أسباب دعمت نجاح كوريا الشمالية في صناعة سلاح نووي
صحيفة "واشنطن بوست" تضع 3 أسباب دعمت نجاح كوريا الشمالية في صناعة سلاح نووي بخلاف ليبيا والعراق.
على الرغم من اعتبارها دولة فقيرة يحكمها الاستبداد والقمع، إضافة إلى العديد من العيوب التي منعت غيرها من الدول من تحقيق هذا الطموح مثل ليبيا والعراق، فإن كوريا الشمالية نجحت في امتلاك سلاح نووي، واختبارها لصاروخ باليستي عابر للقارات مع نهاية عام 2017.
- كيف تمارس كوريا الشمالية أعمالها التجارية رغم العقوبات؟
- ترامب عن زعيم كوريا الشمالية: "رجل الصواريخ" بدأ يرضخ
وعن الأسباب التي أدت لبروز كوريا الشمالية كقوة نووية بين دول العالم، اختارت صحيفة "واشنطن بوست" دولا تشابهت في الظروف والطموحات مع كوريا الشمالية وهي ليبيا والعراق فيما يخص الملف النووي، مقارنة بين أسباب فشل العراق وليبيا في صناعة سلاح نووي، ونجاح كوريا الشمالية في ذلك.
وحددت الصحيفة الأمريكية، 3 أسباب ميّزت كوريا الشمالية على العراق وليبيا، ومنحتها القدرة على بلوغ طموحاتها النووية.
السلاح النووي أولوية قصوى
وقالت "واشنطن بوست" إن غالبية الحكام المستبدين يحلمون بامتلاك سلاح نووي، ولكن قليلا منهم يسعى لتحقيق هذا الحلم بإخلاص وتفانٍ، ومنذ تولي كيم الحكم خلفا لوالده في 2011، وجّه جميع مصادر دولته لخدمة هدف واحد فقط وهو امتلاك سلاح نووي، فقام بالاهتمام بالعلماء المتخصصين بهذا المجال وحرص على إظهار نفسه أمام الشعب الكوري في اصطفاف مع العلماء والعلم.
وبخلاف ذلك في ليبيا والعراق، فإن صدام حسين ومعمر القذافي كانت هناك أشياء أخرى تشغلهما عن تحقيق طموحاتهما النووية، فنجد أن صدام حسين انشغل بغزو الكويت في عام 1990، وهو الوقت نفسه الذي كان به البرنامج النووي العراقي في ذروته، كما أن غزو العراق للكويت لفت أنظار الولايات المتحدة لصدام حسين وجميع نشاطات نظامه، ولولا ذلك لنجح العراق في امتلاك سلاح نووي.
وفيما يخص القذافي، فقد كانت ليبيا على مقربة من امتلاك سلاح نووي في فترة التسعينيات أيضا، لولا الاتفاق الذي تم بين القذافي من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى، والذي ألزم القذافي بالتخلي عن طموحاته النووية في مقابل تحسين العلاقات بين البلدين وليبيا.
حصانة غير مسبوقة
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هذا السبب يُظهر تفوق الزعيم الكوري الشمالي في نظام الإدارة على صدام حسين والقذافي، من جهة تعظيم دور العلم والعلماء كسبيل لوصوله لأهدافه.
فنجد أن كيم على عكس والده، منح العلماء العاملين بالملف النووي امتيازات غير مسبوقة وحصانة تفوق جميع الرتب العسكرية بدولته، وميّزهم بجودة الطعام ورفاهية المسكن والملبس في دولة تعد الأكثر انغلاقا وتقشفا في العالم فيما يخص وسائل الترفيه.
كما أن كيم امتنع عن تطبيق سياسته الشهيرة بالقتل عند الخطأ مع علمائه النوويين، واعتبر أن الخطأ المرتكب في هذا المجال وسيلة تفيد التعلم والتطور للأفضل وتفادي الخطأ بالمستقبل.
وتشابه صدام حسين في معاملته للعلماء بالمجال النووي مع كيم جونج-أون، ولكن على النقيض تماما، كانت معاملة النظام الليبي للعلماء تحت حكم القذافي في شدة السوء، فقد كانت مرتباتهم ضئيلة وكان عليهم الانصياع للخدمة الإلزامية بالقوات المسلحة كأي مواطن عادي، إضافة إلى عدم تحمس القذافي لتمويل الأبحاث العلمية والدراسات المتقدمة بمجالات مشابهة للطاقة النووية.
الموارد المحلية
اختار كيم جونج-أون منذ بداية عمله على برنامجه النووي، الاعتماد على موارده المحلية دون الاحتياج لأي موارد خارجية يمكن لدول الغرب منعها أو محاصرتها لعرقلة مشروعه بامتلاك سلاح نووي، ونجح كيم جونج-أون في ذلك عن طريق اكتساب علمائه للخبرات منذ تأسيس البرنامج النووي الوطني بكوريا الشمالية عام 1960، فقد سعت الدولة الكورية منذ بدايتها بهذا المجال إلى التعلم حتى تتمكن فيما بعد من الاستغناء عن الجميع.
وكان توجه صدام حسين في الملف النووي مشابها لكيم جونج-أون، وذلك بتوجيهه لعلمائه بالاعتماد على التكنولوجيا المحلية وعدم الاحتياج للغرب في شيء بعد استهداف إسرائيل للمفاعل النووي العراقي في عام 1981، ولكن صهر صدام حسين خالف هذه التعليمات بسعيه للمساعدة من إحدى الدول الغربية، فتسبب ذلك في لفت انتباه الدول الكبرى للمشروع النووي العراقي وعرقلته.
بينما اتخذ القذافي اتجاها معاكسا لذلك في إدارته للبرنامج الليبي النووي، باعتماده على التكنولوجيا الغربية بالكامل دون الاهتمام بتنمية مهارات علمائه والاعتماد على الاكتفاء الذاتي.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA=
جزيرة ام اند امز