منذ بداية العام الحالي بدأنا نشعر بتحسن كبير في البيئة الأمنية على منصات التواصل الاجتماعي في التخلص من كثير من الحسابات المتطرفة
خلال العامين المنصرمين وبعد الحوادث الإرهابية المتتالية التي أفزعت العالم حتى المناطق البعيدة من الكرة الأرضية، التي بالتأكيد راح ضحيتها كثير من الأبرياء، وكان العامل المشترك في هذه العلميات هي رغبة الجماعات الإرهابية إما النقل المباشر للحدث نفسه أو تسجيل الحدث وإعادة نشره لضمان وصوله إلى عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات الدعاية للجماعات نفسها وإثارة الرعب في نفوس المجتمعات، إلا أنها وضعت جميع الشركات العالمية وبدون استثناء التي ترعى هذه المنصات مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"تويتر" وغيرها في وضع الاتهام عن تقاعسها المقصود أو العفوي في الحد من انتشار الحسابات الإلكترونية المتطرفة على منصاتها التي تثير الكراهية وتستخدمها الجماعات المتطرفة بمختلف أيديولوجياتها للدعاية لأنشطتها لإثارة الذعر ولتحقيق أجنداتها التي بالتأكيد ضد الاستقرار والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
اليوم نجد هجرة وتحول الحسابات الإرهابية حيث لم يجدوا إلا في موقع تواصل اجتماعي روسي يستخدم الرقابة البشرية العادية للرقابة على المحتوى ولا يمتلك أي وسائل ذكية متطورة تتناسب مع زيادة المستخدمين ورفع الملايين من المنشورات خلال الثانية الواحدة، حيث استخدموا موقع يسمى tamtam قاموا بالإعلان من خلاله عن عملياتهم الأخيرة
ولكن منذ بداية العام الحالي بدأنا نشعر بتحسن كبير في البيئة الأمنية على هذه المنصات بجهودها في التخلص من كثير من هذه الحسابات المتطرفة التي ينشأ منها العشرات بل المئات خلال دقائق أو عن طريق اختطاف حسابات أشخاص عاديين واستخدامها لدعم أنشطتها وأعمالها التخريبية، وبعد تشديد الرقابة وتحسين أنظمة الأمان على هذه المنصات بدأنا نتلمس هذه الجهود، وعليه وجب أن نثني على هذه الأعمال المشتركة بين مختلف هذه الشركات العالمية الراعية لهذه المنصات وفي مقدمتها الإجماع وإقرار مدونة قواعد السلوك الأوروبية، التي ألزمت الشركات بمراجعة وحذف المشاركات التي يبلغ عنها المستخدمون التي تنتهك معايير هذه المدونة ومكافحة المحتوى المتطرف على منصاتها، ونخص ونثمن استجابة الشركات التي كانت تضع أولوية الحفاظ على خصوصية العملاء مثال موقع "تليجرام"، وحيث إنه كان وبسبب هذه الخاصية ملاذا آمنا لأكثر من خمس سنوات للعصابات الإرهابية كانت تبث من خلالها الدعاية الإعلانية والتي تستقطب منها مزيدا من المؤيدين والمنتسبين الجدد وتباشر فيها تجارتها المحرمة دوليا وحتى شرعيا مثل تجارة المخدرات وغيرها من تجارة البشر والأعضاء التي تجني من خلالها أرباحا غير مشروعة تستخدمها في تمويل أنشطتها وإنعاش اقتصادها الذي يضمن لها البقاء ومقاومة الإقصاء من المجتمع الدولي ناهيك بمباشرة اتصالاتها السرية التي يوفرها هذا التطبيق والتي تمرر فيها خططها بعيدا عن رقابة أجهزة الأمن والاستخبارات.
ولكن تلمسنا تحسنا كبيرا وتراجعت هذه الشركات عن بعض هذه المبادئ وذلك للمصلحة العامة وبدأت في تحسين طرق الوصول إلى المحتوى السيئ قبل انتشاره باستخدام أدوات متطورة كأنظمة الذكاء الاصطناعي، واليوم نجد هجرة وتحول الحسابات الإرهابية حيث لم يجدوا إلا في موقع تواصل اجتماعي روسي يستخدم الرقابة البشرية العادية للرقابة على المحتوى ولا يمتلك أي وسائل ذكية متطورة تتناسب مع زيادة المستخدمين ورفع الملايين من المنشورات خلال الثانية الواحدة، حيث استخدموا موقعا يسمى tamtam قاموا بالإعلان من خلاله عن عملياتهم الأخيرة لحادثة الطعن الغادرة لشخصين بريئين في العاصمة البريطانية لندن.
وعلى الرغم من تمكن العصابات الإرهابية من نشر هذا المحتوى فإنه يبقى محدودا ولا يصل إلى إمكانات منصات عالمية أوسع انتشارا، ونطمح أن نجد التفاته لهذه المنصات وحتى التي ليست واسعة في الانتشار لتطويرها ودمج وسائل الرقابة الحديثة لضمان عدم الوصول إليها مستقبلا، وهذا يقودنا إلى دليل آخر على قدرة المنصات العالمية في الحد من نشر المحتوى السيئ، وكذلك تقليص نفوذ هذه العصابات الإرهابية من الاستفادة من قدرات الإنترنت الهائلة والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الوسيلة الإعلامية الأكبر والأوسع انتشارا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة