نبيل منير لـ"العين الإخبارية": مخرجات COP28 ستؤمن مستقبل العالم
قائد المفاوضين لمجموعة الـ 77 والصين: مكافحة تغير المناخ عمل جماعي
تاريخ باكستان حافل بالفيضانات؛ ومع ظاهرة الاحترار العالمي، صارت الفيضانات أكثر شراسة، خاصة أنّ موقعها الجغرافي يعرضها للكوارث.
وجاء فيضان أغسطس / آب 2022، ليدق ناقوس الخطر، ويخبرنا أنّ العالم في حاجة ماسة لاتخاذ خطوات فعلية، ما جعل دافع الدول النامية تُصر على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، الذي عُقد في شرم الشيخ في نوفمبر / تشرين الثاني 2022.
وفي هذا الصدد، تحدثت "العين الإخبارية" مع نبيل منير، قائد المفاوضين لمجموعة الـ77 والصين في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، وسفير باكستان لدى كوريا الجنوبية.
إليكم نص الحوار..
وصف أنطونيو غوتيريش فيضانات باكستان في أغسطس/آب 2022، قبل انعقاد COP27 بأنها "مذبحة مناخية"؛ كيف تصفها أنت؟
تبلغ مساهمات باكستان في الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة أقل من 1%. ومع ذلك، لا تزال باكستان واحدة من أكثر البلدان عرضة للمناخ في العالم. على مر السنين، كان مؤشر مخاطر المناخ العالمي، الذي أعدته منظمة German Watch، يُسقط باكستان باستمرار باعتبارها من بين الدول العشر الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم.
وأقرب شيء يؤكد ضعفنا، هو الفيضانات الكارثية التي حدثت في الصيف الماضي؛ إذ كان الدمار الذي حدث غير مسبوق، خلف ثلث البلاد مغمورًا بالمياه، وأكثر من 15 ألف قتيل وجريح، و8 مليون نازح. ودمر أو تضرر أكثر من مليوني منزل، و13 ألف كيلومتر من الطرق السريعة، و439 جسرًا وأكثر من 4 مليون فدان من الأراضي الزراعية. والأهم من ذلك كله، أن ما يقدر بنحو 9 ملايين شخص قد ينحدرون إلى الفقر كنتيجة مباشرة لهذه الفيضانات.
إذا كانت هناك حاجة للتذكير بأن تغير المناخ كان مدمرًا للحياة وسبل العيش؛ فإن فيضانات عام 2022 قدمت ذلك.
إن تاريخ باكستان الكارثي مع الفيضانات معروف جيداً؛ ولكن ما الذي توصلت إليه الأطراف فيما يتعلق بالأزمة الباكستانية في COP27؟
كانت الفيضانات التي ضربت باكستان في العام الماضي سببًا في تحفيز البلدان النامية، بقيادة باكستان باعتبارها رئيسًا لمجموعة الـ 77 والصين، على التركيز على تقديم الدعم لأولئك الأكثر تضررًا من ويلات تغير المناخ.
وكان إنشاء صندوق لمعالجة الخسائر والأضرار في البلدان المتأثرة بتغير المناخ أحد أكثر القضايا إثارة للجدل، وربما كان أكبر إنجاز لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين في شرم الشيخ. وكان هذا مطلب البلدان النامية لعقود من الزمن. ولم يكن تحقيقها ممكنًا إلا لأن الشركاء من البلدان المتقدمة أدركوا الحاجة إلى مثل هذه الآلية وأهميتها ودعموها بالكامل.
هل حصلت باكستان على تمويل لمعالجة آثار الفيضانات خلال هذا العام؟
نحن ممتنون للمجتمع الدولي، وخاصة الدول الشقيقة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، على حضورهم لدعم باكستان في ساعة حاجتها. لكن حجم الكارثة كان غير مسبوق، وسيكون التعافي وإعادة الإعمار أيضًا مشروعًا طويل المدى. قد يستغرق الأمر سنوات. وبدعم من شركائنا، يستمر هذا التعافي. ونحن على ثقة من أن شعب باكستان الصامد سوف يرتقي مرة أخرى إلى مستوى الحدث ويخرج من هذه الصعوبة.
من المتوقع أن يكون صندوق الخسائر والأضرار على جدول أعمال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين؛ فهل سيكون من المفيد حقاً حل بعض مشاكل باكستان؟
على الرغم من أن الصندوق قد تم إنشاؤه في COP27، إلا أنه لن يتم تفعيله إلا في COP28 في دبي في ديسمبر. ونأمل أن يتمكن الصندوق، بمجرد تفعيله، من مساعدة دول مثل باكستان عندما تضربها أزمة مناخية، بغض النظر عما إذا كانت الأحوال الجوية قاسية، أو حدث بطيء الظهور. وينبغي أن تكون قادرة على دعم البلدان النامية المحتاجة، سواء في أعقاب الكارثة مباشرة، أو في إعادة الإعمار على المدى الطويل.
ما الذي تأمل تحقيقه في COP28؟
وبصرف النظر عن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، فإننا نتطلع إلى اختتام عملية التقييم العالمي الأولى بموجب اتفاقية باريس. إنها فرصة للنظر إلى الوراء وتحديد المسار الصحيح. إن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ واضح: لقد انحرفنا عن المسار الصحيح. وينبغي أن يضمن هذا التمرين، أثناء النظر إلى الوراء، دمج الدروس المستفادة في المسار الذي نرسمه بشكل جماعي للمستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النتائج القوية بشأن التخفيف والتكيف ووسائل التنفيذ، بما في ذلك تمويل المناخ، ستجعل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين مفيدًا، وستستجيب أيضًا لتوقعات العالم أجمع الذي يتطلع إليه.
ما رسالتك لقادة العالم في COP28؟
رسالتي هي أن نتفاعل ونستمع إلى بعضنا البعض، وأن نفهم اهتمامات بعضنا البعض، ومن ثم نعمل بشكل جماعي على إيجاد الحلول، بروح من التضامن.
علينا جميعا أن ننظر إلى ما هو أبعد من مصالحنا الخاصة، وأن نحقق نتائج تؤمن مستقبل أجيالنا القادمة. لا يمكننا أن نكافح تغير المناخ إلا معا - وإلا سنفشل.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4yOCA= جزيرة ام اند امز