ملفات عديدة وسوابق تاريخية كشف عنها البيت الأبيض في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، شملت برنامج إيران النووي وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة للشرق الأوسط والعلاقات الإماراتية الأمريكية وقضايا أزمة المناخ.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، عن تقديره لفرصة مناقشة الرئيس بايدن، مجموعة من القضايا العالمية والإقليمية مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في جدة، وكيفية تعميق علاقة أمريكا الاستراتيجية مع دولة الإمارات.
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" قائلا: "عقدنا قمة مثمرة على نطاق واسع، ونتطلع إلى استمرار التعاون والتنسيق الوثيقين مع دول المنطقة في مختلف القضايا التي تتراوح من الأمن إلى الطاقة إلى المناخ".
وفي كلمته خلال قمة جدة للأمن والتنمية، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا للشرق الأوسط، لافتا إلى تطلعه لاستضافة مصر ودولة الإمارات لمؤتمر المناخ.
كما أكد البيان الختامي الصادر عن قمة جدة للأمن والتنمية، الذي عقد منتصف الشهر الماضي، حرص المشاركين على تعزيز الأمن، وتأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم في جميع المجالات.
ودعا الرئيس الأمريكي، الشهر الماضي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى زيارة الولايات المتحدة، مشيرا في بيان مشترك صدر عقب اجتماع ثنائي عقد في جدّة بالمملكة العربية السعودية، خلال القمة المشتركة، إلى أن دولة الإمارات هي واحدة من أسرع الشراكات الاقتصادية الأمريكية نمواً على مستوى العالم، إضافة إلى كونها أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومستثمر مهم في الاقتصاد الأمريكي.
وكشف المتحدث باسم البيت الأبيض إلى سابقة لم تحدث منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، يكشفها على خلفية جولة أجراها مؤخرا إلى الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: "للمرة الأولى منذ 11 سبتمبر/أيلول (2001)، يزور رئيس أمريكي الشرق الأوسط دون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية بالمنطقة".
وأضاف: "نحن نحتفظ بالقدرة والتصميم المطلق على قمع التهديد الإرهابي أينما وجدناه، مع التحالف الواسع للدول التي التقى بها الرئيس بايدن في رحلته".
ومستدركا: "لكننا اليوم فخورون بالقول إن عصر الحروب البرية في المنطقة لا يحدث. وهدف الرئيس بايدن هو الإبقاء على هذا الأمر".
وانسحبت القوات الأمريكية من جزء من الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما لتركز كل جهودها على شرق آسيا والمحيط الهادي.
وفي عهد سلفه دونالد ترامب، قررت واشنطن سحب قواتها من سوريا، وهو ما لم يحدث بشكل كامل.
البرنامج النووي الإيراني
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، فيما تتواصل الجهود لإحياء "خطة العمل المشتركة" مع طهران.
وأوضح البيت الأبيض أن موقف الرئيس الأمريكي واضح جدا (فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني)، ولن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وتخوض الدول الكبرى منذ شهور مفاوضات شاقة مع طهران لإحياء الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة والمشتركة) الموقع في 2015، بعد أن انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية في 2018 خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
وتضع الاتفاقية قيودا على البرنامج النووي الإيراني، لكن دولا إقليمية لا ترى في هذه الشروط ضمانة كافية.
زيارة الشرق الأوسط
كما كشف المتحدث باسم البيت الأبيض عن الخطوط العريضة لنتائج جولة الشرق الأوسط، معتبرا أن مخرجاتها ساهمت في "جعل العالم أكثر أمانا".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إنه خلال جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي جرت في يوليو/ تموز الماضي، إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية، "دافع بحزم عن القيم الأمريكية فيما كان يعمل على توسيع التعاون في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف أن الجولة ساهمت أيضا في "تحقيق نتائج حقيقية وجعل العالم أكثر أمانًا".
ومستعرضا أهم نتائج الجولة، أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن "السعودية أعلنت أنها ستفتح المجال الجوي السعودي للرحلات الجوية من وإلى إسرائيل".
ووصف القرار بأنه "تاريخي وسيمهد الطريق لشرق أوسط أكثر تكاملاً واستقرارًا وأمانًا".
هدنة اليمن وإيران
الأزمة اليمنية كان لها أيضا نصيب من نتائج الجولة، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض: "بعد الرحلة قمنا بتمديد الهدنة بوساطة الأمم المتحدة في اليمن".
وتابع: "نحن نشهد الآن أطول فترة سلام في أسوأ أزمة إنسانية منذ سبع سنوات".
وبخصوص الملف الإيراني، شدد على أنه "معا، نتأكد من أن إيران هي المعزولة، وليس الولايات المتحدة، ونضمن عدم حصولها على سلاح نووي".
أزمة الغذاء والمناخ
وفي التصريحات نفسها، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، إلى أن دول "مجلس التعاون الخليجي تعهدت بتقديم مليارات الدولارات لمعالجة (أزمة) الأمن الغذائي" الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أشهر.
وفي ضوء التقلبات التي يشهدها سوق النفط جراء تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن "المملكة العربية السعودية التزمت بدعم اتزان سوق النفط العالمية وذلك من أجل النمو الاقتصادي المستدام".
وأعرب عن ترحيب واشنطن بقرار تكتل "أوبك +" بزيادة الإنتاج بنسبة 50 % عما كان مخططا له في يوليو/ تموز الماضي وأغسطس/ آب الجاري.
وقال: "هذه الخطوات وخطوات قادمة نتوقعها خلال الأسابيع المقبلة ساعدت وستساعد في استقرار الأسواق إلى حد كبير".
وفي ما يتعلق بأزمة المناخ، قال المتحدث باسم البيت الأبيض: "نستثمر بشكل جماعي مئات المليارات من الدولارات في مبادرات الطاقة النظيفة، ونزيد من طموحنا فيما يتعلق بالمناخ".
وأكد: "نعمل معًا لتنويع سلاسل الإمدادات والاستثمار في البنية التحتية الحيوية".
COP27
وحول ملف المناخ، قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر لضمان مخرجات قوية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيّر المناخ (COP27).
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض لـ"العين الإخبارية" أن "الولايات المتحدة تشارك بنشاط مع الحكومة المصرية ونظرائها العالميين لمواصلة التشجيع على زيادة الآمال المتعلقة بالمناخ في جميع أنحاء العالم وضمان مخرجات قوية لقمة COP27، وسيستمر هذا إلى ما بعد القمة".
وأكد على أنه "لا أحد محصّن ضد تغير المناخ، سواء في شمال أفريقيا أو الولايات المتحدة، وهذا هو السبب في إننا نحشد العالم لاتخاذ الإجراءات الحاسمة اللازمة خلال هذا العقد لمعالجة أزمة المناخ".
وتابع: "القيادة الأمريكية كانت ولا تزال طرفا حاسمًا في مكافحة أزمة المناخ. وقانون خفض التضخم التاريخي الذي أقره الكونجرس الأمريكي ووقعه الرئيس بايدن ليصبح قانونًا وجه الولايات المتحدة لتحقيق هدف الرئيس بايدن الطموح لخفض انبعاثات البلاد بنسبة 50-52 في المائة في عام 2030".
وأعرب البيت الأبيض عن أمله أن "يؤدي ذلك إلى دفع جميع الاقتصاديات الكبرى لتحديد وتنفيذ أهداف خفض الانبعاثات لعام 2030 التي تحافظ على مستقبل أكثر أمانًا عند 1.5 درجة مئوية، ويمكن الوصول إليه".
وأوضح أن " COP27 ينظر إليه عالميًا على أنه مؤتمر تنفيذي للأطراف، حيث سينصب قدر كبير من التركيز على تنفيذ الأهداف الحالية وتعزيز الالتزامات. فلا يمكننا معالجة أزمة المناخ إلا إذا نفذنا الخطط التي وضعناها، وحققنا الالتزامات التي قطعناها بالفعل، وقمنا بالعمل اللازم لخفض انبعاثات الكربون".
ودعا الدول إلى "تنفيذ التزاماتها الحالية سريعا وتبني الالتزامات الإضافية المطلوبة".
وأعرب البيت الأبيض عن تطلعه إلى العمل مع مصر للبناء على هذا الزخم في الفترة التي تسبق مؤتمر COP27، لافتا إلى أن مصر أحرزت تقدمًا كبيرًا في تحول الطاقة لديها خلال السنوات القليلة الماضية عبر الاستثمارات الضخمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وتستضيف مصر رسميا مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم "COP 27" بشرم الشيخ خلال الفترة من 6 -18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.