بالصور.. كوريا الشمالية تخاطب الشعب بـ"الملصقات الدعائية"
سيدة عاشت في كوريا الشمالية تستخدم مجموعة من ملصقاتها الضخمة في التعريف بجانب آخر من الحياة في تلك الدولة المنعزلة.. كيف ذلك؟
بالنسبة للعالم الخارجي، تشتهر الملصقات الدعائية لكوريا الشمالية بسوء السمعة لرسائلها ذات النزعة العسكرية والمعادية للولايات المتحدة، لكن سيدة عاشت سابقًا في العاصمة بيونج يانج تأمل أن مجموعة ملصقاتها الكورية الضخمة يمكن أن تقدم صورة أكثر اختلافًا للفن في الدولة المنعزلة.
- كوريا الشمالية.. رعب الجمرة الخبيثة يكشفه جندي هارب
- زعيم كوريا الشمالية يسرق "فرحة" الكريسماس.. ممنوع التجمع والغناء
وعاشت كاثارينا زيلويجر، زميل جامعة ستانفورد، في بيونج يانج 5 سنوات أثناء عملها لصالح هيئة حكومية سويسرية، وجمعت أكثر من 100 مثال من داخل الدولة، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتشجع معظم الصور الزراعة والعلوم، وتقدم بديلًا للمشاهد العنيفة المرتبطة عادة بدعاية كوريا الشمالية، والملصقات التي تشجع على العمل الجاد والتضامن معززة برسومات لمواطنين يبتسمون وصورًا تحتفل بالإنجازات الوطنية، ويُعرض الآن 25 ملصقًا من هذه الملصقات في متحف ومعرض الفنون بجامعة هونج كونج.
وعادة ما يكون الجنود الظاهرين في الملصقات المعادية للولايات المتحدة أو اليابان من الذكور، لكن غالبًا ما تُستخدم النساء لتوصيل الرسائل المتعلقة بالزراعة والصناعة.
ومثل أية دولة في العالم، تستخدم السلطات الكورية الشمالية الملصقات بمثابة قناة لنشر المعلومات العامة، ومع وجود قيود على استخدام الانترنت وإتاحة مجرد حفنة من القنوات التلفزيونية المرخص بها، تُعد الملصقات واحدة من أكثر الوسائل فعالية للوصول للمجتمعات المحلية حول البلاد.
وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن الملصقات الموجودة في مجموعة زيلويجر مفيدة بشكل خاص لدراسة التطورات التي حدثت في قطاع الزراعة، موضحة أنه على الرغم من تصوير التقدم المحرز ما يزال أسلوب الملصقات متسقًا بصورة ملحوظة منذ الخمسينيات، فيستمرون في الاعتماد اعتمادًا كبيرًا على تقاليد الواقعية الاشتراكية.
وتُرسم معظم الملصقات باليد، بما في ذلك جميع مجموعة زيلويجر التي تقول إن ما يحدث هو أن الحكومة تُعلن الموضوع، تربية الأرانب على سبيل المثال، ثم يرسم رسامون مختلفون الملصقات، ومثل مسابقة يتم اختيار ملصق أو اثنين ويتم نسخه بالآلاف في شكل مطبوع.
ويُنتج "استوديو مانسودي أرت" معظم الأعمال، وهي منشأة تديرها الدولة ويُعتقد أنها توظف حوالي ألف من أفضل الرسامين موهبة في البلاد، وبالإضافة إلى الملصقات يُنتج الاستوديو التماثيل واللوحات والخزف والأعمال الفنية الأخرى التي تدعمها الدولة.
وتستخدم جميع الملصقات الدعائية تقريبًا في كوريا الشمالية شعارات مكتوبة بكلمات ضخمة، وتشمل أمثلة من مجموعة زيلويجر شعارات مثل "دعونا نواصل تشجيع الأنشطة الرياضية الممتازة لبلادنا والألعاب الشعبية"، و"دعونا نربي المزيد من الحيوانات الآكلة للعشب".
وعادة ما تعتمد الملصقات الدعائية على الصور والنصوص ذات الألوان الزاهية، ولكن فضلًا عن كونها جاذبة للعين إلا أن الألوان رمزية أيضًا وتم اختيارها ليتردد صداها عند الجمهور.
وأوضحت زيلويجر أن رمزية الألوان الكورية تعتمد على خمسة عناصر وهي الخشب والنار والأرض والمعادن والماء، وفي كثير من الأحيان تستخدم الملصقات الألوان الخمسة الأساسية وهي الأزرق والأحمر والأصفر والأبيض والأسود.
وقالت زيلويجر إن جميع الألوان تحمل معنى، فالأحمر هو لون الاشتراكية والعدوان ولكن يُعبر عن الشغف أيضًا، والأزرق يعني السلام والوئام ويرمز أيضًا للنزاهة وغالبًا ما يُستخدم في الملصقات التعليمية.
وأضافت زيلويجر أن الأسود يمثل الظلام والشر لذلك غالبًا ما يُستخدم في الملصقات المعادية للولايات المتحدة واليابان، بينما يعبر اللونين الذهبي والأصفر عن الازدهار والمجد.