كل شيء مسجل وموثق احتفالاتهم، خطبهم، زياراتهم، وعداوتهم. كل الشواهد موثقة ليس من الآن ولا من خريف العرب، بل وقبل ذلك.
لم تعد الأهداف التي عملت عليها قطر سراً في نشر «الخريف العربي» بكل الفوضى والدمار الذي أحدثه، وتحديداً ما يعرف اليوم بنظام الحمدين، -إشارة إلى الأمير السابق ورئيس وزرائه ووزير خارجيته- اللذين ما زالا يتحكمان في المشهد السياسي على طريقة النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة!
من الصعب أن نتخيل كيف الصورة اليوم لو أكمل الحمدان خيالهما المجنون في تدمير العالم العربي، بل والمنطقة والخليج؟ إنه أمر يتجاوز الوصف بالخيانة التاريخية للأمة وشعوبها المنهكة والمتعبة.
ماذا لو نجح تنظيم الحمدين، وصدقنا من جنّدتهم، صدقنا صراخهم ودجلهم وخيانتهم للأوطان وفي رقبتهم بيعة لمرشدهم؟، كل شيء مسجل وموثق، احتفالاتهم، خطبهم، زياراتهم، وعداوتهم. كل الشواهد موثقة ليس من الآن ولا من خريف العرب، بل وقبل ذلك.
لعقدين من الزمن كانت الدوحة منارة لجذب كل القوى المتطرفة، والداعمة لكل الجماعات الإرهابية بالمنطقة، بل ومحرضاً وموجهاً لأصوات التطرف الديني من يغذون الإرهاب ويصمتون عن جرائمه. ندرك اليوم أن هناك الكثير من المفاجآت المعلوماتية بانتظارنا عن خلايا التجسس الخاذلة للوطن والدين، والإشارة إليهم ليست عملية معقدة، أو تتطلب جهداً كبيراً، فقد كشفتهم نشوة التفوق الزائف حينما احتفلوا بزمن الإخوان البائد، وفردوا أجنحتهم واعتقدوا أن النصر الإلهي سيقودهم لحكم في كل المنطقة، حكم سيتشاركون فيه!
نظام الحمدين الذي منح كل العطايا الممكنة من أجل الفوز بمن اعتقد لفترة أنهم مؤثرون في دولهم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، لم يستوعب بعد أن فشلت كل استثماراته «الخبيثة»، وأنه لا عودة للوراء إلا بالاعتراف العلني والتصحيح، وهو ما يقاومه إلى الآن.
الدوحة للأسف كانت ولا تزال حصان طروادة لطهران، فقد كانت خلف مصافحة مرسي أحمدي نجاد، وإدخاله الأزهر، ووقعت الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والسياحية لخنق دول الخليج.. وخلف دعم إيران للحوثيين ولا تزال في خندق حزب الله في لبنان، وعلاقة الحمدين ببشار الأسد معروفة وموثقة.
أين ما تحل إيران أو تحتل أو تعبث في العالم العربي، فإن رأس حربتها الأولى قطر وتحديداً نظام الحمدين. دعم جماعة الإخوان في ليبيا ومصر وفي كل العالم العربي كان بأموال قطرية باستمرار، بما في ذلك دعم رجال دين في المنطقة والخليج تحديداً، وممن يتماهون مع مشروع الدوحة التدميري.
ماذا لو نجح تنظيم الحمدين، وصدقنا من جنّدتهم، صدقنا صراخهم ودجلهم وخيانتهم للأوطان وفي رقبتهم بيعة لمرشدهم؟.
كل شيء مسجل وموثق احتفالاتهم، خطبهم، زياراتهم، وعداوتهم. كل الشواهد موثقة ليس من الآن ولا من خريف العرب، بل وقبل ذلك.
وحين سقطت الخيانة العظمى في مصر لم يتوقف صراخهم، أصبحوا حماة للديمقراطية، أرادوا أن يعكروا العلاقات الخليجية -المصرية، والعلاقات السعودية- المصرية بشكل أكثر تحديداً!
أشعلوا كل الجبهات، وأخرجوا كل عويلهم للعلن، يعرفون أن قوة مصر قوة للعرب، قوة لاستقرار المنطقة، واستقرار أوطانهم التي لا تعنيهم بقدر الجماعة المسمومة.
ماذا لو استمعنا لكذب إعلامهم وفي مقدمته قناة الجزيرة التعبوية، وكل أشكال النفاق والدجل والخبث والتضليل الذي قدمته وتقدمه؟، ماذا لو صدقنا من كانوا يطبّلون لهذه القناة ومن لف لفها وأصبحت هي المصدر؟!
ماذا لو صدقنا هجومهم الشرس على الإعلام السعودي والخليجي الوطني في الداخل والخارج؟ ماذا لو نجحوا في إسقاط الإعلام الذي أسقط مشروع مرشدهم وعشيرتهم وجماعتهم..؟
ماذ لو نصدق اليوم أرجافهم في العلاقات الخليجية القوية والراسخة والإيجابية، وتحدياً محاولاتهم الآن ونهجهم المكشوف، ضد العلاقات السعودية الإمارتية - مثلا..؟
كيف سيكون الحال اليوم لو استمعنا أو صدقنا تلك الأصوات الناعقة الكارهة لوطنها ولم نقف مع وطننا ضدها؟
ببساطة ماذا لو صدقنا كل ذلك الجهد الممتد لعشرين عاما لتدمير كل ما يحقق استقرارنا وأمننا؟
هل لكم أن تتخيّلوا كيف ستكون الصورة اليوم مع نظام الحمدين وأزلامه لو تحقق لهم بعض ما أرادوا.؟!
الحمد لله على نعمة وطن يمسي ويصبح قوياً وفاخراً...
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة