90 % من اللاجئين السوريين يريدون العودة لبلادهم بعد الحرب
اللاجئون السوريون يرغبون في الإطاحة بنظام بشار الأسد، بحسب استطلاع أجرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية
بينما تدخل الحرب في سوريا عامها السابع، لا تظهر أي إشارات إلى تراجع العنف، فضلا عن أن جولة أخرى من محادثات السلام في جنيف انتهت دون إحراز أي تقدم ملحوظ.
وعلى مدار هذه المحادثات، أشار ممثلون عن أطراف مختلفة في الصراع السوري مرارا إلى أن الشعب السوري هو السلطة المطلقة للمضي قدما في البلد الذي مزقته الحرب.
عندما سئل وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، مؤخرا، عن دور الرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل، أعلنها "أنه قرار الشعب السوري"، وأدلى نظام الأسد بتصريحات مشابهة، وكذا هو الحال مع الجماعات المعارضة وإيران وروسيا وتركيا.
وبالرغم من هذا التقدير العام لآراء السوريين حول كيفية إنهاء الصراع، إلا أنه لا توجد دلائل قوية على كيفية تفكير السوريين أنفسهم في مستقبل بلادهم.
من جانبها اتخذت مجلة فورين أفيرز الأمريكية قرارا لسد هذه الفجوة المعلوماتية، وقامت بإجراء مقابلات شخصية مع 1120 لاجئا سوريا في تركيا، منذ عام 2016 لاستطلاع رأيهم حول عدة قضايا مرتبطة بالشأن السوري.
وبحسب المجلة، فقد تبنى ما نسبته 90% من السوريين المستطلعة آراؤهم من قبل المجلة فكرة العودة إلى سوريا عندما تنتهي الحرب.
ومن أبرز النتائج التي وقف عليها استطلاع فورين أفيرز، أنه بالرغم من القلق الشديد في أوروبا من توافد اللاجئين السوريين إليها عبر تركيا، إلا أن معظمهم لا يفكرون في ذلك، وعند سؤالهم عن البلد الذي يحبون أن يقضوا فيه الـ5 سنوات المقبلة، أجابت الأغلبية بأنهم يأملون في العودة إلى سوريا، مقابل 6% فضلوا البقاء في أوروبا.
وفضل 85% من السوريين المشاركين في الاستطلاع البقاء في تركيا كخيار ثاني، مقابل 9% في أوروبا، كما أبدت نسبة كبيرة من السوريين رغبتهم في تعلم اللغة التركية، ما يشير إلى بقائهم في تركيا في حالة عدم انتهاء الحرب السورية.
وهي النتيجة التي علقت عليها المجلة بأنها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتصميم سياسات تدمج السوريين في الاقتصاد والمجتمع التركي بتوفير فرص عمل وتعليم.
أيضا أشارت النتائج إلى أن نسبة قليلة من المستطلع آراؤهم لا يشعرون بأنهم ممثلون من قبل أي طرف في الصراع السوري. وعند سؤالهم عن أي الأحزاب يشعرون بأنها تمثلهم من بين حكومة الأسد أو الجيش السوري الحر أو الجماعات المعارضة، اختارت نسبة 68% "الجماعات المعارضة".
المثير أكثر للدهشة أن نحو ثلث السوريين الذين شاركوا في الاستطلاع، نحو 28%، أجابوا بأنه لا أحد يمثلهم. مقارنة بـ0.5% فقط اختاروا حكومة الأسد.
وقال أكثر من ثلث السوريين المشاركين إن جيرانهم أصيبوا أو قتلوا بسبب عنف الحرب، مقابل 17% قالوا إن أفرادا من عائلاتهم أصيبوا أو قتلوا، ولفتت نسبة كبيرة تبلغ 40% إلى أن أحياءهم تم قصفها بقنابل برميلية من قبل نظام الأسد، وهو ما وصفته فورين أفيرز بعنف مروع.
وبناء على هذه النتيجة، يعتبر نصف المدنيين الذين تحدثت معهم المجلة الأمريكية أن نظام الأسد هو التهديد الأكبر لأمنهم الشخصي في سوريا المستقبلية، ويريد 80% منهم أن تتم الإطاحة بالأسد من السلطة.
لكن أوضحت المجلة أن هذه النسبة ربما ترجع إلى أن معظم المستطلع آراؤهم من مناطق سورية معارضة، وربما تختلف آراؤهم مع لاجئين سوريين في دول أخرى مثل لبنان، من مناطق مؤيدة للأسد.
وأعربت نسبة كبيرة من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في معاقبة جميع الأطراف المشاركين في العنف السوري سواء كانوا أعضاء في نظام الأسد أو أفرادا يحاربون من أجله.
وعندما منحتهم المجلة اختيارات للعقاب، اختار 20% منهم الإعدام لجميع الأشخاص المتورطين في قتل المدنيين أثناء مقاتلة نظام الأسد. فيما دعت نسبة تزيد على 50% منهم إلى إعدام مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت فورين أفيرز إن السوريين الذين تحدثت معهم يريدون نجاة بلدهم من هذه الحرب بإطاحة نظام الأسد، لا بتقسيمه أو تأسيس سوريا فيدرالية كما دعا بعض صناع القرار على مدار الصراع السوري. وذكرت أن نسبة 4% فقط منهم أيدوا تقسيم سوريا.
وأخيرا ذكرت المجلة أن المدنيين السوريين باختصار يريدون أن تظل دولتهم موحدة، وأن حل الصراع يتطلب حلا سياسيا يوافق عليه المدنيون ووسيلة لتحقيق مطالبهم في تطبيق العدالة.