شبح "فقاعة الدوت كوم".. ماذا يحدث في سوق المال الأمريكية؟
بعد موجه قوية من الهبوط على مدار 3 جلسات متتالية بدأت الأسهم الأمريكية تلتقط أنفاسها وسط مخاوف من التذبذب العالي للأسعار.. ما الأسباب؟
بعد 3 أيام من الهبوط المتواصل بقيادة الأسهم التكنولوجية تحت مخاوف استرجاع ما يعرف بعصر "فقاعة الدوت كوم"، بدأت مؤشرات البورصة الأمريكية خلال تداولات جلسة الأربعاء التقاط الأنفاس وتحقيق بعض الارتفاع حيث عاود المستثمرون الشراء بقوة للاستفادة من انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا... فماذا يحدث بالبورصة الامريكية؟
عقب 5 أشهر من الصعود القياسي لأسهم التكنولوجيا الأمريكية حتى وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، تخلى المستثمرون عن هذه الأسهم منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وعلى أثر ذلك فقد مؤشر ناسداك التكنولوجي يوم الثلاثاء 4.4% من قيمته، ليتراجع بنسبة 11% منذ ذروته الأربعاء قبل الماضي، مع انخفاض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنحو 3%، فيما أغلق مؤشر داو جونز متراجعا 2.3%.
وبالنظر إلى أداء بعض الأسهم يوم الثلاثاء، فقد هبطت أسهم تسلا لصناعة السيارات الكهربائية 21%، وهو أكبر هبوط ليوم واحد من حيث النسبة المئوية، بعد استبعادها من مجموعة من الشركات يجري إضافتها إلى المؤشر ستاندرد آند بورز 500.
والأربعاء، انتعشت أسهم تسلا بعد أن تكبدت أكبر خسارة بالنسبة المئوية ليوم واحد في الجلسة السابقة، في حين صعدت أسهم كل من أبل ومايكروسوفت وأمازون.كوم - أكبر ثلاث شركات أمريكية مدرجة من حيث القيمة السوقية - 3% على الأقل.
وشملت مكاسب الأربعاء أسهما أخرى لشركات مستفيدة من لزوم المنازل مثل فيسبوك وألفابت مالكة جوجل، وذلك بعد يوم من إغلاق ناسداك عند مستوى يقل 10% عن الإقفال القياسي المرتفع المسجل في الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري، مما يشير إلى تصحيح في السوق.
وكانت أسهم تسلا قفزت حوالي 400% عن مستواها في بداية العام حتى اإغلاق يوم الجمعة.
كما فقد العملاق الأمريكي أبل 140 مليار دولار من قيمتها السوقية بنسبة 6%.
وقال جاك ألبين، مدير الاستثمار لدى كريست كابيتال مانجمنت في شيكاجو، "إنه بلا ريب انتعاش هائل ومفاجئ.
"من ناحية يبدو أنه مضاربة لكن من ناحية أخرى فإن معظمه في الأسهم الآمنة نسبيا لأننا نعلم أن هذه الشركات ستتجاوز كل ما سيرمينا به كوفيد أيا كان."
وبناء على بيانات غير رسمية، ارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 439.78 نقطة بما يعادل 1.6% ليصل إلى 27940.67 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 67.22 نقطة أو 2.02% مسجلا 3399.06 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 293.87 نقطة أو 2.71 بالمئة إلى 11141.56 نقطة.
التقاط أنفاس لتقييم صحة ارتفاعات الأسهم
من جانبه، قال لورانس كرياتورا ، مدير المحفظة في PRSPCTV Capital LLC، إن الأسهم الأمريكية ارتفعت دون انقطاع تقريبا لمدة خمسة أشهر، لذلك يقوم المستثمرون الآن بتقييم ما إذا كان تراجع الأسهم علامة على صحة السوق أو بداية تراجع أكبر.
وأضاف في حديثه لوكالة "بلومبرج" أن السوق كان ينطلق بسرعة كبيرة، ومن المعقول جدا أن يتوقف مؤقًا ويلتقط أنفاسه ويقرر ما يريد فعله بعد ذلك، وهذا ما نحن عليه اليوم.
تقييمات غير عادلة
في حين كان هناك طرحا يرتبط بتجاوز الأسهم قيمتها العادلة، لاسيما فيما يتعلق بأسهم التكنولوجيا التي حققت قفزات تاريخية منذ بداية جائحة كورونا.
وهو ما علق عليه توم إساي، سمسار سابق بشركة ميريل لينش، بأنه أمرا صحيا أن تفقد الأسهم بعضا من قيمتها الزائدة، ولكننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن قيمة الأسهم ما زالت فوق المستويات التي يمكن وصفها بالعادلة.
وتابع: "على الرغم من أن توقعات الأسهم لا تزال بناءة على المدى الطويل بشكل عام ، إلا أن هناك المزيد من الجوانب السلبية في هذا السوق إذا واجهنا خيبة أمل كبيرة".
تذبذب حتى الانتخابات الأمريكية
على صعيد آخر، توقع أيمن أبوهند، الشريك المؤسس بشركة advisable wealth engines للاستثمارات المالية، أن يستمر التذبذب في البورصة الأمريكية حتى موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وأشار إلى أن سوق الأسهم الأمريكية منذ منتصف العام 2020 تشهد حالة تأرجح ما بين صعود قوي ثم هبوط يتخلله جني أرباح، وهذا المشهد سوف يتكرر الفترة المقبلة.
وأضاف أن المستثمرين يدركون جيدا أن التعاملات على الأسهم محفوفة بالمخاطر، في ظل القفزات القوية التي حققتها، دون أن يقابلها أداء مالي قوي.
عودة العلاقات الأمريكية الصينية للساحة
من جهة أخرى، عادت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين إلى الحصول على حيز كبير من اهتمام المستثمرين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يخطط لإنهاء اعتماد أمريكا على الصين وإتمام إنفصال بينهما.
وما زاد من قلق المستثمرين هو تهديد ترامب بمعاقبة أي شركة أمريكية تخلق فرص عمل في الخارج، ومنع الشركات التي تمارس أنشطة تجارية في الصين من الفوز بالعقود الفيدرالية.
النفط في المشهد
ولم يكن النفط بعيدا عن المشهد، فقد ألقى تراجعه دون مستوى 40 دولارا الأيام الماضية، بظلاله على أسهم الطاقة، والتي بدورها دفعت مؤشر دوا جونز الصناعي أمس للتراجع 2.25%.
ولكن خلال تعاملات أمس الأربعاء استعاد النفط بعض عافيته، إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 3.07% لتسجل 41.1 دلار للبرميل، مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط إلى 38.25 دولار للبرميل بزيادة 4.05%.
وعلق فيل فلين، كبير محللي السوق في برايس فيوتشرز جروب، على هذا التحول بأن هناك شعور لدى السوق بأنه تجاوز هبوط يوم الثلاثاء قليلا، خاصة بعد أن تلقى قوة من ارتفاع سوق الأسهم.
وأشار إلى أن أسعار النفط لا تزال منخفضة خلال الأسبوع، نتيجة تعثر الطلب في أجزاء من العالم، وبداية موسم صيانة المصافي، مما يؤثر سلبا على الاستهلاك الذي تراجع بالفعل نتيجة الوباء.
فيما كتب باتريشيا هيمسوورث، المحللة بشركة باراجون جلوبال ماركتس، أن ضعف التعافي في لطلب على النفط يعطي إشارة إلى أن وجود تخمة في الإنتاج، وأن السوق سيتلقى مزيدا من الإمدادات.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA=
جزيرة ام اند امز