ما السر وراء تهديدات أردوغان باجتياح سوريا الآن؟ وما أهداف الرئيس التركي من ذلك التدخل؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعلنها صراحة.. سنجتاح الأراضي السورية في أي وقت نريد ودون سابق إنذار.. تصريحات تحمل كل معاني الاستعداء والاستعلاء، وتتسق تماما مع العدائية التي يستخدمها أردوغان دائما في خطاباته.. إذا تعلق الأمر بالتدخل في شؤون الدول العربية.. سياسيا كان أو حتى عسكريا.
لكن يبقى التساؤل.. ما السر وراء تهديدات أردوغان باجتياح سوريا الآن؟ وما أهداف الرئيس التركي من ذلك التدخل؟
الجيش التركي الذي اجتاح الأراضي السورية مرتين من قبل.. والحديث عن عمليتي درع الفُرات في جرابلس-الباب، وغُصن الزيتون في منطقة عفرين.. يسعى من جديد للتدخل في أراض ليس بأرضه وفي وطن ليس بوطنه، بحثا عن تحقيق مكاسب سياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفائه، الذين يعتبرون العملية العسكرية المرتقبة طوق نجاة للخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية.
إنها تلك العادة الأردوغانية بامتياز.. بافتعال حرب مع دول الجوار، خاصة الأكراد في سوريا، بهدف إلهاء الشعب التركي عن ارتفاع الأسعار المتواصل والبطالة والفقر وغلاء المعيشة، وفي الوقت ذاته ضمان جذب أصوات القوميين الأتراك مرة أخرى، بعد فشل أردوغان وحزبه في الانتخابات البلدية الأخيرة.
ومن خلال تلك الحرب يسعى أردوغان وحزبه إلى قطع الطريق على الأحزاب التي ستنشق من حزب العدالة والتنمية، ووقف الاستقالات المتتالية من الحزب الحاكم، فالوقائع التاريخية تكشف وبشكل واضح سعى الرئيس التركي لافتعال حروب مع دول الجوار كلما غرق هو ورجاله في المشكلات الاقتصادية والسياسية.. الداخلية.
دوامة من الحروب المعادية للإنسانية.. واحتلال فج لمناطق حدودية لدول مجاور لتركيا، تلك هي سياسة أردوغان التي حولت الجيش التركي لقوة احتلال، ولعل تعيين تركيا لقائم مقام على عفرين وافتتاح جامعة تركية هناك خير دليل على السعي الأردوغاني الدائم لفرض السيطرة والنفوذ العسكري في المحيط العربي.
أردوغان الذي طالما تباكى على أطلال الإمبراطورية العثمانية الزائلة.. يسعى بشكل دائم لتبني مظاهر وتجليات الإرث العثماني، سواء بتصريحات تعادي الجميع وتحمل جميع معاني العنصرية، أو تحركات عسكرية تهدف للتوسع والاحتلال كما فعل العثمانيين من قبل.