجاز الثقافي الإنساني على مدى مليوني عام. ووجود التابوت في المجموعة، إلى جانب أشياء أخرى من إثيوبيا، يوضح اتساع وتنوع التقاليد الدينية في إثيوبيا، بما في ذلك المسيحية والإسلام واليهودية بالإضافة إلى الديانات الأخرى".
تشكيك
لكن المتحف رفض إعادة هذه العناصر واقترح إقراضها إلى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في المملكة المتحدة، "حيث يمكن لرجال الدين الاعتناء بها ضمن تقاليدهم".
غير أن هذا الرأي كان موضع تشكيك من قبل رجال الدين الإثيوبيين، قائلين إن إعارة هذه القطع للكنائس البريطانية أمر مستبعد إلى حد كبير بسبب ارتفاع تكلفة التأمين على القطع الأثرية القديمة.
وقال القس جبري جورجيس ديمتسو، من كنيسة ديبري بيسرات سانت غابرييل في شرق لندن، لصحيفة الغارديان، إنه "من المستحيل أن تتمكن كنيسته من تحمل تكاليف استضافة تابوت، ويعتقد أنه يجب عليهم العودة -يشكل دائم- إلى إثيوبيا".
وأضاف ديمتسو: "يجب أن يعودوا إلى المكان الذي ينتمون إليه وإلى المكان الذي كان الناس يتعبدون فيه لفترة طويلة".
وكانت عدة مؤسسات بريطانية قد أعادت أحد التوابيت إلى إثيوبيا بعد وقت قصير من اكتشافه بخزانة الكنيسة في إدنبره قبل 23 عاما.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز