حصاد القمح في توشكى.. مصر تكشف عن سلة غذاء المستقبل
استعرضت مصر اليوم خطتها لتأمين محصول القمح الاستراتيجي، حيث تستهدف زراعة 1.2 مليون فدان بإجمالي إنتاجية 3 ملايين طن قمح.
وتابع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدء حصاد موسم القمح في منطقة توشكى، فجر اليوم الخميس، حيث شهد بدء تحرك المعدات في توشكى لبدء عملية الحصاد.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي تفقد، اليوم الخميس، منطقة توشكى بجنوب الوادي بمحافظة أسوان، وشهد بدء موسم حصاد القمح بالأراضي الزراعية بتوشكى.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن مشروع توشكى يعد الأكبر من نوعه في قطاع الاستصلاح الزراعي في الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التي نجحت مصر بتوجيهات الرئيس في إعادة الحياة لها بحل كل المشاكل التي كانت تعوق المشروع عن تحقيق مستهدفاته، وكذلك توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحه، وهو الأمر الذي تطلب القيام بحجم أعمال هائل في كل جوانب ومكونات المشروع للنهوض به، سواء على الجانب الإنشائي والبنية الأساسية، أو الفني، أو ما يتعلق بتوفير مياه الري ومصادر الطاقة، وكذلك إنشاء المحاور لربط المشروع بشبكة الطرق القومية، وتوفير الموارد المالية لكل تلك العناصر.
وقال وزير الزراعة المصري السيد القصير، إن "ملف الأمن الغذائي مرتبط بالأمن القومي والإقليمي، موضحا أنه "أصبح سلاحا في يد الدول المنتجة".
وأضاف, في كلمته خلال افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشروع توشكى بجنوب الوادي، أن "دول العالم المختلفة مرت بأزمات اقتصادية عدة لا سيما جائحة كورونا مرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية".
وأكد أن "ملف الأمن الغذائي مرتبط بالأمن القومي والإقليمي"، متابعا "أنه أصبح سلاحا في يد الدول المنتجة"، لافتا إلى أن "قطاع الزراعة يساهم بنسبة 15% في الناتج المحلي".
وواصل أن هناك عددا من السلع والمنتجات التي استطاعت مصر أن تصل للاكتفاء الذاتي منها: "حققنا الاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل الزراعية".
خطة مصر لتأمين القمح
وقال اللواء أركان حرب وليد حسين أبوالمجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، "نحن اليوم نحصد ما غرزته أيدينا في بداية موسم الحصاد لهذه السلعة الاستراتيجية التي تحظى بعناية كبيرة وأهمية قصوى لدى مصر، التي خطت خطوات كبيرة نحو العمل على زيادة المساحات المنزرعة بها والاعتماد بشكل متزايد على ما تخرجه لنا أرض مصر الطيبة من نواتج هذا المحصول الاستراتيجي".
سلة غذاء المستقبل
وأضاف أنه تم استصلاح وزراعة 220 ألف فدان من محصول القمح في كل من توشكى والعوينات والفرافرة وعين دالة بإجمالي إنتاجية مستهدفة تصل إلى 550 ألف طن، تخزن بصوامع وزارة التموين والتجارة الداخلية وشركة سايو فودز، ونتطلع خلال العام الجاري والعام المقبل إلى استصلاح وزراعة 530 ألف فدان إضافية ضمن المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع توشكى بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والجهات المعنية بالدولة، ليصبح الإجمالي 750 ألف فدان بمتوسط إنتاجية 2 مليون طن، وذلك طبقا لأقصى مقنن مائي بالمنطقة، وفي المستقبل القريب يتم إضافة 400 ألف فدان بمنطقة الضبعة ضمن مشروع الدلتا الجديدة، ليصبح الإجمالي العام 1.2 مليون فدان بإجمالي إنتاجية مستهدفة 3 ملايين طن قمح.
ماذا بعد الأزمة الأوكرانية؟.. مفاوضات مع 4 دول
وأكدت وزارة التموين المصرية هذا الأسبوع أنها تدرس هذا الشهر إضافة الهند إلى 16 منشأ آخر لاستيراد القمح تقبلها الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي، في الوقت الذي تسعى فيه مصر لدعم مشترياتها التي تعطلت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال وزير التموين المصري علي المصيلحي، إن بلاده تجري محادثات مع فرنسا، والأرجنتين والهند والولايات المتحدة بشأن واردات قمح في المستقبل، موضحا أنها ليست في عجلة من أمرها للشراء في الوقت الراهن.
ويواصل الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من القمح الانخفاض عن مستوياته المعتادة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وأعلن مجلس الوزراء الأسبوع الماضي أن الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من القمح يكفي لمدة 2.6 شهر، بانخفاض عن الاحتياطيات المسجلة في أوائل مارس/آذار والتي كانت تكفي لمدة أربعة أشهر.
وتسلمت مصر جميع الشحنات المتراكمة من القمح الروسي في مارس/آذار الماضي، إلا أن الموانئ المحاصرة في أوكرانيا تعني أن هناك القليل من شحنات القمح التي ستتمكن من الخروج. وكان البلدان يوفران معا نحو 80% من واردات مصر من القمح قبل اندلاع الحرب.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قيمة واردات مصر من القمح سجلت 2,4 مليار دولار خلال الـ 11 شهرا الأولى من العام الماضي 2021 مقابل 2,9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2020، بنسبة انخفاض قدرها 16,2%.
وبلغت كمية واردات مصر من القمح 6,1 مليون طن خلال الـ 11 شهرًا الأولى من عام 2021 مقابل 11,8 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2020، بنسبة انخفاض قدرها 48,4%.
أزمة القمح العالمية
يواجه الاقتصاد العالمي الذي لم يتعافَ بعد من أزمة وباء كوفيد-19، تهديد الحرب في أوكرانيا والارتفاع الحاد في أسعار المواد الأولية، وارتفاع أسعار القمح التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 14 عاما خلال الأسبوع الماضي.
وتتنامى المخاوف من نقص الغذاء بعدما تعددت قرارات حظر تصدير القمح، حيث فرضت الحكومة الأوكرانية قيودًا على تصدير بعض المنتجات الزراعية في العام 2022 في ظل الحرب الروسية، وفقا لوكالة "انترفاكس-أوكرانيا" للأنباء.
وفرضت روسيا، التي تنتج أكثر من 11% من القمح في العالم، قيود على صادرات القمح والشعير والشوفان وحبوب أخرى.
وتُصدر روسيا وأوكرانيا ما يقارب ربع احتياجات العالم من القمح، بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، حيث يشكل إنتاج روسيا وأوكرانيا من القمح نحو 14% من الإنتاج العالمي وتمثل صادراتهما ثلث نظيرتها العالمية للقمح، وفي 2019 بلغت حصة البلدين من الصادرات العالمية نحو 25%.
وتشير الأرقام إلى أن الدول العربية بشكل عام، تحصل على ما نسبته 25% من صادرات القمح العالمية، فيما تستورد مجتمعة 60% من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا؛ نظرا لسعرها المنخفض في البلدين، إضافة إلى فرنسا ورومانيا.
ودول شمال أفريقيا وبينها المغرب وتونس والجزائر من أكبر مستوردي القمح، حيث يعتمد المغرب على روسيا في توفير 10.5% من احتياجاته من القمح، في حين يحصل من أوكرانيا على نسبة 19.5%، أما تونس فتحصل على نصف وارداتها من القمح تقريبا من أوكرانيا.
لماذا توشكى لتأمين القمح؟
قال اللواء سامي توفيق رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، إن زراعات القمح في مزارع توشكى تقام على مساحة 90 ألف فدان، من بينها 64 ألف فدان قمح، فضلًا عن إضافة 270 ألف فدان في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بمشروع الريف المصري.
وأوضح اللواء سامي توفيق أن إجمالي المساحة التي سيتم زراعتها في توشكى ستبلغ 300 ألف فدان في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرًا إلى أن المساحة الإجمالية في شرق العوينات ستبلغ 180 ألف فدان، تم زراعة 45 ألف فدان منها هذا العام، ومن المقرر إقامة محطة غربلة وتقاوي تحت إشراف وزارة الزراعة بهدف توفير 70 مليون جنيه.
معلومات عن توشكى
- يعد مشروع توشكي الخير مستقبلا للشباب للجيل الحالي والأجيال القادمة.
- يستهدف استصلاح واستزراع الأراضي بمساحة تبلغ 540 ألف فدان قابلة للزيادة في المستقبل.
- يشمل مشروع توشكى الخير زراعات تجميلية حول شجر النخيل، والتي من أبرزها: الكركدية، الشعير، العصفور، الفلفل الأخضر، وغيرها من المحاصيل.
- تساهم هذه الإنشاءات والمشروعات في توفير عدد كبير من فرص العمل للشباب في صعيد مصر.
- بالنسبة للأراضي المستصلحة حيث إنها ستكون مخصصة لزراعة محاصيل استراتيجية أبرزها القمح، ما يستهدف سد الفجوة الغذائية والوصول الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول بالغ الأهمية.