الدول الأكثر جذبا للاستثمار في الطاقة المتجددة.. سباق لا يتوقف
شهد عام 2020 نموا قويا في حجم الطاقة المتجددة، بعد أن أُضيفت طاقات قدرها 220 جيجاواط، بزيادة نسبتها 50%.
واعتبارا من ديسمبر 2020، تحتل الولايات المتحدة الأمريكية صدارة الدول الأكثر جذبا للاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقرير بحثي أصدرته شركة آي أتس إس ماركيت.
وبحسب التقرير فإن المصادر المتجددة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح، وتم تناول 7 فئات، تشمل إطار السياسة الحالي، وأساسيات السوق ومدى ملاءمة المستثمرين، واستعداد البنية التحتية، ومخاطر الإيرادات وتوقعات العائد، وسهولة المنافسة وحجم الفرصة لكل سوق.
ويحظى ملف الطاقة المتجددة في السوق الأمريكي بدعم كبير من الرئيس جو بايدن، حيث أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية، في مارس/آذار الماضي، أنها سوف تدعم التحول للطاقة النظيفة بـ 40 مليار دولار قروضا، في أول خطوة لوفاء جو بايدن بوعده.
وقالت جنيفر جرانهولم، وزيرة الطاقة الأمريكية، إنها مستعدة لاستخدام 40 مليار دولار في مكتب برامج القروض بالوزارة لم تُستخدم خلال السنوات الأربع الماضية لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة.
وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية من حيث الجاذبية الاستثمارية، لتسبق الصين التي حلت في المركز الثالث، وإن كانت تعد بكين أكبر أسواق الطاقة المتجددة في العالم بقدرة 136 جيجاوات العام الماضي مع توليد 72 جيجاوات من طاقة الرياح و49 جيجاوات من الطاقة الشمسية في 2020.
وجاءت كل من فرنسا وإسبانيا في المرتبة الرابعة والخامسة على الترتيب بفضل أساسيات السوق القوية المدعومة بمستهدفات طويلة الأجل للطاقة النظيفة، ما ساعدهما على جذب شركات دولية للاستثمار في صناعة الطاقة المتجددة في البلاد.
واحتلت الهند المرتبة السادسة والتي تعد سوقا كبيرا وهدفا للشركات العالمية ومنها شركة توتال الفرنسية التي أعلنت هذا العام عن تنفيذ صفقة استحواذ في البلاد مقابل 2.5 مليار دولار بمجال الطاقة المتجددة.
بينما جاءت كل من أستراليا واليابان في المرتبة السابعة والثامنة على التوالي، وحلت هولندا في المركز التاسع، لتسبق البرازيل التي تذيلت قائمة الدول العشرة الأكثر جذبا لاستثمارات الطاقة المتجددة.
وعلق إندرا موخيرجي، محلل تكنولوجيا الطاقة النظيفة العالمية ومصادر الطاقة المتجددة لدى شركة آي إتش إس ماركيت، بأن الانتقال المستمر إلى الشراء التنافسي والحاجة المتزايدة إلى الطاقة المتجددة دفع المستثمرين للنظر إلى أبعد من مجرد الحوافز المالية والتركيز على العوامل بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي وتحرير السوق والود مع المستثمرين.
مؤشرات قياسية
حققت القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة التي أضيفت عالميا خلال 2020، مستويات قياسية وتخطت جميع القيم المسجلة والتقديرات السابقة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في بيانات جديدة: "فعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عالميا تمت إضافة أكثر من 260 جيجاوات من الطاقة المتجددة عالميا عام 2020 ما يشكل زيادة بنسبة 50% تقريبا عن الإضافة المسجلة في عام 2019 ".
وأوضحت "آيرينا" في تقريرها الإحصائي أن حصة الطاقة المتجددة ارتفعت بشكل كبير للسنة الثانية على التوالي لتشكل أكثر من 80% من إجمالي القدرة الإنتاجية الجديدة للطاقة في العام الماضي، وساهمت طاقتا الشمس والرياح بنسبة 91% من هذا النمو.
وأرجعت ارتفاع حصة الطاقة المتجددة إلى تراجع أنشطة توليد طاقة الوقود الأحفوري في أوروبا وأمريكا الشمالية، وللمرة الأولى في مناطق مختلفة من أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وروسيا وتركيا، فيما استمر تراجع استخدام الوقود الأحفوري مع انخفاض مساهمته من 64 جيجاواط في عام 2019 إلى 60 جيجاواط في عام 2020.
وفي نهاية عام 2020، وصلت القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى 2799 جيجاواط مع استئثار الطاقة الكهرومائية بالحصة الأكبر "1211 جيجاوات" ومواصلة النمو السريع في إنتاج طاقتي الشمس والرياح.. و سيطر هذان المصدران على توسع القدرة الإنتاجية المركبة في عام 2020 بمقدار 127 جيجاواط للطاقة الشمسية و111 جيجاواط لطاقة الرياح.
وحلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية في صدارة أسواق النمو لعام 2020 بعدما أضافت الصين التي تعد أكبر أسواق الطاقة المتجددة في العالم 136 جيجاواط العام الماضي مع توليد 72 جيجاواط من طاقة الرياح و49 جيجاواط من الطاقة الشمسية.
في حين أضافت الولايات المتحدة الأمريكية 29 جيجاواط من الطاقة المتجددة المركبة العام الماضي بزيادة قدرها 80% تقريبا عن عام 2019، ويشمل ذلك 15 جيجاواط من الطاقة الشمسية ونحو 14 جيجاوط من طاقة الرياح.
واستمرت وتيرة النمو المضطرد في أفريقيا مع تسجيل زيادة بواقع 2.6 جيجاواط وهو ما يعد أعلى قليلا من إنتاجها لعام 2019 و بقيت أوقيانوسيا المنطقة الأسرع نموا على الرغم من صغر حصتها من القدرة الإنتاجية العالمية واستئثار أستراليا بغالبية هذا النمو.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن هذه الأرقام تبعث الكثير من الأمل والتفاؤل فبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت العالم خلال عام 2020 برزت الطاقة المتجددة كبديل حقيقي يبشر ببناء مستقبل أفضل وأنظف وأكثر إنصافا ومرونة.
وأضاف: "على الرغم من الظروف العصيبة التي عاشها العالم خلال عام 2020 بسبب جائحة (كوفيد - 19) فإن الأرقام تبشر بانطلاق عقد الطاقات المتجددة إذ تنخفض تكاليف إنتاج هذه الطاقات بشكل مطرد وتشهد أسواق تكنولوجيا الطاقة النظيفة نموا ملحوظا ومع أن هذا التوجه يبدو راسخا بطبيعة الحال إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل حسبما يشير إليه تقرير (توقعات تحولات الطاقة حول العالم)".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز