لقد دفع لبنان الثمن منذ اللحظة التي بسط فيها "حزب الله" سيطرته على مفاصل الدولة، وأصبحت البلاد تعيش انقساماً غير مسبوق.
فجع العالم أجمع بخبر انفجار مرفأ بيروت، الذي خلف دمارا أصاب نصف العاصمة اللبنانية، عشرات القتلى ومئات الجرحى في حدث هز العالم الذي سارع إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين جراء الانفجار.
لقد توالت الأزمات على لبنان وشعبه، من أزمة اقتصادية حادة عاشها لبنان لأشهر طويلة كانت نتائجها هبوط قياسي للعملة اللبنانية "الليرة" وضعف اقتصادي عام قارب حد الإفلاس، ولو قمنا بتتبع الحالة اللبنانية قديماً وحديثاً نخرج بنتيحة عنوانها أن لبنان منذ أن وضعت إيران فيه "حزب الله" الإرهابي ذراعا لها تدعمه بكل أنواع السلاح ويكون خارج سلطة القانون، و لبنان يعيش مرحلة انعدام الاستقرار.
أصبح لبنان بوجود "حزب الله" الإرهابي التابع لإيران مسرحاً للحرب بالوكالة بينه وبين وإسرائيل، ومن يدفع الثمن هو لبنان وشعبه، وقد عانى الشعب اللبناني الأمرين جراء تحكم "حزب الله" بمفاصل الدولة، ناهيك عن كمية السلاح التي يخزنها في مواقع مدنية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
حسب التحقيقات الأولية بانفجار المرفأ، تشير النتائج إلى انفجار آلاف الأطنان من "نترات الأمونيوم" التي كانت مخزنة في إحدى عنابر الميناء، السؤال هنا لماذا يخزن حزب الله كل هذه الكميات في مكان مدني؟ هل أرواح الشعب اللبناني أصبحت رخيصة إلى هذه الدرجة؟، و إلى متى والجيش والكتل السياسية في لبنان تصمت عن مطالبة "حزب الله" بتسليم سلاحه إلى الدولة؟
لقد دفع لبنان الثمن منذ اللحظة التي بسط فيها "حزب الله" سيطرته على مفاصل الدولة، وأصبحت البلاد تعيش انقساماً غير مسبوق بين أطيافها انعكس على دور لبنان عربياً، حيث أصبح صوت لبنان السياسي يتبع توجه إيران. وسابقاً عند الهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية بالمملكة العربية السعودية كان الرد اللبناني الرسمي عبر وزير خارجية لبنان رفض إدانة أو استنكار هذا الهجوم، والشواهد كثر للمواقف الرسمية اللبنانية برفض أي إدانة ضد إيران أو "حزب الله" بالجامعة العربية، واتباع سياسية النأي بالنفس، مثل هذه المواقف غير المسؤولة والتي لا تتماشى من الحجم الهائل من الدعم السعودي إلى لبنان وشعبه على مدار عقود طويلة، قد تكلف لبنان خسارة حليف داعم له مثل المملكة العربية السعودية.
إن ما يحدث في لبنان حالياً ينذر بمستقبل قاتم، مستقبل لا يرى النور، وذلك كنتيجة طبيعية لكل ما يعيشه لبنان من مشاكل بوجود "حزب الله" الذي أصبح الحاكم. مضت أيام حتى الآن على الانفجار، وسارعت فرنسا بالدعوة لمؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار ما خلفه الانفجار من أضرار في بيروت، ومما لا شك فيه أن لبنان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة على أن تكون على شكل مواد عينية، طبية، أو غذائية، لكن تبقى الخشية من أن يستفرد بها " حزب الله "ويستغلها، وبذلك نساعد في استمرار وجوده كالورم الخبيث الذي جلب إلى لبنان وشعبه ويلات الحروب والدمار.
الكرة الآن في ملعب الشعب اللبناني والذي يفترض به أن يقول كلمته بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني، كي لا يكون لبنان مسرحاً لحروب بالوكالة لا ناقة ولا جمل له فيها، حيث لم يبق للشعب اللبناني شيء لم يخسره، اقتصاده وصل حد الإفلاس، ومستوى الفقر ارتفع بشكل مخيف، ليأتي انفجار بيروت ليكمل الناقص، إن لم يكن هناك مطالبة شعبية بشكل حازم لتفكيك سلاح" حزب الله" سوف تستمر حالة عدم الاستقرار وضعف الاقتصاد وربما حرب قادمة، ومن يدفع الثمن إلا الشعب اللبناني؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة