توابع تغير المناخ.. سر ارتباط الحرارة بتراجع قدرة الأخطبوط على الرؤية
مثل غيره من المخلوقات البحرية، اتضح أنّ الأخطبوط يتأثر بالسلب نتيجة التغيرات المناخية، إذ وجدت دراسة حديثة أنّ الإجهاد الحراري في المحيطات الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة قد يتسبب في إضعاف قدرة الأخطبوط على الرؤية.
ويهدد هذا الأمر بقاء بعض أنواع الأخطبوط في المستقبل، وفقا للدارسة التي نُشرت في دورية «غلوبال تشانج بيولوجي» (Global Change Biology) في 4 أبريل/نيسان 2024.
محاولة للفهم
اهتم العلماء بالبصر خاصة، لأنه سمة مهمة تميز الأخطبوط، إذ يتمتع بقدرة بصرية عالية تزيد على البشر بنحو 20%، وهذا أمر طبيعي، فهناك 70% من دماغه مخصصة للرؤية.
هذه القدرة البصرية تعود بالإيجاب على الأخطبوط، وتمده بحدة البصر وإدراك للعمق واكتشاف الحركة حوله بسرعة، ما يساعده على الهروب من المفترس، ويجعله في نفس الوقت صيادًا محترفًا قلما تهرب منه فريسته. إضافة إلى هذا كله فالبصر مهم لعملية التواصل لدى الأخطبوط.
لكي يعرف الباحثون مدى تأثير درجات الحرارة على الأخطبوط، أجروا تجربة، من خلالها عرضوا أجنة نوع من الأخطبوط اسمه العلمي (Octopus berrima)، لدرجات حرارة مختلفة، وهي: 19، 22، 25 درجة مئوية. وذلك استنادًا على توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بخصوص ارتفاع متوسط درجات الحرارة إلى 25 درجة مئوية بحلول 2100. كوسيلة للتنبؤ بما قد يجري في المستقبل.
وركزوا في دراستهم على نوعين من البروتينات مرتبطة بالرؤية، وهما:
- بروتين (S-Crystallin): موجود في عدسة العين، ويعزز وضوح الرؤية لدى الأخطبوط.
- بروتين (Retinol Dehydrogenase): وهو مسؤول عن تجديد الصبغة البصرية.
ماذا وجدوا؟
وجد الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في مستويات تلك البروتينات؛ بسبب الإجهاد الحراري، وهذا يعني أنّ قدرة الأخطبوط البصرية من المتوقع أن تتراجع خلال الفترة القادمة؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
ولا يتوقف الأمر عند الرؤية، هناك الكثير من المخاطر المحدقة بالأخطبوط، خاصة الأجنة في البيض، فقد وجدوا أنه بين 3 حاضنات لبيض الأخطبوط، لم يفقس البيض في 2 منها وفي الحاضنة الثالثة، فقس أقل من نصف البيض. وهذا يعني أنّ معدلات الوفيات سيزداد مستقبلًا بين أجيال الأخطبوط القادمة، ما يهدد بقاء بعض الأنواع.
من جانب آخر، لاحظ الباحثون أيضًا أنّ أنواع الأخطبوط القادرة على الصمود في الظروف الطبيعية، مهددة أيضًا.
من ذلك، نخلص إلى أنّ التغيرات المناخية تهدد حياة الأخطبوط في عمق المحيط، وقد يخسر النظام البيئي كائنا بحريا ضروريا لحفظ التوازن مثل الأخطبوط.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز