الجوع وسوء المعيشة.. الفئات الضعيفة أكثر تأثراً بالتغير المناخي
هناك علاقة وثيقة بين تأثيرات التغيرات المناخية وعدم المساواة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
لذلك، انطلق الناشطون والعاملون في العمل المناخي بالمناداة بما يُعرف بـ«العدالة المناخية»، في محاولة لمساعدة الفئات الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية؛ خاصة وأنها هي الفئات الأشد فقرًا والأقل مساهمة في تأثيرات المناخ، وغالبًا ما تعيش تلك الفئات في دول الجنوب. علمًا بأنّ الأغلبية العظمى من تلك الدول فقيرة، ولا يمكنها مواجهة هذه التداعيات.
- الإمارات في «عام الاستدامة».. حصاد وفير وإنجازات عالمية بنهاية 2023
- بعد تعرض سفينتها لهجوم.. ميرسك تعلق عبورها بالبحر الأحمر لمدة 48 ساعة
كيف تتأثر المجتمعات الضعيفة بالتغيرات المناخية؟
هناك العديد من الصور التي تتأثر بها المجتمعات الضعيفة والمهمشة بالتغيرات المناخية، منها:
التعليم
تواجه المجتمعات الضعيفة تحديات في الحصول على تعليم جيد؛ فالتعليم أداة مهمة للهروب من الفقر، والارتقاء بمستوى المعيشة، لكن يتعرض قطاع التعليم للخطر عندما يواجه آثار تغير المناخ، ربما من أقرب الأمثلة على ذلك، فضيان باكستان في أغسطس/آب 2022، والذي تسبب في تأجيل الفصل الدراسي شهرا، واستُخدمت المدارس كملاجئ للسكان الذين فقدوا منازلهم. وقبل ذلك، إعصار هايان، الذي ضرب الفلبين في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، الذي بدوره تسبب في تدمير ما يقرب من 2500 مدرسة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد تُضطر الأسرة بعد الخسائر الفادحة التالية للأحداث الطقسية المتطرفة إلى تفضيل إرسال الأبناء الذكور للتعلّم تاركين الفتيات بدون تعليم، ما يؤثر على المساواة الجندرية.
الصحة
في كثير من الأحيان، تتفشى الأمراض بعد الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات وموجات الحر. وهنا تواجه المجتمعات الضعيفة تحديات؛ فيما يتعلق بتوفر الرعاية الصحية، خاصة في الحالات التي تعاني بالفعل من الإعاقات الجسدية أو أمراض الكلى أو الربو أو السكري أو القلب، ويمكن لهذه الأمراض أن تتفاقم بمرور الوقت بسبب تأثيرات المناخ، وتزداد سوءًا في حالة تواتر الظواهر المتطرفة. وهناك العديد من النماذج على ذلك، منها تفشي مرض الملاريا بعد فيضان باكستان عام 2022.
البنية التحتية الضعيفة
لا تمتلك المجتمعات الضعيفة الأموال الكافية لإنشاء بنى تحتية قوية، يمكنها التكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة، مثل المجتمعات الأخرى. لذلك، تُصبح هشة عندما تواجه الكوارث المناخية؛ فتنهار المباني والمرافق وأنظمة النقل، وقد يصعب على أفراد تلك المجتمعات الوصول إلى الموارد الغذائية والطبية.
عدم توّفر الغذاء
وصل عدد الأفراد الذين يعانون من الجوع إلى 828 مليون إنسان حول العالم. هؤلاء لا يجدون قوت عيشهم في الحالات الطبيعية، فما الحال إذًا في حال هجوم الظواهر المناخية المتطرفة؟ خاصة وأنّ تلك الظواهر تقضي على المحاصيل وتُنهي حياة الماشية والأغنام والكائنات الأخرى التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه.
فقدان الهوية الثقافية
ظهر مصطلح النزوح المناخي منذ فترة، وهو يُشير إلى الأشخاص الذين يُضطرون لترك أوطانهم والنزوح إلى أماكن جديدة، وبمرور الوقت، يضطر النازحون للتأقلم مع المجتمع الجديد، وقد يُشكلون عبئًا اقتصاديًا عليه، وبزيادة أعداد النازحين المناخيين، قد يفقدون هويتهم الثقافية.
لكن، السؤال الأهم، كيف يمكن تدعيم تلك الفئات؟ حسنًا يأتي ذلك بتعزيز سياسات التغير المناخي، وعلى رأسها، توفير التمويل اللازم للتكيف، والذي يُساعد تلك المجتمعات على إنشاء بنى تحتية قوية، يمكنها تحمل الظواهر المناخية المتطرفة؛ بحيث تقل الخسائر التي تشهدها المجتمعات المهمشة والضعيفة.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز