"المرض الشبح" يطارد الفقراء في كوريا الشمالية
إحدى الهاربات من كوريا الشمالية تقول: "اعتقدنا أننا كنا نموت لأننا كنا فقراء وتناولنا طعاما سيئا".. لكن ما السبب الحقيقي؟
لي جيونج هوا، امرأة في منتصف العمر تسير بعرج خفيف في قدمها ولها بشرة رمادية شاحبة اللون جدا وعينان بنيتان غائرتان، تقول إنها تشعر بألم مستمر، لكن الأمور أسوأ بكثير في كوريا الشمالية، حسب ما نقلته شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية.
- كيف تنجو من الانفجار النووي؟ كوريا الجنوبية تنصح سكانها
- كم يستغرق وصول صواريخ بيونغيانغ للمدن الأمريكية؟
تشير هوا إلى أن عددا ضخما من الناس ماتوا، لدرجة أنهم بدأوا في وصف ما يحدث بـ"المرض الشبح"، تقول: "اعتقدنا أننا كنا نموت لأننا كنا فقراء وتناولنا الطعام على نحو سيئ، والآن نعرف أنه كان الإشعاع".
وبينما تُدلك قدمها اليمنى المتألمة في مكتب "ساند"، المنظمة غير الحكومية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، والتي تدافع عن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، تروي هوا كيف تم الإمساك بها أثناء محاولتها الفرار من البلاد في 2003، وتمكنت من الهرب في 2010 من منزلها في مقاطعة كيلجو، حيث يوجد موقع اختبار بيونجي ري النووي.
وأثناء السنوات السبع الأخيرة التي عاشتها هوا في كوريا الشمالية، فجر الرئيس الكوري الشمالي الراحل "كيم جونج إل" قنبلتين نوويتين على سبيل التجربة قرب منزلها، ومنذ وفاته في 2011 اختبر نجله كيم جونج أون، الرئيس الحالي لكوريا الشمالية، 4 قنابل أخرى، زاعما أن القنبلة التي تم تجربتها في سبتمبر/أيلول الماضي كانت قنبلة هيدروجينية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية يمكن للإشعاع إضعاف أداء الأنسجة والأعضاء بناء على مستوى التعرض، فالجرعات الأقل تسبب خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
وتصر هوا ومنشقون آخرون على أن هذه التجارب كان لها تأثير ضار على صحتهم، غير أن الأدلة العلمية ورأي الخبراء ليس حاسما في هذا الشأن.
وتقول هوا ومنشقة أخرى تُدعى ري يونج سيل، في مكتب "ساند"، إنه لم يكن لديهما أدنى فكرة لسنوات أن كوريا الشمالية تجرب القنابل النووية، وتجاهلا الهزات الأرضية ولم يكتشفا الحقيقة إلا بعد الفرار من بلادهما.
وتضيف سيل، وهي في الستينات من العمر وانشقت في 2013، أنها عاشت على بعد أميال قليلة من موقع التجارب، وأن جاراتها أنجبت رضيعا مشوها، مشيرة إلى أنه عادة ما يُقتل الرضع المشوهون في كوريا الشمالية.
وتعود بعض أقوال السيدتين المتعلقة بالتعرض للإشعاع إلى التسعينيات وحتى الثمانينيات، مما يثير أسئلة عما إذا كان هناك شيء غير التجربة النووية قد لوث البيئة وأصاب الناس بالمرض، في حين أن أول تجربة نووية في البلاد لم تكن حتى عام 2006.
ويروي المنشقون قصصا عن وفاة سمك التروتة في الجداول الجبلية واختفاء فطر الصنوبر الثمين قبل ذلك بفترة طويلة.
واقترح تشوي كيونغ هوي، رئيس "ساند" وهو منشق أيضا، أن نشاطا عسكريا في بيونجي ري في السنوات السابقة للتجارب يمكن أن يُفسر التلوث في المنطقة.
وتستمر السيدتان في التواصل مع عائلاتهما كلما استطاعتا ذلك، بواسطة الهواتف المحمولة المهربة إلى كوريا الشمالية من الصين.
وتقول ري يونج سيل إن عائلتها مريضة بالصداع والقيء والأدوية لا تساعد، معربة عن دهشتها من أنه في موطنها الجديد حتى حقوق الحيوانات محمية، ولكن في كوريا الشمالية يتم تجاهل صحة عائلتها.