«عقبات الفئات المهمشة».. ميزة انتخابية غير متوقعة لترامب
يعارض دونالد ترامب جهود تذليل عقبات التصويت أمام الناخبين السود والأكثر فقرا الذين يميلون لليسار.
فالأمريكيون الأكثر فقرا والسود وهم الفئة التي تميل لليسار يواجهون عقبات في التصويت في عدد من المناطق مثل الساعات المحدودة أو عدم كفاية آلات التصويت الأمر الذي قدم ميزة انتخابية لترامب.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يعارض ترامب الذي يسعى بقوة للعودة إلى البيت الأبيض جهود تذليل هذه العقبات واعتبرها محاولة لإصلاح السباق لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.
ويعكس هذا الموقف وجهة نظر ترامب وحلفائه وأنصاره من جهود معالجة العيوب العنصرية التاريخية التي يواجهها الأمريكيون السود تحديدا كما يعكس سعي الرئيس السابق لأن يكون محاربا شجاعا لصالح البيض وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وكشفت تصريحات ستيفن تشيونغ المتحدث باسم حملة ترامب لموقع "أكسيوس" الأمريكي عن المدى الذي ستصل إليه الإدارة الجديدة للمرشح الجمهوري في تفكيك القواعد والعمليات التي تهدف لمعالجة العنصرية.
وقال تشيونغ إن ترامب "ملتزم بالتخلص من البرامج التمييزية والأيديولوجية العنصرية عبر الحكومة الفيدرالية"، وهو التصريح الذي يأتي كتطور لفكرة أن سياسات العمل الإيجابي لصالح السود هي في الواقع عنصرية ضد الأشخاص البيض.
هذه الفكرة تمثل القناعة الراسخة في اليمين منذ فترة طويلة والتي ظهرت إلى الرأي العام قبل سنوات من ظهور ترامب كشخصية وطنية.
ففي عام 2013، أظهر استطلاع للرأي أن خُمس الجمهوريين فقط يدعمون القوانين التي تهدف إلى حماية أفراد الأقليات العرقية من التمييز.
وقال عدد كبير من الجمهوريين إن الأمريكيين البيض يخسرون في أماكن العمل بسبب جهود معالجة عدم المساواة العرقية أكثر مما تخسره الأقليات بسبب التمييز وبصفة عامة كان الجمهوريون أكثر ميلًا بمقدار 14 مرة إلى القول بأن البيض كانوا أكثر حرمانًا.
وكانت هذه هي الحالة السائدة عندما أعلن ترامب ترشحه للرئاسة للمرة الأولى في 2015 وفي مارس/آذار التالي له، كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" و"أي بي سي نيوز" أن وجهات النظر التي تقول إن البيض يخسرون كانت مؤشرا أفضل لدعم ترامب من انعدام الأمن الاقتصادي.
وفي فبراير/شباط 2016، أظهر استطلاع لمعهد "يوغوف" أن ثلثي الجمهوريين يعتقدون أن البيض يواجهون تمييزًا أكثر مما تواجهه الأقليات.
ولم يتغير الأمر كثيرا فأظهر استطلاع أجراه يوجوف في ديسمبر/كانون الأول لصالح مجلة "الإيكونوميست" أن الجمهوريين يعتقدون أن البيض يواجهون "قدرًا كبيرًا" من التمييز وأكثر ميلا للاعتقاد بأن جرائم الكراهية ضد الأشخاص البيض كانت مشكلة خطيرة للغاية من جرائم الكراهية ضد الأمريكيين السود أو العرب.
في وقت مضى كان الحزب الجمهوري حريصا على صياغة خطابه حول العرق بعبارات غامضة، وهو ما تغير بفضل ترامب حيث ازدهرت المقاومة ضد "نظرية العرق النقدية" ومبادرات "التنوع والمساواة والشمول" وتحولت في أعقاب خسارته لانتخابات 2020 إلى استخفاف صريح بغير البيض وتحديدا السود.
وتزدهر هذه التوجهات في ظل وجود العديد من الأمريكيين البيض، وخاصة الأقل ثراءً والأشخاص الذين ليس لديهم شهادة جامعية والذين يشعرون أنهم لا يستفيدون من المزايا العنصرية.
كما أدى ظهور حركة "حياة السود مهمة" في 2014 الانتباه إلى أن يصبح الأمريكيون أكثر ميلًا إلى الربط بين عدم المساواة في الوظائف والإسكان بين السود والبيض إلى السياسات التمييزية.
ويكشف المسح الاجتماعي العام الذي يُجرى كل سنتين عن أن الجمهوريين البيض يرون أن سبب مشكلات السود هو افتقارهم إلى الدافع أو قوة الإرادة للهروب من الفقر وهو ما يكشف جانبا آخر لردود الفعل المضادة لجهود تحقيقق تكافؤ الفرص حيث لا يرى الجمهوريون البيض أن ساحة اللعب غير متكافئة بل يعتقدون أن السود سيئون في اللعبة.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز