فيروس وعنصرية وركود.. أشواك في الطريق للبيت الأبيض
أزمات من شأنها تحديد الرهانات السياسية الكبيرة قبل 5 أشهر من موعد الانتخابات التي يصعب أكثر فأكثر التنبؤ بسيد البيت الأبيض
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية تطفو على السطح 3 أزمات في طريق السباق للبيت الأبيض، تتمثل في فيروس كورونا وما صاحبه من ركود اقتصادي، والحراك المناهض للعنصرية.
أزمات من شأنها تحديد الرهانات السياسية الكبيرة قبل خمسة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية التي يصعب أكثر فأكثر التنبؤ بسيد البيت الأبيض.
مشهدٌ يطرح تساؤلات حول هل تشهد الولايات المتحدة لحظة تحول اجتماعي كبير؟، وهل ستبقى التفاوتات التي فاقمت تفشي فيروس كورونا المستجد أم أنها ستنتعش؟، في خضمّ الحملة الرئاسية التي يتواجه فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب وخصمه الديموقراطي جو بايدن.
كورونا
منذ تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة وحتى اليوم، توفي قرابة 110 آلاف أمريكي وهي أعلى حصيلة وفيات للوباء في العالم.
وناهيك عن الخسائر البشرية، خسر عشرات الملايين وظائفهم بعد اتخاذ قرار وقف العجلة الاقتصادية للحد من تفشي المرض.
وغير بعيد عن هذين الأمرين، تعم المدن الأمريكية حركة احتجاجية واسعة ضد العنصرية، على خلفية وفاة المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، على يد شرطي أبيض في مينيابوليس في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
أزمات يراها المفكر كورنيل ويست "لحظة حقيقة بالنسبة لأمريكا".
وهي "لحظة صعبة جدا" كما يراها أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا دانيال غيليون.
ويقول غيليون لوكالة فرانس برس إن هذه الأزمات كانت "فظيعة" بالنسبة للأمريكيين من أصول أفريقية الذين يعانون تاريخيا من وصول محدود إلى نظام الصحة وهم أفقر من أقرانهم البيض وغالبا ما يسقطون ضحايا لعنف الشرطة.
وأضاف "لا أذكر فترة مروا خلالها السود بمثل هذه الاضطرابات وبمعاناة من هذا القبيل وصعوبات من هذا النوع".
ووفق أرقام أوردتها الوكالة نفسها، سجل معدل البطالة تراجعا مفاجئا في مايو/آيار بـ13,3%، إلا أنه ارتفع إلى 16,8% لدى الأمريكيين السود.
أما أزمة فلويد، فتقول كايلا بيترسون (30 عاماً) إحدى المتظاهرات"لدى أمريكا السوداء ركبة على عنقها منذ إلغاء العبودية. لم نكن يوما أحراراً"
القانون والنظام
ومنذ صعود احتجاجات فلويد، ظهر الرئيس دونالد ترامب بخطاب وصف بأنه "عسكري" تضمن دعوات لتطبيق القانون والنظام ضد من وصفهم بـ"اللصوص" و"مثيري الشغب".
وأثارت صورته أمام كنيسة حاملا الكتاب المقدس بيده، انتقادات من قبل رجال دين وشخصيات سياسية، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المرشح الديموقراطي جو بايدن إن ترامب "غير مؤهل بشكل خطير" لمنصب الرئاسة.
ويبدو بايدن (77 عاما) الذي غاب لأسابيع عدة عن الساحة السياسية بسبب العزل في منزله في ولاية ديلاوير، مصمما على اغتنام اللحظة.
ويرى بايدن، فرصة لتقديم نفسه على أنه جامع ورجل صالح قادر على جمع الجناحين التقدمي والمعتدل في حزبه مع استقطاب الناخبين المستقلين الذين ينفرون من ترامب.
وكتب في تغريدة له الجمعة "حان الوقت لأن يصبح الوعد الذي قطعته هذه الأمة حقيقة لجميع سكانها".
رئيس في موقع قوة
بيْد أنه وأمام هذه الفوضى، يعتبر خبراء أن ترامب لا يزال في وضع جيد مؤاتٍ لإعادة انتخابه.
وفي هذا الصدد، يقول دانيال غيليون "إذا تمكن الرئيس من التحدث في مسألة الأعراق بشكل بناء، إذا كان قادرا على قيادة استئناف (النشاط) في مجالي الصحة والاقتصاد، فسيظهر أنه رئيس في موقع قوة".
غير أن شعبية ترامب شهدت في الفترة الأخيرة تراجعا في استطلاعات الرأي، خصوصاً في صفوف الناخبين الأساسيين لإعادة انتخابه: المسنون والمسيحيون الإنجيليون.
إلا أن كل ذلك لا يقدم لجو بايدن انتصارا على طبق من فضة.
وهو ما وصفته ناديا براون، أستاذة العلوم السياسية والدراسات حول الأمريكيين من أصول أفريقية في جامعة بورديو، بالقول إن "بايدن قط بسبع أرواح، لكن ترامب لديه 12 روحا."