حرب الاستخبارات.. مخاوف أمريكية من مقادير تفسد الوصفة وتغضب بوتين
لعبت معلومات استخباراتية أمدت بها الولايات المتحدة الأمريكية أوكرانيا دورا بارزا في عمليات نوعية نفذتها كييف وآلمت الجيش الروسي.
بعد شهرين من الحرب الروسية في أوكرانيا، زادت إدارة جو بايدن حجم المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها مع كييف، مما ساهم في شن ضربات ناجحة ضد كبار القادة الروس والطراد موسكفا، بحسب ما قالته صادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتثير تلك الجهود تساؤلات بشأن المدى الذي قد يكون البيت الأبيض مستعدا للذهاب إليه لمساعدة أوكرانيا في قتال روسيا بينما يحاول في الوقت نفسه تجنب استفزاز موسكو والانجرار إلى الصراع.
ويصر المسؤولون في الإدارة على أن هناك حدودا واضحة بشأن المعلومات الاستخباراتية التي تتتم مشاركها مع أوكرانيا، بما في ذلك حظر تقديم معلومات استهداف دقيقة عن كبار القادة الروس بالاسم، وذلك في إطار محاولة البيت الأبيض لتجنب تخطي الخط الذي قد تعتبره موسكو تصعيديا للغاية.
لكن بعض المسؤولين السابقين والحاليين أشاروا إلى أن القيود التي وضعتها إدارة بايدن اعتباطية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن النتائج النهائية هي نفسها؛ الضربات الأوكرانية التي استهدفت كبار القادة الروس.
وفوق كل ذلك، يعتمد أي تقييم أمريكي للأعمال التي قد تستفز روسيا على تفكير رجل واحد فقط، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت مصادر مطلع على نهج الإدارة إن قرارات التوسيع التدريجي لنطاق المعلومات الاستخباراتية الذي ترغب في مشاركتها استندت في الأساس على أحكام مسؤولي إدارة بايدن وليس أي تقييمات متغيرة بشأن إلى أي مدى تعتبر روسيا أي عمل تصعيديا.
كما أنها تعكس الواقع المتغير على الأرض. وجرى تحديث توجيهات مشاركة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، على سبيل المثال، لمساعدة أوكرانيا في شن عمليات هجومية داخل منطقة دونباس، حيث أعادت روسيا توجيه جهودها العسكرية بعد الفشل في السيطرة على كييف.
وتنفي روسيا الزعيم الغربي فيما يتعلق بفشلها في السيطرة على العاصمة الأوكرانية، وأعلت في وقت سابق من الشهر الماضي انتهاء المرحلة الأولى من عملياتها بنجاح لكنها لم تشر إلى المعايير التي تقيم في ضوئها ما تعتبره نجاحا.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، عبر برنامج "نيو داي" على قناة "سي إن إن": "لن أصف أي خط بالرفيع أو الوهمي. المعلومات الاستخباراتية التي نقدمها إلى أوكرانيا قانونية، شرعية. إنها مشروعة ومحدودة. ونحن حريصون للغاية بشأن ما نشاركه وتوقيته".
وقدمت إدارة بايدن أسلحة بمليارات الدولارات وأقرت صراحة بأنها تعطي معلومات استخباراتية تكتيكية لأوكرانيا.
لكن مع استمرار الحرب وقضاء أوكرانيا على عدة أهداف بارزة، سعى البيت الأبيض لإيجاد توازن دقيق في وصفه لآثار تلك المعلومات في ساحة المعركة.
وقال وزير الدفاع السابق والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: "يعرف الجميع أننا نقدم المعلومات الاستخباراتية عن استهداف المدفعية، وعن الأنظمة الأخرى التي يستخدمها الأوكرانيون، ولذا لا أرى الأمر بأي شكل كنوع من التصعيد في العلاقة. أعتبره، في الأساس، حفاظا على العلاقة التي أرسيناها في بداية هذه الحرب".
وأضاف: "كما هو واضح نقدم أنظمة صاروخية، ونقدم المدفعية، و(صواريخ) ستينغر وغيرهم من الأسلحة، لكن الأوكرانيين هم من يحددون كيفية استخدامها والأهداف التي سيستهدفونها بها. وهذا، صراحة، جوهر الحرب".
وبالرغم من المعلومات الاستخباراتية واسعة النطاق التي شاركتها إدارة بايدن مع أوكرانيا، بما في ذلك اعتراض الاتصالات والمعلومات بشان تحركات القوات الروسية، اتهم بعض المشرعين الجمهوريين البيت الأبيض بعدم فعل ما يكفي.
وقال كيربي: "منذ بضعة أسابيع، كان الانتقاد أننا لا نعطيهم معلومات استخباراتية كافية، وأنها بطيئة للغاية، ليست مهمة. لذا واصلنا تزويدهم بالاستخبارات والمعلومات وسنواصل فعل ذلك".