أنظمة غذائية بحرية أكثر استدامة (مقابلة)
تشكل الأسماك مصدرا غنيا بالمواد الغذائية كذلك هي وسيلة لتحقيق الاستدامة، ويعمل الاعتماد عليها في النظام الغذائي لصالح الكوكب
وفي هذا الصدد، قابلت العين الإخبارية الدكتور «جون بنزي»، مدير قسم العلوم البيولوجية للأغذية المائية في منظمة «ورلد فيش» (World Fish)، ومقرها في ماليزيا. على هامش مؤتمر الأطراف في دورته الثامنة والعشرين (COP 28) في إكسبو دبي.
لماذا الأغذية المائية في ظل التغيرات المناخية؟
حسنًا، هناك الكثير من الطرائق التي يمكن من خلالها أن يُساهم الاعتماد على الأغذية المائية في تحقيق التكيف. على سبيل المثال، ننتج أسماكًا أسرع في النمو، ما يعني إنتاج أسماك كبيرة الحجم ومغذية خلال فترة زمنية قصيرة.
لكن، هل هناك انبعاثات من تلك العملية؟
بشكل عام؛ فانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن إنتاج الأغذية المائية أقل بكثير من أنواع الأغذية الأخرى، نفس الأمر بالنسبة لأنواع مثل المحار والأعشاب البحرية، إنها أيضًا تُنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل.
وكيف يحقق أصحاب مزارع الأسماك الصغيرة الاستفادة من تلك الأسماك الأسرع نموًا؟
حسنًا، يمكنهم تحقيق ربح جيد عن طريق الاعتماد على الأسماك الأسرع نموًا، بالإضافة إلى استخدام أعلافًا مكوناتها متوفرة محليًا، ما يعني أنّ مُربي تلك الأسماك، يمكنهم تحقيق ربح أكبر، ما يعود عليهم بالنفع، ويوفر لهم سُبل عيش أفضل. من جانب آخر، توّفر تلك الأسماك قيمة غذائية عالية؛ وبالتالي؛ فهي مصدر غذائي أفضل في مناطق المزارع المحلية الصغيرة، ما يعزز الأمن الغذائي هناك أكبر بكثير من المعتاد.
وما الذي يميز بروتين تلك الأسماك عن اللحوم؟ من حيث الكمية
من المعروف أنّ الأسماك مصدر فعّال للغاية وغنية بالبروتين، ولإنتاج كيلوجرام من بروتين الأسماك، نحتاج إلى نصف كمية العلف لإنتاج كيلوجرام من بروتين اللحوم، وتلك الأسماك مهمة جدًا لصحة الإنسان، خاصة النساء الحوامل والأطفال.
هل تعتقد أنّ الزراعة المائية تستحق التمويل المناخي؟
بالطبع، ويُجرى تنفيذ مشروع بهذا الخصوص هنا في الإمارات العربية المتحدة، حيث تتم تربية الأسماك في بركة أو خزان، وفيها تتم تغذية الأسماك؛ فتُفرز نترات وفسفور في المياه. بعد ذلك تنتقل المياه إلى نظام آخر لزراعة المحاصيل. وبالتالي يتوفر لدينا مصدر للأسمدة التي يمكن استخدامها للمحاصيل. لذا، في حال استخدام الماء أولاً لتربية الأسماك، ومن ثمّ توفيره للمحاصيل، فستكون حاجتك أقل للأسمدة الاصطناعية وسيكون لديك استخدام مضاعف للمياه؛ لأنك لا تفقد الماء في هذه العملية. لذا فهي وسيلة فعالة جدًا لزيادة إنتاج الغذاء والحصول على إنتاج غذائي غني بالمغذيات في المناطق الصحراوية.
هل هذه المشاريع مرتفعة التكلفة أم لا؟
حسنًا، هذا المشروع يوفر الأسمدة للمحاصيل، لذا لا يتعين عليك الدفع للحصول على الأسمدة للمحاصيل. والأهم من ذلك أنك لا تحتاج إلى المزيد من الماء. وفي المناطق التي يكون فيها الماء مورد محدود للزراعة؛ فهذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها الحصول على البروتينات وإنتاجها قبل الحصول على المحصول، لكن تُستخدم الماء أولًا لإنتاج الأسماك، ثم نحصل على المحصول أيضًا بع ذلك. إذًا نحصل على البروتينات من الأسماك، ونحصل على البروتينات من المحصول، ونحصل على نظام غذائي أفضل بشكل عام.
وما جدوى هذا المشروع كحل للأمن الغذائي؟
إنه أحد الحلول. لذا فهي واحدة من المجالات التي أعتقد أنها مفيدة، خاصة بالنسبة للمناطق التي تعاني من محدودية المياه، مثل شمال أفريقيا وغرب آسيا. وأعتقد أنه يتم ممارسته بالفعل على نطاق صغير في مصر. وكما قلت، هناك تجربة في الإمارات العربية المتحدة. لذلك، يمكن أن تكون تربية الأحياء المائية والزراعة المتكاملة مصدرًا إضافيًا جيدًا جدًا للغذاء للناس، وبالتالي؛ فهي مهمة للأمن الغذائي وحيوية للتكيف مع المناخ.
كيف يمكن لهذا المشروع أن يُفيد المزارعين؟
هذه الزراعة المتكاملة وتربية الأحياء المائية يمكن أن تستخدم الأسماك التي تعتمد على المياه العذبة مثل البلطي، ولكن يمكن استخدامها أيضًا للأسماك شبه البحرية؛ لأنه من المحتمل استخدام مياه البحر لتربية الأسماك أو المياه قليلة الملوحة. يمكنك بعد ذلك تصريف المياه قليلة الملوحة التي تحتوي على العناصر الغذائية من الأسماك، واستخدامها في زراعة محاصيل تتحمل الملوحة، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك كعلف للحيوانات أو علف للبشر. لذلك يمكن أن يوفر هذا المشروع دخلًا مختلط المصدر للمزارعين، وبالتالي يصبح وسيلة أفضل للعيش، ويوفر الأمن الاقتصادي للمزارعين.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز