نذر حرب تسلح بالمحيط الهادئ.. ماهي اتفاقية "أوكوس"؟
في صفقة ثلاثية مع أمريكا وبريطانيا، كشفت أستراليا عن خطة للحصول على أسطول من ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية.
ووفق صحيفة الغارديان البريطانية، تصل التكلفة الإجمالية لهذه الغواصات 368 مليار دولار، وسيجري تسليمها من الآن وحتى 2055 ، وستدفع أستراليا 9 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وبدءا من العام الحالي، سينضم عدد من قوات الجيش وخبراء مدنيون أستراليون إلى القوات البحرية الأمريكية والبريطانية، بما في ذلك القواعد الصناعية للغواصات في كلا البلدين.
واعتبارًا من 2027 ، تخطط المملكة المتحدة والولايات المتحدة لإرسال غواصتهما التي تعمل بالطاقة النووية إلى قاعدة "إتش إم إيه سترلينغ" القريبة من بيرث ضمن مهمة تدريب الأستراليين.
حتمية
بحسب الصحيفة نفسها، فإن تنامي القوة البحرية الصينية - لا سيما في بحر الصين الجنوبي – كانت سببا في رغبة الحكومة الأسترالية شراء غواصات قادرة على العمل بعيدًا عن القواعد المحلية، كأداة ردع وقدرة هجومية في حالة حدوث أزمة.
وتتمتع الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بميزة فريدة مقارنة بالغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء في الأسطول الأسترالي، والتي تضطر للصعود إلى السطح لإعادة شحن بطارياتها.
في المقابل، تستطيع الغواصات النووية أن تغادر الميناء وتظل تحت الماء لأسابيع، دون اكتشافها.
4 مراحل
سيقوم جنود من الجيش الأسترالي بالتدريب في الموانئ الأمريكية، حيث سيتم إدراج الجنود والمدنيين الأستراليين مع أساطيل الحلفاء. وستكثف الغواصات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية من زياراتها إلى الموانئ الأسترالية، حيث سينضم البحارة الأستراليون إلى أطقم التدريب الأمريكية.
وبخصوص زيارات الغواصات، فإنه بدءا من عام 2027، تخطط المملكة المتحدة والولايات المتحدة لإرسال غواصة واحدة من فئة "أستوت" في المملكة المتحدة وأربع غواصات من فئة فرجينيا الأمريكية إلى قاعدة "إتش إم إيه سترلينغ" القريبة من مدينة بيرث البريطانية.
أما بيع غواصات من طراز فرجينيا الأمريكية، فسيكون في أوائل 2030 حيث تعتزم الولايات المتحدة بيع أستراليا ثلاث غواصات من طراز فرجينيا، مع خيار محتمل لغواصتين إضافيتين إذا لزم الأمر.
غواصات "إس إس إن أوكوس": سيساهم مزيج من تصميم الغواصة البريطانية وتكنولوجيا الدفاع الأمريكية، في تطوير غواصة إس إس إن أوكوس الجديدة – التي يتوقع أن تكون غواصة هجومية لكل من المملكة المتحدة وأستراليا.
وتعتزم كل من أستراليا والمملكة المتحدة البدء في بناء غواصات "إس إس إن أوكوس" في أحواض بناء السفن المحلية قبل نهاية هذا العقد.
وقد تدخل أول غواصة من هذا النوع في الخدمة بصفوف البحرية البريطانية أواخر 2030، لكن البحرية الأسترالية ستتلقى أول غواصة من طراز "إس إس إن أوكوس" صنعت في أستراليا أوائل الأربعينيات.
وستبدأ أستراليا أعمال البناء في حوض بناء السفن المطلوب لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية في أوزبورن بجنوب أستراليا هذا العام.
النفايات النووية
لن يتم بناء المفاعلات النووية التي ستعمل على ستستخدم في غواصات "إس إس إن أوكوس" في أستراليا، حيث ستصل إما من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة في وحدة طاقة مدمجة ولن تكون بحاجة للتزود بالوقود خلال فترة خدمتهم المتوقعة.
وأعلنت أستراليا أنها لن تخصب اليورانيوم أو تعيد معالجة أي وقود مستهلك من الغواصات، لكنها التزمت بمعالجة جميع النفايات المشعة الناتجة عن الغواصات داخل أستراليا.
وقال بيان صادر عن الحكومة الأسترالية إن هذا "يشمل النفايات المشعة ذات المستويات المنخفضة من النشاط الإشعاعي الناتجة عن العمليات اليومية للغواصات وصيانتها ".
كما يشمل أيضا "النفايات المشعة ذات المستويات الأعلى من النشاط الإشعاعي، بما في ذلك الوقود المستهلك، والذي يتم إنتاجه عند إيقاف تشغيل الغواصات في نهاية عمرها التشغيلي."