هل الذكاء الاصطناعي أقوى من البشر؟.. فتش في تاريخ أبل
في 2017 توقع خبير ذكاء اصطناعي خلال مؤتمر أقامته جامعة فوردهام في نيويورك، أن تصل قيمة شركة لتريليون دولار بفضل التكنولوجيا الجديدة.
تحقيق هذا الرقم كان بمثابة حلم آنذاك بالنظر إلى قيمة الشركات، غير أن شركة أبل الأمريكية كانت على الموعد بعد عام تقريبا بوصول قيمتها إلى تريليون دولار؟
ولكن السؤال هذا بالفعل تحقق بفضل التركيز على استخدامات خوازميات الذكاء الاصطناعي كما توقع الخبير، أم هناك شيء آخر؟
الابتكار واحتياجات البشر
يقول موقع إنتربرنور العالمي لا يمكن إنكار استخدام أبل الذكاء الاصطناعي في استخلاص نتائج وتصورات من قاعدة البيانات الضخمة المتوافرة لها، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك هو العامل الرئيسي في نجاحها، بل الابتكار لعقود طويلة لمنتجات تسبق الجميع.
ففي الوقت الذي كانت تركز فيه الشركة بالكامل على تصنيع أجهزة حاسوب ماك قبل 20 عاما، لم تمثل هذه الأجهزة أكثر من 10.4% من إيرادات العام الماضي.
هذا يعكس التطور الرهيب في ابتكار منتجات وخدمات جديدة من هواتف ذكية ذات تصميمات مبتكرة تستهدف الاستحواذ على ذوق وتطلعات المستخدم في المقام الأول.
واختراق مجالات جديدة تعتمد على فكرة التوسع في الخدمات والتشابك مع الابتكارات الأخرى، مثل متجر أبل وآي كلاود للتخزين السحابي، وأبل باي للمدفوعات الرقمية.
هذا التطور لم يكن يتحقق بالذكاء الاصطناعي الكمي القائم بالأساس على بيانات محددة، وتبحث عن أفضل إجابة أو حل من بين مجموعة من الخيارات المحددة مسبقا، بل اعتمدت أبل على استشراف المستقبل وتطوير نماذج أعمال ترتكز على الابتكار.
فعلى سبيل المثال، فإن ستيف جوبز وجوني إيف تمتعوا بقدرات ابتكارية مكنتهم من رصد أوجه القصور في أجهزة مشغلات الموسيقى المحمولة "إم بي ثري"، وقاما بطرح أجهزة آيفون وآيبود وآيباد، وتقديم خدمات مثل آيتونز ومتجر أبل، ما يعكس الاستعداد على المغامرة واستكشاف أفضل الطرق لتطويع التكنولوجيا لتحقيق القيمة للجمهور.
الذكاء الاصطناعي والابتكار
طبيعة الأدوات المعتمدة على البيانات تجعلها غير مناسبة للتوصل إلى ابتكارات جريئة ومهمة تغير العالم، فالابتكارات الجديدة تماما تحدث بسبب أفكار تم التوصل إليه صدفة أو اكتشاف غير متوقع في المختبر أو ربط مجموعة متباينة من المعلومات من مجالات مختلفة معا.
يدرك العالم الآن أهمية الذكاء الاصطناعي في منظومة عمل الشركات، لاسيما العالمية مثل أمازون وأبل ومايكروسوفت، وذلك في استخلاص نتائج مهمة من البيانات المتوافرة وتوقع اتجاهات المنافسين والعملاء وتحليل المخاطر، فعلى سبيل المثال وقف الابتكار وراء تصميم هواتف آيفون، بينما أضاف المساعد الذكي "سيري" قيمة كبيرة لهذه الجوالات.
ولكن في النهاية فإن الأفكار الجريئة والابتكارات هي التي ساهمت في طرح أعمال تغير من نمط حياة البشر في الاختيار والتسوق.