المشروع الإخواني يسعى لتنفيذ خططه التي تتضمن "ربيعاً" عربياً إسلامياً جديداً أوسع وأشد خطورة هذه المرة من سابقه.
عندما نتحدث عن استشراس أردوغان وتكالب مرتزقته على الموارد الطبيعية وخاصة النفطية منها في ليبيا وقبلها في سوريا، وحتى في مصر عبر الصحراء الغربية وسيناء، وصولاً إلى اليمن والصومال، وأرمينيا وأذربيجان، فإننا نعلم يقيناً ما تخفيه هذه الهجمة من تركيز استراتيجي بالنسبة لتنظيم الإخوان على مدّ عروق بنيتهم العالمية الإرهابية بجرعات دم وأوكسجين تحتاجه لتستكمل مشروعها التآمري على الدول وشعوبها في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي.
فالمشروع الإخواني يسعى لتنفيذ خططه التي تتضمن "ربيعاً" عربياً إسلامياً جديداً أوسع وأشد خطورة هذه المرة من سابقه، حيث يرى هذا المشروع أنه استفاد من أخطائه السابقة بالانكشاف العلني كسلطة حاكمة وتنظيم قمعي إرهابي ومشاريع دولية وارتباطات مشبوهة، عبر سرقة منجزات الحركة الشعبية في كثير من الدول، والاستيلاء على السلطة في غفلة من القوى الجماهيرية الحية والتي مارس الإخوان بحقها أقسى أنواع القمع في ظل الحكم القصير الذي تولوه في العديد من البلدان، في الوقت الذي مارسوا فيه كل أنواع التآمر السياسي مع الأعداء التاريخيين لشعوبهم، كما حدث مع إخوان مصر ومرسي في إفراجهم عن نزلاء السجون من المجرمين والإرهابيين، وتحالفهم الوثيق مع إرهابيي سيناء وسليماني والقاعدة.
إذن، فالدرس الذي تعلّمه الإخوان من تجربتهم خلال "ربيعهم" المزعوم، يتطلب منهم اليوم أن يتسللوا من الباب الخلفي للدول والمجتمعات، وأن ينفذوا استراتيجية الثعلب المسكين في دخول بيت الدجاج، وهم يعلمون أن العمل الخيري هو غطاؤهم الأجدى وستارهم الأمثل، وخاصة في حالات شعوب أنهكها الجوع، وأنظمة أفلسها الفساد وسلطات أفسدتها المصالح الفردية وجعلتها في موقف معادٍ للمحكومين ومطالبهم البسيطة في العيش الكريم.
اليوم نشهد دخول الأتراك بقوة في مجال العمل الإغاثي الخارجي، وفي المنطقة العربية خصوصاً، مع أننا نعلم أن أداءهم في الخارج لن يكون أفضل حالاً من أدائهم في الداخل التركي، والفضيحة التي أثارها حزب العدالة والتنمية بضمه المواطنين الذين حصلوا على حزم الدعم الاجتماعي لمواجهة آثار وباء كورونا ضمن قاعدة بيانات الحزب.
وهذه الفضيحة تمثّل درساً واقعياً نقرأ من خلاله عبرة أكذوبة العمل الخيري التركي، "ومن غشّنا فليس منا"، فكيف إذا كان الغشّ وهماً احتلالياً وغزواً مكشوفاً وسرقة لمقدرات الأوطان والإنسان؟، وكيف إذا كان الغشّ تلاعباً بأسمى قيم التكافل والتعاون الإنساني وأعمق مشاعر التكاتف الإيماني بين الإنسان وأخيه الإنسان؟.
إنها مهزلة حكم أردوغان، وديدن سياسات الإخوان، فالفقراء المساكين المستفيدين من فُتات خبز أردوغان، سيكون مطلوباً منهم عاجلاً وليس آجلاً، الانخراط في جيوش مرتزقة السلطان التركي، والولاء لنعمته عليهم، مهما كانت شحيحة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة