جنون أسعار القمح.. هل يفجر فقاعة "ذعر الغذاء"؟
أصبحت أسعار الحبوب والبذور الزيتية موضع تركيز حاد مع ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية.
وفاقم من تلك المشكلة أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تعد كلتا الدولتين موطنا للعديد من تلك الحبوب.
ترقب للأسعار
ولعل أبرز تلك الحبوب التي تترقب أسعارها ملايين الأسر حول العالم هو القمح، الذي ظل على مدار آلاف الأعوام يسيطر على سلة غذاء الإنسان مستفيدا من وفرة إنتاجه وتكلفته المعقولة على موائد الغالبية العظمى من البشر.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية حتى الجمعة الماضي 11 مارس/آذار، قفزت أسعار القمح بنحو 29.18% لتتخطى 11 دولارا للبوشل، وهو رقم أكبر بنحو الضعف من سعر القمح في نفس الفترة من العام الماضي عندما راوح 6 دولارات للبوشل.
وحتى قبل الحرب، كان القمح آخذا في الارتفاع بالتوازي مع سلع غذائية أخرى بسبب أزمة سلاسل الإمداد، إذا تقدر نسبة ارتفاع سعر القمح منذ بداية العام وحتى يوم الجمعة الماضي بأكثر من 35%.
ارتفاعات أخرى
ومن المتوقع أن يشهد القمح ارتفاعات أخرى كبيرة في ظل توجه العديد من الدول المنتجة لحظر التصدير في ظل الحرب، فضلا عن المزيد من التداعيات التي تهدد سلاسل الإنتاج.
ورغم تعهد الولايات المتحدة بتوفير بدائل للقمح الروسي من خلال إنتاجها الوفير من القمح إلا أن العديد من الخبراء شككوا في إمكانية أن يوفر القمح الأمريكي بديلا ناجعا لنظيره الروسي.
وفي هذا الإطار قالت جاكلين هولاند، المحللة في فارم فيوتشرز، في منشور على مدونة: "حتى مع فائض إمدادات القمح المتاحة للتصدير، من غير المرجح أن تجعل الأسعار المرتفعة وتكاليف الشحن من القمح الأمريكي بديلاً جذابًا للمشترين في البحر الأسود".
وأنهى قمح شيكاغو الأسبوع منخفضًا بنسبة 8.4٪، وهو أكبر انخفاض منذ 2014، بعد أن صعد إلى أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الثلاثاء وسط مخاوف من أن يؤدي غزو أوكرانيا إلى نقص حاد في الحبوب على مستوى العالم.
وتمثل منطقة البحر الأسود ربع إمدادات العالم من القمح وخمس الذرة والجزء الأكبر من زيت عباد الشمس.
بدائل أخرى
ويخشى الخبراء من أن مواصلة ارتفاع أسعار القمح في ظل موجة التضخم التي يشهدها العالم من أن يفجر موجات ذعر حول العالم بسبب المخاوف من قدرة العديد من الأسر في توفير الغذاء الأساسي لها وبالتالي حدوث حالة من عدم الاستقرار خاصة في الدول الفقيرة.
وهو ما جعل العديد من الدول من بينها مصر والتي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم تسعى لإيجاد بدائل للقمح.
ويتطلع العالم إلى لبديل مثل الكينوا ليكون البديل الأساسي للقمح، حيث يعد من المحاصيل الهامة التي يمكن أن تقوم عليها عدد كبير من الصناعات الغذائية، وبالفعل أدخل مركز البحوث الزراعية في مصر محصول الكينوا عام 2005، وتمت زراعته بمدينة نويبع في محافظة جنوب سيناء كمحصول غذائي يساهم في تقليل الفجوة الغذائية.
وأدرجت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، الكينوا ضمن المحاصيل الرئيسية التي ستلعب دورا هاما في ضمان تحقيق الأمن الغذائي خلال القرن الـ21، وذلك نظرا لما له من قيمة غذائية مرتفعة ومقاومته الشديدة للظروف المناخية المعاكسة، يتميز بتحمله للجفاف والملوحة وينمو بنجاح في الأراضي الرملية الجديدة.
وحذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي من أن الارتفاع القياسي في تكاليف الغذاء العالمية قد يقفز بنسبة 22٪ أخرى حيث يؤدي هجوم روسيا على أوكرانيا إلى خنق التجارة وخفض المحاصيل في المستقبل.
وكانت العقود الآجلة للذرة يوم الجمعة الماضي قد توجت أطول مسيرة ارتفاع أسبوعية لها منذ مايو/أيار الماضي، حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى تهميش الإمدادات وترك المشترين يتجهون إلى أماكن أخرى بحثًا عن الحبوب.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز