الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعبير واضح، ودلالة صريحة على المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومؤشر على ثقلها السياسي والاقتصادي والإنساني، وكونا منبراً للسلام وحامية لحقوق الإنسان ومدافعة عن القيم الإنسانية الخيرة، ومعززة للمساعي التي من شأنها أن تجعل العالم أكثر سلاماً واستقراراً ونماء ورخاءً.
إن إشراقات البهاء والشرف والرفعة والوقار التي تجلت على قامة رئيس الدولة أثناء زيارته، والاحتفالية الفائقة والاهتمام وحسن الاستقبال لمقدمه إلى الولايات المتحدة، من أعلى قيادات الدولة العظمى مصدر فخر واعتزاز لنا بهذا القائد والوالد وسليل العز والمجد رئيس الدولة حفظه الله، وإنها لدلالات تؤكد التأثير العالمي الذي يحمله قائدنا أينما رحل وارتحل وحل، فحيث يحل (أبوخالد) يشرق الخير وترتفع مقامات السلام والمحبة والتعاون، والعمل الدائب من أجل سلام العالم واستقراره وصون مصالح شعوبه.
لقد حملت زيارة رئيس الدولة المميزة والتاريخية إلى الولايات المتحدة أكثر من دلالة، ولعل أهمها تأكيد الدور الفعال لدولة الإمارات على الساحة السياسية والاقتصادية والاستثمارية، ودفع عجلة العلم والتطور التكنولوجي والصناعي وتجاوز حدود الفضاء، ناهيك عن الفكر البناء الذي تحمله السياسة الإماراتية تجاه العالم من خلال سعيها المستمر نحو ردم جميع الخلافات بين الشعوب والدول، وتأسيس منبر للسلام يحكم العالم وفقاً للمصالح المشتركة والتعاون والاحترام المتبادل وإحقاق حقوق الشعوب، وترسيخ قيم الإنسانية عبر آلاف المبادرات التي رعتها وتبنتها الإمارات لغوث الشعوب وتنمية مواردها وتحسين جودة حياتها.
أكدت زيارة رئيس الدولة للدولة العظمى أن الإمارات وفية دائما لعلاقاتها الاستراتيجية المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مروراً بعهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله"، هي سياسة لا تقوم على مصالح محدودة بل تسمو لتؤكد أن قيم الإمارات ممتدة ومستدامة، وأكبر دليل على ذلك حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على لقاء الرؤساء السابقين مثل جورج بوش الابن واتصاله للاطمئنان على الرئيس الأسبق بيل كلينتون واتصاله كذلك بعائلة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، كل هذه المبادرات تؤكد عمق العلاقات القائمة على المحبة والصداقة، مع انتفاء المصالح وهي أسمى وأرقى صيغ العلاقات وهذا هو شأن الإمارات وهذه هي قيم قيادتها الرفيعة وأخلاقيات قائدنا ووالدنا المؤزر بنصر الله وتأييده رئيس الدولة (حفظه الله).
عندما يكون القائد بمرتبة الوالد فالأمر يختلف تماماً وعندما يكون الزعيم بمقام الراعي والحاني والقلب الكبير فالأمر أسمى أن يوصف، هذه المشهدية التي فارت دموعنا ومشاعرنا فخراً وعزاً وفرحاً بها عندما التقى الوالد القائد أبناءه وبناته المقيمين في مستشفيات أمريكا للعلاج وضمهم إلى صدره الرحيم، كانت مشهدية لا تفيها الكلمات حق الإجلال والعظمة والمشاعر التي فاضت فبعثت الأمل والسلام والطمأنينة في قلوب أبنائنا وبناتنا هناك وأهاليهم، وكانت رسالة من الوالد القائد أننا معكم أينما تكونوا وأنكم لا تغادرون حضننا مهما تباعدت المسافات وأنكم في أحداق العيون نرعاكم، ونعمل من أجل أن تبقوا في أسعد حالاتكم، هكذا الأمر عندما ينجح القائد ويتفوق مع مرتبة الشرف في أن يكون إنساناً سامي المشاعر ـ ووالداً واسع الحضن دافئ الطوية حاني القلب.
لقد بث قائد الوطن رسالة واضحة لأبناء الطلبة المبتعثين للدراسة في أمريكا مفادها، أنهم الطاقة للمضي نحو المستقبل وأنهم الاستثمار الناجح المتسدام الذي يعول الوطن على عطاءاته وقدرته على حمل راية التنمية والتقدم، والسير بالإمارات إلى حيث تستحق من الأمجاد والمشاركة في دفع عجلة التنمية البشرية والإنسانية من الرمال إلى الفضاء لخير البشرية وسلامها.
ولعل من أبرز تجليات زيارة الوالد القائد (حفظه الله) تأكيده لكل إماراتي مقيم في الولايات المتحدة وفي أي مكان من العالم أن كل إماراتي في أي بقعة من العالم هو سفير شرف ووجه للإنسانية وممثل لقيم الوطن ومرآة تعكس تاريخنا وأصالتنا وقيمنا العليا، وهي أمانة وضعها القائد في أعناق كل أبناء الإمارات وبناته، ويا له من شرف كبير ومسؤولية أكبر للحفاظ على سمعة الإمارات ومكانتها وأخلاقياتها وتسامحها وتعايشها مع كل الأطياف والاتجاهات.
الزيارة التاريخية لرئيس الدولة تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات والتعاون المشترك النابع من ثقل وقوة وإمكانات الدولتين، وحكمة قيادتيهما وحرصهما على تعزيز الشراكات سواء على صعيد توحيد الرؤى السياسية لمعالجة مختلف القضايا الملتهبة على مستوى المنطقة والعالم أو على صعيد ترسيخ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ـ أو من خلال بناء منظومة من التعاون تهدف إلى دفع عجلة التطور العلمي والتكنولوجي واقتحام الفضاء، وتأكيد دور الإمارات كلاعب مؤثر وأساسي في تطوير القدرات التكنولوجية على كافة الصعد واستثمارها من أجل خير البشرية، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي وتوظيف التقنيات من أجل الارتقاء بجودة الحياة وتثبيت دعائم الاستقرار والتنمية الشاملة التي توفر للمواطنين كل أسباب الرفاه والنماء والسعادة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة