بعد صفقة «إيرباص» و«توتال».. ما هو الوقود المستدام؟

يتزايد الحديث عن الوقود المستدام الذي بدأ تشغيله في الرحلات الجوية بالفعل.، فما الوقود المستدام؟ وما أهميته لمواجهة تغير المناخ؟

أعلنت شركة "إيرباص" عملاق تصنيع الطائرات الأوروبية، وشركة الطاقة الفرنسية "توتال إنيرجيز"، أمس الأربعاء، أنهما بصدد إقامة شراكة استراتيجية بينهما في مجال استخدام وقود الطيران المستدام. فما هو هذا الوقود؟

وفقا لموقع "إياتا", اتحاد النقل الجوي الدولي, فإن وقود الطيران المستدام (SAF) هو وقود سائل يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النقل الجوي بنسبة تصل إلى 80%، ويمكن إنتاجه من عدد من المصادر (المواد الأولية) بما في ذلك نفايات الزيوت والدهون والنفايات الخضراء والمحاصيل غير الغذائية.

ويتم مزج هذا الوقود بمستويات مختلفة تتراوح بين 10% إلى 50%، اعتمادا على المادة الخام وكيفية إنتاج الوقود.

• صناعة الوقود الأخضر من الفحم.. سيناريو عجيب ينسف هموم تغير المناخ

كما يمكن أيضا إنتاجه صناعيا عبر عملية تلتقط الكربون مباشرة من الهواء عبر الكتلة الحيوية المستخدمة في المواد الخام ثم يعاد تدويره مرة أخرى.

ووفقا للمنظمة "إيكاو"، منظمة الطيران المدني الدولي، فقد استخدمت هذا الوقود أكثر من 360 ألف رحلة جوية تجارية في 46 مطارا مختلفا، تركز معظمها في الولايات المتحدة وأوروبا.

ويمثل الطيران 2% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان، و12% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن وسائل النقل في جميع أنحاء العالم.

أهداف طموحة

وتم وضع خطة لخفض الكربون وخفضه في الطيران الدولي من قبل منظمة الطيران المدني الدولي، بهدف وضع حد لصافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطيران من مستويات عام 2020 حتى عام 2035، وقد وضعت صناعة الطيران الدولية هدفًا طموحًا للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050. 

ويقدم الوقود الجديد أفضل فرصة على المدى القريب لتحقيق هذه الأهداف، حيث يجمع التحدي الكبير لوقود الطيران المستدام، الذي تم الإعلان عنه في عام 2021، بين وكالات فيدرالية متعددة بغرض توسيع الاستهلاك المحلي إلى 3 مليارات غالون في عام 2030 و35 مليار غالون في عام 2050.

وبحسب "إياتا" فإن وقود الطيران المستدام يمكن أن يسهم بنحو 65% من خفض الانبعاثات التي يحتاجها الطيران للوصول إلى صافي الصفر في عام 2050، وسيتطلب هذا زيادة هائلة في الإنتاج من أجل تلبية الطلب، ومن المتوقع أن يحدث أكبر تسارع في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين عندما يصبح دعم السياسات عالميا، ويصبح الوقود المستدام قادرا على المنافسة مع الكيروسين الأحفوري.

الفوائد

ويوفر الوقود الحيوي الهيدروكربوني المتجدد العديد من الفوائد، أبرزها توافق المحرك والبنية التحتية الحالية، حيث يمكن استخدامه مع المحرك الحالي للطائرات المدنية التقليدي، كما تشمل الفوائد أيضا انبعاثات أقل، بالمقارنة مع وقود الطائرات التقليدي، حيث يتمتع الوقود الجديد بالقدرة على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 94% اعتمادا على المواد الخام المستخدمة في تصنيعه.

ولا يزال إنتاج وقود الطيران المستدام في مراحله الأولى، مع اثنين من المنتجين التجاريين المعروفين، حيث بدأت شركة ورلد إنيرجي إنتاجه في عام 2016 في منشآتها في باراماونت بولاية كاليفورنيا، وتوفر الوقود لمطار لوس أنجلوس الدولي ومطار أونتاريو الدولي، كما بدأت شركة نستلة في توريد وقود الطيران المستدام إلى مطار سان فرانسيسكو الدولي في عام 2020. 

وشهد عام 2021 إدخال وقود الطيران المستدام إلى مطار تيلوريد الإقليمي ومطار مقاطعة أسبن ويتكون، وكلاهما في ولاية كولورادو وتوسع استخدام وقود الطيران المستدام لتشمل مطارات إضافية في كاليفورنيا.

وتقوم وكالة حماية البيئة بجمع بيانات الوقود المتجدد كجزء من معيار الوقود المستدام، وتظهر بيانات وكالة حماية البيئة أنه تم استهلاك ما يقرب من 5 ملايين غالون من هذا الوقود في عام 2021، وأكثر من 14 مليون غالون في عام 2022. 

ومن المتوقع أن يبدأ المزيد من المنتجين الإنتاج في السنوات القادمة، وقد وقعت العديد من شركات الطيران اتفاقيات مع منتجي وقود الطيران المستدام الحاليين والمستقبليين لاستخدام مئات الملايين من الغالونات من هذا الوقود.

مسارات تقنية متعددة للإنتاج

وهناك مسارات تقنية متعددة لإنتاج الوقود المعتمد من قبل الجمعية الأمريكية لاختبار المواد، ويتم وضع معايير المزج بناءً على هذه المسارات، وتحدد المواصفات القياسية لوقود توربينات الطيران المحتوي على الهيدروكربونات المركبة معايير جودة الوقود لوقود الطائرات غير النفطية وتحدد أنواع الوقود المعتمد على وقود الطيران المستدام والنسبة المسموح بها.

وتسمح المواصفات القياسية لوقود توربينات الطيران المعالجة المشتركة للمواد الأولية للكتلة الحيوية في مصفاة البترول مع معدلات مزج تصل إلى 5%، ويتم تحديث المعايير من قبل الجمعية الأمريكية لاختبار المواد بشكل مستمر للسماح بالتقدم في التكنولوجيا لإنتاج وقود الطيران المستدام، وتوفر مراجعة وقود الطيران المستدام للمسارات الفنية التي تجريها وزارة الطاقة تفاصيل حول مسارات إنتاج وقود الطيران المستدام المختلفة.