الجارديان تكشف تفاصيل خطة أوباما لعزل نتنياهو قبل تنصيب ترامب
إدارة أوباما تسابق الزمن لوضع إطار لاتفاقية فلسطينية إسرائيلية بالتعاون مع حلفاء دوليين لحماية ما تبقى من عملية السلام
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، إلى الإسراع في وضع إطار لاتفاقية فلسطينية إسرائيلية بالتعاون مع حلفاء دوليين في سباق مع الزمن لحماية ما تبقى من عملية السلام في الشرق الأوسط قبل أسابيع مغادرة البيت الأبيض وتسلم إدارة دونالد ترامب المسئولية.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، يبذل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، جهوداً حثيثة لوضع إطار لاتفاقية فلسطينية- إسرائيلية قبل نحو 3 أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رسمياً مهام منصبه.
كما تسعى الإدارة الأمريكية من خلال مؤتمر باريس المزمع عقده في 15 يناير/ كانون الثاني المقبل وقبيل 5 أيام من تولي ترامب مهام منصبه إلى عزل نتانياهو في محاولة لدفعه للعودة إلى طاولة المفاوضات.
ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية الأميركي خطاباً اليوم بمقر وزارة الخارجية الأمريكية يوضح فيه الموقف الأمريكي من القضية الإسرائيلية الفلسطينية، في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، بعدما اتهمت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واشنطن بالتآمر ضدها عندما صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة المنصرم لصالح المطالبة بإنهاء بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن يتضمن خطاب كيرى اليوم تأكيداً على إيمان إدارة أوباما بحل الدولتين لتلك المعضلة التاريخية، فيقول نائب مستشارة الرئيس للأمن القومي، بن رودز، إن "كيرى سوف يلقي خطاباً يضع فيه أساس رؤيتنا الشاملة لحل ذلك النزاع".
ومن المتوقع أن تحظى خطة كيري التي من المقرر طرحها في اجتماع وزراء الخارجية في 15 يناير/كانون الثاني المقبل، وقبل 5 أيام من انتقال ترامب إلى البيت الأبيض باحتفاء دولي.
ويسعى ذلك الاجتماع، بحسب الصحيفة البريطانية إلى عزل نتانياهو على أمل دفعه لإحياء المفاوضات المجمدة مع الفلسطينيين، لكن نتانياهو قد قال، إن حكومته لن تحضر هذا الاجتماع.
ونظرا لأنه يتوقع دعما كبيرة من إدارة واشنطن خلال الشهر المقبل، تعامل نتانياهو مع المناورة الدبلوماسية خلال الأسبوع الماضي بتحدي؛ معرباً عن غضبه من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدانة المستوطنات والذي تم تمريره يوم الجمعة، مهدداً بانتقام دبلوماسي ضد الدول التي صوتت لصالح القرار.
ويتزامن خطاب الخارجية الأمريكية مع قرار مرتقب بشأن قضية تراخيص بناء أكثر من 600 منزل في القدس الشرقية، فيما يتوقع المراقبون أن تصدر السلطات الإسرائيلية 5000 تصريح إضافي.
وكان نتانياهو تعهد بمقاومة إطار للسلام يتم فرضه على حكومته، ويحذر المراقبون من انتقام إسرائيل الذي سيأتي على شكل بناء الآلاف من منازل المستوطنين في القدس الشرقية بالتزامن مع خطة ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو ما يمكن أن يسفر عن موجة جديدة من موجات العنف.
وتخشى حكومة إسرائيل أن يتم الاتفاق في باريس على إطار عمل جديد يتم تحويله إلى قرار الأمم المتحدة قبل تسلم ترامب مهام منصبه فيما كانت إسرائيل تتبنى مؤخراً خطاباً يروج لأنها أصبحت ضحية لمؤامرة دولية، عبرت عن نفسها في مزاعم المتحدث الرسمي باسم نتانياهو بأنه لديه دليل على أن إدارة أوباما تآمرت لإصدار قرار الأمم المتحدة، وأكد أن إسرائيل سوف تقدم الدليل لإدارة ترامب.
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد نشرت وثيقة يوم الثلاثاء قالت، إنها نص اجتماع ناقش فيه كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس قرار الأمم المتحدة والمقترحات الأمريكية مع المسئولين الفلسطينيين والذين وافقوا على تقديم دعم مباشر لخطة كيري، ولكن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، نفى حدوث ذلك الاجتماع.
وفي الوقت نفسه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغادور ليبرمان، مؤتمر باريس بأنه "محاكمة دريفوس"، في إشارة إلى قصة وقعت قبل أكثر من قرن ودفعت اليهود الفرنسيين إلى الانتقال إلى إسرائيل.
وبالأمس، نفى مسئول فرنسي وجود أي نية لتمرير قرار جديد بمجلس الأمن على أساس مؤتمر باريس. وقال المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية، إن الاجتماع "سوف يمنح المشاركين فرصة لتقديم خطة شاملة لتشجيع استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى يتمكنوا من التوصل لاتفاق سلام مباشر".
ويأمل القادة الفلسطينيون أن يقدم قرار الأمم المتحدة ومؤتمر باريس درجة من درجات الحماية الدولية في مواجهة توسع محتمل في بناء المستوطنات في عهد ترامب، حيث أعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس عن أمله في أن يضع مؤتمر باريس آليات دولية لإنهاء بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وكان ترامب قد انتقد قرار الأمم المتحدة يوم الجمعة قائلاً، إنه سيجعل التفاوض على اتفاق سلام أمر صعب، كما وصف الأمم المتحدة في تغريدة يوم الإثنين بأنها نادي للقاء مجموعة من الأصدقاء لتمضية وقت لطيف، كما أن سفير ترامب لإسرائيل، ديفيد فريدمان، معروف بتأييده لبناء المستوطنات.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز