باختصار.. إليكم شرحا مبسطا لأهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة
تبدأ قصة أهداف التنمية المستدامة في قمة الأرض الثالثة في مدينة "ريو دي جانيرو" بالبرازيل في يونيو/حزيران لعام 1992.
هناك حيث تناقشت دول العالم حول أهمية تعزيز حياة البشر وحماية البيئة، وظهرت الحاجة إلى وضع أهداف من أجل التنمية المستدامة، وتوالت النقاشات والإعدادات إلى أن انعقدت قمة الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015، هناك حيث تبنت الدول 17 هدفا للتنمية المستدامة.
ومفهوم التنمية المستدامة واسع بعض الشيء، يتضمن التنمية التي تلبي احتياجات الوقت الحاضر، مع الحفاظ على قدرات الأجيال القادمة من أجل تلبية احتياجاتها، وتجمع 3 أبعاد رئيسية، هي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
أهداف التنمية الاستدامة للأمم المتحدة
هناك 17 هدفا للتنمية المستدامة، وهي:
1- القضاء على الفقر
انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بأكثر من النصف بين عامي 1990-2015، وفي عام 2015 وصل عدد الأشخاص الذين يعيشون على دخل يقل عن 1.9 دولارا يوميا نحو 736 مليون شخص، وكانوا يفتقرون إلى مياه الشرب النظيفة والغذاء والصرف الصحي، وكانت النساء أكثر تضررا من الرجال، وجاء هدف القضاء على الفقر كهدف رئيسي من أهداف التنمية المستدامة من أجل إنهاء الفقر بجميع أشكاله بحلول 2030، من خلال دعم المجتمعات الأكثر ضعفا وتضررا من الكوارث المناخية والنزاعات.
2- القضاء على الجوع تماما
في عام 2017 بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء نحو 821 مليون شخص، وكان ذلك نتيجة التغيرات الطارئة على النظام البيئي والتنوع البيولوجي وانتشار الجفاف، وأكثر من يعاني من نقص الغذاء هم الأطفال، إذ يعاني ما يزيد على 90 مليون طفل دون الخامسة من نقص الوزن، وفي هذا الصدد تطمح أهداف التنمية المستدامة لإنهاء الجوع وسوء التغذية بصورة تامة بحلول 2030، والتأكد من حصولهم جميعا على ما يكفي من الغذاء طوال العام، يأتي ذلك في ظل جهود تعزيز الزراعة المستدامة ودعم صغار المزارعين وتوفير التكنولوجيا.
3- تعزيز الصحة
هناك 400 مليون إنسان حول العالم لا يصلون إلى الرعاية الصحية، ومع انتشار عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين سكان دول العالم المختلفة، إضافة إلى تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة نتيجة التغيرات المناخية وما يتبعها من تفشي الأمراض والأوبئة، يزداد الأمر صعوبة، ويطمح هدف تعزيز الصحة والرفاه إلى خفض معدلات وفيات الأمهات إلى 70 حالة لكل 100 ألف ولادة بحلول 2030، وخفض وفيات الأطفال حديثي الولادة إلى 12 من بين كل 1000 مولود، أيضا خفض معدلات الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث، إضافة إلى بعض الأهداف الأخرى الطموحة.
4- التعليم الجيد
في مطلع الألفينيات زادت الحملات التوعوية بمحو الأمية وضرورة التعليم، وأثمر ذلك عن ثماره بحلول 2015، إذ انخفضت أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بمقدار النصف تقريبا حول العالم، ووضع هدف التعليم الجيد من أهداف التنمية المستدامة الكثير من الطموحات حول تعزيز مهارات الأطفال والشباب التكنولوجية وتهيئتهم، حيث يصبحون أكثر كفاءة، وهذا يؤكد أنّ التعليم أقوى سلاح في سبيل تحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي والارتقاء بالبشر.
5- المساواة الجندرية
عادةً ما تكون النساء من أكثر الفئات تهميشا، إذ يبلغ متوسط أجر المرأة 77 سنتا، في نفس العمل الذي يقوم به الرجل مقابل دولار، لذلك زاد الاهتمام بالنساء، بالفعل صار عددهم في المدارس الآن أكبر مقارنة بما كان عليه في الماضي. مع ذلك لا تزال هناك بعض التفاوتات عندما يتعلق الأمر بالمساواة بين الجنسين، خاصة في مناطق النزاعات والمناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية. ويطمح هدف المساواة الجندرية إلى توفير المزيد من الفرص للنساء والفتيات على جميع الأصعدة، سواء في التعليم أو التدريب المهني أو العمل أو المناصب أو الصحة وغيرها من نواحي الحياة.
6- المياه النظيفة والصرف الصحي
يتأثر ما يزيد على 40% من سكان الأرض بسبب ندرة المياه، وتعاني العديد من البلاد بسبب الإجهاد المائي، وتزداد حالات التصحر والجفاف. وبحلول 2050 من المتوقع أن يعاني 1 من كل 4 أشخاص من نقص المياه المتكرر، لذلك يتطلب هدف التنمية المستدامة المعني بالمياه النظيفة والصرف الصحي أن يستثمر البشر في البنى التحتية المناسبة وتوفير مرافق الصرف الصحي، ونشر التوعية بأهمية الحفاظ على النظافة الشخصية واستعادة النظم البيئية، وتوفير مياه شرب آمنة.
7- طاقة نظيفة بأسعار معقولة
يزداد عدد الأفراد الذين لا يحصلون على كهرباء حول العالم على 785 مليون شخص، ويتلقى كثيرون الكهرباء من مصادر الوقود الأحفوري، ما يزيد مخاطر التغيرات المناخية، لذلك يطمح هدف التنمية المستدامة السابع إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول 2030، ما يضمن حصول الأفراد على كهرباء ويخفف من الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة.
8- العمل اللائق والنمو الاقتصادي
يسعى الهدف رقم 8 من أهداف التنمية المستدامة إلى تعزيز الاقتصاد، وتقليل البطالة وعدم المساواة، وتحسين إنتاجية الأفراد وتطوير قدراتهم وتوفير التكنولوجيا وتشجيع ريادة الأعمال وخلق فرص عمل جيدة، والقضاء على العمل القسري والاتجار بالبشر والعبودية، كل هذا يساعد العاملون والعاملات على الارتقاء بمستوى المعيشة.
9- الصناعة والابتكار والبنية التحتية
هناك ما يزيد على 4 مليارات شخص لا يستطيع الوصول إلى الإنترنت، لذلك يُركز الهدف رقم 9 على تقليل الفجوة الرقمية، والاستثمار في البنية التحتية، حيث تصبح أكثر استدامة ومرونة لمواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، إضافة إلى تعزيز الصناعة والابتكار، وزيادة أعداد الباحثين والمبتكرين، وتعزيز الدعم المالي والتكنولوجي، خاصة للبلدان الأفريقية والبلدان الأقل نموا وكذلك الدول الجزرية الصغيرة.
10- الحد من عدم المساواة
يمتلك 10% من البشر نحو 40% من الدخل العالمي، ما يزيد من فجوة عدم المساواة، لذلك يسعى الهدف رقم 10 من أهداف التنمية المستدامة إلى تدعيم أصحاب الدخل المنخفض، لتقليل الفجوة بينهم وبين أصحاب الدخل العالي، إضافة إلى ضمان تكافؤ الفرص وتعزيز التشريعات والسياسات المالية، وتعزيز أنظمة مراقبة الأسواق والمؤسسات المالية العالمية وعمليات صنع القرار.
11- مدن ومجتمعات مستدامة
يعيش أكثر من نصف البشر في المدن، ولتجنب الفقر والضغط على المدن يأتي الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة. والذي يهدف إلى جعل المدن أكثر استدامة، تتوفر فيها فرص العمل والإسكان والبنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة الكوارث، والعناية بجودة الهواء وإدارة النفايات. إضافة إلى توفير وسائل نقل آمنة وبأسعار معقولة وصديقة للبيئة. وإيلاء اهتمام خاص بالنساء والأطفال والفئات الأكثر ضعفا.
12- الاستهلاك والإنتاج المسؤولان
تمتلك الأرض الكثير من الموارد، ولكي يستفيد منها الإنسان ويحافظ عليها في الوقت نفسه يحتاج إلى إدارتها بفاعلية والتخلص من النفايات السامة والملوثات وإعادة تدوير النفايات والحد منها. وتدعيم البلدان نحو أنماط استهلاك مستدامة للموارد، وهذا يساعد على الحد من إهدار الطعام، وتحقيق الإدارة المستدامة لمواردنا وتعزيز قدرات البلدان النامية والأقل نموا لتحقيق هذا الهدف.
13- العمل المناخي
تزداد انبعاثات الغازات الدفيئة يوما بعد يوم، على الرغم من الجهود المبذولة للحد من تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، إلا أنّ متوسط درجات الحرارة آخذ في الارتفاع، وعليه تزداد الخسائر والأضرار، وتتسع فجوة التكيف، وهنا يأتي الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى تعزيز العمل المناخي والحد من الانبعاثات وزيادة الاستثمارات ورفع القدرات واستخدام التكنولوجيا في الحد من آثار التغيرات المناخية؛ خاصة في المجتمعات المهمشة.
14- الحياة تحت الماء
تلعب المحيطات والمسطحات المائية عموما دورا حيويا في نظام الأرض، وهي كنز غني بالموارد والأنظمة المختلفة، وبدونها لن تصبح الأرض صالحة للسكن، ويُمثل التحدي الأكبر كيفية إدارة مواردها جيدا، ويعمل الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة على إدارة وحماية النظم البيئية والبحرية جيدا، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية هناك.
15- الحياة في البر
توفر النباتات 80% من غذاء الإنسان تقريبا، مع ذلك نفقد مساحات شاسعة كل عام من الغابات، أو تتصحر الأراضي، إضافة إلى فقدان التنوع الحيوي، نتيجة التغيرات الحاصلة في البيئة باستمرار، لذلك يسعى الهدف رقم 15 من أهداف التنمية المستدامة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من فقدان الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي وتخفيف آثار التغير المناخي، وزيادة التشجير ومكافحة التصحر واستعادة الأراضي وإنهاء الصيد غير المشروع.
16- السلام والعدل والمؤسسات القوية
لا يمكننا تحقيق تنمية مستدامة بدون سلام واستقرار، لذلك من الضروري القضاء على العنف وتعزيز الأمن والاستقرار، والحد من التدفقات المالية غير المشروعات والاتجار في الأسلحة، القضاء على الفساد والرشاوى ومكافحة الإرهاب والجريمة.
17- عقد الشراكات لتحقيق الأهداف
يستلزم تحقيق أهداف التنمية المستدامة عقد شراكات وتعاونا عالميا قويا، وأن يُصبح العالم أكثر ترابطا، ويمكن ذلك عبر تعزيز التعاون بين دول الشمال والجنوب، وتنشيط حركة التجارة، ومساعدة الدول المتقدمة والغنية للدول الأقل نموا والفقيرة، ما يمكنها من جلب التكنولوجيا وبناء القدرات، حيث تواكب الدول بعضها بعضا.
بحماس، وُضعت تلك الأهداف لكي تتحقق بحلول 2030، على الرغم من كونها أهدافا طموحة، إلا أنها تحتاج إلى تآزر قوي من جميع بلدان العالم من أجل تحقيقها، ما يُعزز من رفاهية الإنسان في الحاضر ولا يؤثر على احتياجات الأجيال القادمة.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA=
جزيرة ام اند امز