3 وسائل يستغل بها نتنياهو "تصويت الاستيطان" لصالحه
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتهاون في انتقاد إدارة أوباما بعدم استخدام حق النقض.
لم يتهاون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في انتقاد إدارة أوباما على ما ندد به باعتباره قراراً "مشيناً" بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
لكن مع اقتراب ترك إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلطة وتولي الجمهوري دونالد ترامب، الذي ربما يكون أكثر ليونة الرئاسة وبعد إنجاز اتفاق على مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 38 مليار دولار، فإن الأمر مجرد مخاطرة محسوبة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الذي يتولى منصبه لفترة ولاية رابعة.
1- يناور نتنياهو، بعد ما وصفها منتقدوه بهزيمة مدوية على الساحة الدولية، لاستثمار مشاعر دفينة راسخة لدى كثير من الإسرائيليين بأن دولتهم وسياساتها تجاه الفلسطينيين تتعرض لانتقادات مبالغ فيها في عالم تستعر فيه صراعات أكثر دموية.
2- يحاول نتنياهو حشد الإسرائيليين حوله بسعيه، لتصوير قرار مجلس الأمن المناهض للمستوطنات على أنه تحد لحق إسرائيل الذي تزعمه في السيادة على كامل أراضي القدس.
وتأكد ذلك داخلياً بزيارة غير مقررة مسبقاً في عطلة عيد الأنوار (حانوكا) للحائط الغربي وهو أحد أقدس المواقع بالنسبة لليهود والواقع في مدينة القدس القديمة في القطاع الشرقي الذي استولت عليه إسرائيل في حرب عام 1967 إلى جانب الضفة الغربية.
وقال نتنياهو خلال الزيارة: "لم أكن أخطط لأن أكون هنا هذا المساء لكن في ضوء قرار الأمم المتحدة فكرت أنه لا مكان أفضل من الحائط الغربي لإضاءة شمعة حانوكا ثانية".
وأضاف: "أسأل تلك الدول ذاتها التي تتمنى لنا عيداً حانوكاً سعيداً كيف تمكنوا من التصويت لصالح قرار للأمم المتحدة يقول إن هذا المكان الذي نحتفل فيه الآن بعيد حانوكاً هو أرض محتلة؟".
ويقيم نحو 570 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون كجز من دولتهم المستقبلية.
وفي اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس الأحد، تجاهل نتنياهو نفي البيت الأبيض واتهم أوباما مرة أخرى بالتواطؤ مع الفلسطينيين في قرار الأمم المتحدة ضد المستوطنات التي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية، ووصفتها واشنطن بأنها غير مشروعة.
3- اتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون ديرمر، اليوم الإثنين، البيت الأبيض بـ"التآمر" على إسرائيل في مجلس الأمن الدولي الذي تبنى قرارا أدان فيه الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الجمعة، في فورة جديدة من الغضب ضد إدارة باراك أوباما.
وقال رون دريمر في مقابلة مع محطة "سي إن إن"، إن حكومته ستنشر أدلة على المناورة الأمريكية في الوقت المناسب.
وقال: "الشنيع في الأمر إن الولايات المتحدة كانت وراء تلك المؤامرة، أعتقد أنه كان يوماً حزيناً جداً، صفحة مخجلة حقاً"، مضيفاً أن "حكومة إسرائيل خاب أملها تماماً" من موقف واشنطن.
وأضاف "لدينا دليل واضح على ذلك، سنقدم الدليل إلى الإدارة الجديدة عبر القنوات المناسبة، وإذا أرادوا إطلاع الأمريكيين عليه يمكنهم ذلك".
واتهم دريمر إدارة أوباما بمساعدة الفلسطينيين "في شن حرب دبلوماسية وقانونية ضد إسرائيل"، وقال "إنهم لا يريدون التفاوض من أجل السلام معنا، ولهذا تجنبوا التفاوض لـ8 سنوات".
وأضاف: "ما الذي يريده الفلسطينيون؟ ما يريدونه هو لوم إسرائيل على غياب السلام وتدويل النزاع، ما فعله هذا القرار هو إعطاء الفلسطينيين الذخيرة في حربهم الدبلوماسية والقانونية ضد إسرائيل، والولايات المتحدة لم تكتفِ بعدم وقفه، وإنما كانت وراءه".
وللمرة الأولى منذ 1979، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار، بينما كانت تساند إسرائيل في هذا الملف البالغ الحساسية. وسمح امتناعها عن التصويت بإقراره.